أدان قرار ترامب تمرير صفقة السلاح إلى أبوظبي…
مجلس النواب الامريكي.. حصار الامارات
النائب غريغوري:الأمارات مستمرة في دعم “الجنجويد”
نقد عنيف لاتخاذ القرار دون العودة للكونغرس
إدانة للهجمات الدموية على النازحين وعمال الإغاثة
الدعم العسكري الإماراتي لعب دوراً محورياً في إستمرار الفظائع
الضغوط التشريعية هل تنجح في الغاء صفقة ترامب؟..
خبير :السودان لايشكل أولوية للإدارة إلا في هذه الحالة (..)
تقرير :أشرف إبراهيم
بعد ساعات من إعلان توقيع صفقة أسلحة بين الولايات المتحدة الأمريكية والأمارات، ومع وصول الرئيس دونالد ترامب إلى أبوظبي، سارع مجلس النواب الأمريكي إلى إدانة الصفقة ورفضها واعتبرها تتعارض مع التقارير الأمريكية بشأن تزويد الأمارات مليشيا الدعم السريع المتمردة في السودان بالسلاح.
واعتبر خبراء ومراقبون الإدانة تكثيف للضغوط على إدارة الرئيس ترامب التي تتجاهل تدهور الأوضاع في السودان.
انتقادات عنيفة
وأصدر النائب الأمريكي غريغوري ميكس، العضو البارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، بيانًا شديد اللهجة أدان فيه قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب تمرير صفقات أسلحة بمليارات الدولارات إلى دولة الإمارات العربية المتحدة دون الرجوع إلى الكونغرس، رغم ما وصفه بـ”أدلة موثوقة” تؤكد استمرار دعم الإمارات لمليشيا الدعم السريع (الجنجويد) في السودان.
تغذية الصراع
وقال ميكس الإمارات تدّعي أنها أنهت دعمها لمليشيا الدعم السريع، لكن تقارير وتحقيقات موثوقة – من داخل وخارج الحكومة الأمريكية – تشير إلى عكس ذلك. والآن، في عهد ترامب، لم تواجه الإمارات أي عواقب على استمرارها في تغذية هذا الصراع.”
ورفض ميكس بشكل صريح الرواية الأماراتية التي تزعم وقف الدعم للمليشيا، مؤكدًا أن الأدلة المتاحة، سواء من داخل الحكومة الأمريكية أو من مصادر تحقيق مستقلة، تثبت العكس. كما أشار إلى أن إدارة ترامب لم تتخذ أي إجراء لمحاسبة الإمارات على هذا الدور الذي يُسهم في استمرار الحرب.
وأوضح ميكس أنه سبق أن جمد موافقته على صفقات أسلحة أمريكية كبرى لأي دولة تساهم في تأجيج الحرب في السودان، مؤكدًا أن الإمارات لا تزال منخرطة بشكل نشط في دعم المليشيا.
هجمات دموية
ويشير ميكس إلى أن الهجمات الدموية الأخيرة التي نفذتها مليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر ومخيم زمزم للنازحين، قائلًا:
“الهجمات الأخيرة على مدينة الفاشر ومخيم زمزم للنازحين أسفرت عن مقتل مئات المدنيين، بينهم تسعة من عمال الإغاثة، وتشريد ما يقارب 400 ألف شخص.”
وأضاف أن حجم الكارثة الإنسانية الناتجة عن الحرب بات هائلًا:
و”الحرب بين مليشيا الدعم السريع والقوات المسلحة أسفرت عن مقتل أكثر من 150 ألف شخص وتشريد ما يقارب 13 مليونًا منذ بدايتها في عام 2023.
وقال ميكس ويواجه نحو مليون شخص خطر المجاعة.”
دعم أبوظبي.. إرتكاب فظائع
وشدد ميكس على أن الدعم العسكري الإماراتي لعب دوراً محورياً في استمرار ارتكاب هذه الفظائع، رغم القيود الدولية، و”رغم الحظر الأممي المفروض على تسليح دارفور، فإن الأسلحة والإمدادات الإماراتية مكّنت مليشيا الدعم السريع من مهاجمة المدنيين وإطالة أمد القتال.
كما أشار إلى أن استمرار هذا الدعم الخارجي هو من الأسباب الرئيسية التي تُبقي الحرب مشتعلة،وقال “يجب أن تتوقف الجهات الخارجية عن دعم الأطراف المتحاربة لتغيير المعادلة وجعل السلام التفاوضي ممكناً.
واختتم ميكس بيانه بتأكيده على تحرك عملي في الكونغرس نظراً لخطورة الوضع في السودان واستمرار تورط الإمارات، وقال سأقوم بتقديم قرارات رفض مشتركة بالتعاون مع زملائي في مجلس الشيوخ، لوقف هذه الصفقات ومنع وصول الأسلحة الأمريكية إلى الدول التي تُغذي ارتكاب المزيد من الفظائع.
قلق أمريكى
ويرى مراقبون وخبراء أن تصريحات ميكس تأتي في ظل تصاعد القلق داخل الأوساط السياسية الأمريكية، بما في ذلك من الحزبين، بشأن تدفق الأسلحة إلى أطراف متورطة في ارتكاب جرائم ضد المدنيين.
وتشير تقارير أمريكية ودولية عديدة إلى أن الإمارات لا تزال الداعم الأبرز لمليشيا الدعم السريع، المعروفة أيضاً باسم الجنجويد.
إهمال ملف السودان
ويعتقد الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور شمس الدين الحسن في حديثه ل(الكرامة)، بأن السودان لايشكل أولوية حالية لإدارة الرئيس ترامب ،وقال إن البيت الأبيض منشغل على نحو أكبر بالأزمة الروسية الأوكرانية ،وحرب غزة والملف النووي الإيراني.
ووفقاً للحسن فإن الإدارة الأمريكية لن تتحرك بجدية في ملف السودان اذا لم يتحرك السودان نحو الشرق وصناعة تحالف قوي مع روسيا والصين لافتاً إلى انه في هذه الحالة ستشعر واشنطن بالخطورة وستعمل على وقف الدعم الإماراتي والتدخل الخارجي السالب.