أثارت الرأي العام بدهسه حياً ودعوات لتحرك دولي المليشيا و”اسير الخوي” .. تجاوز الخطوط الحمراء

أثارت الرأي العام بدهسه حياً ودعوات لتحرك دولي

المليشيا و”اسير الخوي” .. تجاوز الخطوط الحمراء

مقطع مصور أظهر دهس إحد الأسرى العزل، في جريمة مكتملة الأركان…

الحادثة قوبلت باستياء فى الأوساط السودانية، وانتقادات حادة للمليشيا..

التمرد يمارس حقدا اجتماعيا ضد المواطنيين دون التقيد بآداب الحرب.

مقاومة الفاشر: ليست جريمة عابرة بل مشهد يتجاوز قدرة البشر على التحمل

كثير من القوى السياسية الداعمة للجنجويد و المنظمات الحقوقية لزمت الصمت..

تقرير : هبة محمود
في إنتهاك صارخ وصادم لحقوق الإنسان، بث جنود تابعين للدعم السريع مقطعا مصورا أظهر عملية دهس إحد الأسرى العزل، في جريمة مكتملة الأركان بكل تفاصيلها خلال اجتياحها مدينة الخوي أمس.
وظلت مليشيا الدعم السريع تواصل جرائمها ضد المدنيين والأسرى، منذ اللحظات الأولى من إندلاع الحرب في السودان، وحتى الآن على الرغم من الادانات الواسعة التي توجه لها دون التقيد بالحقوق الدولية المتعاوف لها في إندلاع الحروب.
وإرتفعت مطالب غداة تصفية أسير الخوي دهسا، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإدانة الدعم السريع وتصنيفها مليشيا إرهابية، وفرض عقوبات على الدول الداعمة لها.
واعتبر مراقبون أن المليشيا من خلال ما أقدمت عليه أمس، قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وفق ما تنص عليه قوانين الحرب والاشتباك في التعامل مع الأسرى والمعتقلين.
وأثارت الحادثة استياء الأوساط السودانية بشكل كبير، مع دعوات بالتصدي للمليشيا من قبل الجميع و الاصطفاف خلف القوات المسلحة لدحرها.

نهج ملشياوي صادم..
وفيما تباينت الآراء بشأن عقيدة المليشيا القتالية في التعامل مع المدنيين والأسرى، مابين كونها نهجا قتاليا أو محاولة للضغط على الجيش للعودة إلى طاولة التفاوض لكن بضغوط دولية حفاظا على المدنيين، يذهب متابعون إلى أن مليشيا الدعم السريع تمارس نهجاً ملشياويا لا علاقة له بأي خططاً إستراتيجية محددة.
وبالتتبع لإنتهاكاتها منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل من العام 2023، يتبين أنها -المليشيا- تمارس حقدا اجتماعيا ضد المواطنيين دون التقيد بآداب الحرب وفق محللين.
فقد سجلت تقارير أممية كيف اغتصب الدعم السريع النساء وقتل المواطنين وانتهك حرماتهم، فضلا عن مجاز تصفيات الأسرى والمدنيين في الجنينة وود النورة والصالحة وغيرها من جرائم ظلت تمارسها على مدار العامين.
وفي الوقت الذي ينص فيه القانون الدولي على حماية الأسرى ويضع قيودًا على سلوك الدول المتحاربة، وكذلك تهدف اتفاقيات مثل اتفاقية جنيف الثالثة إلى ضمان معاملة إنسانية للأسرى وحماية حقوقهم الأساسية، يطل سؤال عريض حول الصمت الدولي بشأن هذه الانتهاكات الموثقة على العلن؟

المليشيا بلا حدود فاصلة

وفيما تعتبر المليشيا الانتهاكات كونها انتصارات على الجيش والكيزان وفق ما يردد عناصرها وقادتها، يرى الخبير الأمني والمختص في الحروب والنزاعات د.أمين إسماعيل مجذوب، أن مليشيا الدعم السريع تجاوزت كل الخطوط الحمراء مايدل على أنها قوات غير مدربة ، مؤكدا في حديثه لـ” الكرامة ” أن قوات الدعم السريع من الصعب التعامل معها على أنها قوة عسكرية، داعيا إلى ضرورة التدخل الدولي والضغط عليها وفضحها أمام العالم أجمع.
يضيف: أنها قوات عملت على إستعداء الشعب السوداني وتهدف إلى تهجيره من وطنه.
وتابع: لايوجد الان اي حد فاصل بين ايقاف الحرب وبين الأهداف التي قامت من أجلها الحرب، وقال: المليشيا تخوض حرباً ضد المواطن وليس القوات المسلحة، وقد تبين أنهم مجموعة من النهابين والقتلة لديهم أحقاد إجتماعية في نشأتهم والتعامل مع الآخرين.

صورة صادمة خالدة ..
وإزاء تلك الحادثة الشنيعة في تصفية الأسير دهسا من قبل المليشيا، لزمت كثير من القوى السياسية الداعمة لها و المنظمات الحقوقية الصمت، دون بيان تنديد واحد.
واستنكرت مجموعات إزاء تلك الانتهاكات وخاصة اسير الخوي، دعوات الكثيرين بضرورة جلوس الجيش إلى طاولة تفاوض مع المليشيا عقب كل ذلك، لكن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان جدد خلال مخاطبته حفل تخريج الدورة التأهيلية رقم (21) أمن ومخابرات، أمس، قوله بأن المعركة مستمرة، ولن تتوقف إلا بالقضاء على مليشيا آل دقلو الإرهابية.
وفي غضون ذلك نددت لجان مقاومة الفاشر بالحادثة التي وصفتها بالمفجعة، داعية إلى مواجهتها، مؤكدة أن صورة مواطن يرتدي الزي المدني أو أسير أعزل تتم تصفيته بتلك الصورة دهسا، فإنها حادثة مفجعة لا تحتاج إلى كثير من التفاصيل، بل تكفي صورتها الصادمة لتخلد في ذاكرة الألم والعار.

لا مكان للحياد …

وقالت لجان المقاومة خلال بيان لها أمس أن السيارة التي تقاد عمداً لتسحق صدر مواطنا او أسير أعزل وتقتل النفس البشرية بهذا الجبروت، لا يعود للحياد مكان بعدها ولا للرمادية عذر.
وتابعت: إما أن نكون مع الإنسان أو نصطف بصمتنا مع الجلاد، فهي ليست مجرد جريمة عابرة بل مشهد يتجاوز قدرة