استمرت لاسبوع وصف بالأسوأ
(الفاشر ) (أمدرمان) و (الابيض) .. انتهاكات المليشيا
مقتل وإصابة عشرات المدنيين جراء قصف المليشيا بشمال دارفور..
استهداف متكرر للمواطنين بمدينتي الأبيض وأمدرمان..ن
الدعم السريع يحاول إرغام الجيش على العودة للتفاوض..
الكرامة : هبة محمود
في اسبوع وصفته بالاسوأ، أعلنت حكومة ولاية شمال دارفور، مقتل وإصابة عشرات المدنيين جراء قصف مدفعي شنته قوات المليشيا على أحياء مدينة الفاشر ومعسكر أبو شوك للنازحين.
وقالت في بيان لها مساء الخميس أن ماوقع من جرائم وفظائع بمعسكر ” أبوشوك ، واحياء الشرفة وطيبة، تعتبر الأسوأ علي الإطلاق خلال هذا الأسبوع.
وبالتزامن مع تلك الإدانة، أطلقت شبكة أطباء السوادن إدانة مماثلة امس الجمعة مؤكدة أن إستمرار القصف المدفعي من قبل المليشيا اودى بحياة الكثيرين خلال الاسبوع الماضي بالإضافة إلى قصف متكرر استهدف مدينتي الأبيض وأمدرمان.
وعاشت تلك المناطق الثلاث بدأ منذ يوم السبت الماضي حالة من الاستهداف الممنهج انتهى بقصف محولات كهرباء كرري و مستشفى السلاح الطبي في الابيض الذي أودى بحياة 4 أشخاص وإصابة أكثر من 60 آخرين.
وقالت حكومة ولاية شمال دارفور ، أن المليشيا واصلت انتهاكاتها التي تستهدف مواطن مدينة الفاشر بصورة يومية عبر القصف المدفعي المكثف، وأنها قد أقدمت خلال هذه الأيام علي إرتكاب أبشع الفظائع الإنسانية ضد المدنيين بالفاشر .
تناسب طردي
وعلى الرغم من المليشيا ارتكبت جرائم مروعة الا ان الملاحظ وبحسب مراقبين انه ومع كل تقدم يحققه الجيش السوداني على الأرض عسكرياً، تقوم بتكثيف هجماتها حيال المدنيين.
ويعزي محليين إلى أن ما تقوم به من انتهاكات حول المواطنين أو البنى التحتية هو بمثابة رد على خسارتها على الأرض، كما أنه يأتي منافيا لخطابها الذي تتبانه بشأن الديمقراطية وحقوق المدنيين وغيرها من شعارات ترفعها المليشيا.
وفي رد على انتهاكاتها أدان التيار الوطني انس الجمعة ،إستهداف المليشيا لمحطات الكهرباء في مدينة أمدرمان، ووصفه بـ “السلوك همجي”.
وقال في بيان إن هذا السلوك لا يمكن تبريره كما انه يفضح “زيف إدعاءاتها” بأنها قوات تخوض حرباً من أجل الثورة، أو دفاعاً عن الحرية والديمقراطية.
وشدد التيار على ان “استهداف البنى التحتية المدنية، وارتكاب الجرائم بحق المواطنين، من قتل ونهب وتدمير، لا يمت بصلة إلى القيم التي تدعي قوات الدعم الدفاع عنها، بل هو استهداف ممنهج لمقدرات الشعب السوداني ومحاولة لكسر إرادته”.
رد فعل
ويرى المحلل السياسي محجوب محمد أن ما تقوم به مليشيا الدعم السريع من انتهاكات حيال المدنيين والبنى التحتية هو ديدنها الذي عرفت به، إذ أن حربها منذ اندلاعها كانت موجهة نحو المواطن وليس الجيش كما تدعي.
وأكد في حديثه لـ”الكرامة” أن المليشيا عقب خسارتها من الجيش وطردها من معظم المناطق التي كانت تحتلها، حولت حربها إلى حرب مسيرات ومدافع بقصد إثارة الغلاغل تجاه المواطنين وتهجيرهم ، كما أنها رسالة تخويف في ذات الوقت للاجئين بعدم العودة إلى السودان من خلال ما تقوم به.
وأكد أن المليشيا مع كل خسارة لها تقوم بعمليات تصعيد مضاعفة كرد فعل لها، في عمليات أشبه بفرفرة المذبوح، بحد قوله.
ولفت إلى أن مليشيا الدعم السريع من خلال ما تقوم به تحاول في ذات الوقت إلى إرغام الجيش للجلوس معها على التفاوض، خاصة في ظل خسائرها المتكررة، دون أن تعلم أن انتهاكاتها المستمرة لن تزيد القوات المسلحة الا عزيمة على الخلاص منها.
وتابع: الآن المليشيا تستخدم المدنيين كروت ضغط على الحكومة والجيش، وتدعو في ذات الوقت الوقت للتحرك أمام ما يحدثخمن خلال فرض عقوبات أو تدخل بحسب اعتقادها.
إدانات واسعة
واثارت انتهاكات المليشيا على تلك المدن الثلاث إدانات واسعة، خلال هذا الأسبوع، ففي مدينة أمدرمان رصدت “الكرامة” حالات الاستياء الواسعة جراء استهداف المليشا المتكرر على المدنيين ومحطات الكهرباء.
وشكل مواطنيين من الأوضاع غير أنهم اكدو في ذات الوقت رفضهم القاطع لأي محاولات تخضيع من قبل المليشيا.
واستهدفت الأربعاء المليشيا بمسيرات كل من محطة المرخيات التحويلية ومحطة الكلية الحربية التوزيعية ومحطة المهدية بأم درمان، ما أدى لانقطاع التيار.
أما في مدينة الأبيض فاستهدفت أمس الأول المليشيا مستشفى السلاح الطبي ما تسبب في حالة شلل شبه تام للخدمة الطبية، حيث أفادت التقارير بإجبار الطاقم الطبي على إخلاء عدد كبير من المرضى إلى مواقع بديلة وسط ظروف كارثية.
أثار الهجوم ردود فعل غاضبة من الأوساط المحلية والمنظمات الحقوقية، التي اعتبرت استهداف المستشفيات خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، خاصة اتفاقيات جنيف التي تجرم استهداف المرافق الصحية في مناطق النزاع.
وطالبت منظمات المجتمع المدني بتحقيق عاجل وشفاف حول الجريمة، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة، مشددة على أن استمرار استهداف المؤسسات المدنية يُفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السودان.
حملات مسعورة
وأمس الجمعة كشفت شبكة أطباء السودان، عن إصابة 9 مدنيين بينهم 3 أطفال أشقاء جراء استهداف طائرة مسيرة لقوات الدعم السريع، منطقة دار السلام أم بدة غربي مدينة أم درمان.
وأعربت “الشبكة” عن إدانتها لاستمرار استهداف المدنيين والمرافق المدنية في مدينة أم درمان، ما أسفر عن مقتل العشرات خلال الفترة الماضية، مطالبة الدعم السريع بوقف اتتهاكاتها ضد المدنيين.
ويصف الخبير الأمني د معتصم عبد القادر تفكير المليشيا بالملشياوي الذي لا يستطيع التفريق بين المدنيين ودورهم في حمايتهم، مؤكدا أن حرب للدعم ضد المدنيين هي حملات انتقامية في الأساس.
وقال في إفادته لـ” الكرامة “، أن المليشيا دفنت وحرقت المواطنيين ومارست ضدهم أبشع الانتهاكات، لأن روحهم انتقامية .
واضاف: مع كل تقدم للجيش تزيد المليشيا من حملاتها المسعورة هذه، كما أنها تسعى من خلال التضييق على المدنيين تحريك المجتمع الدولي للتدخل.
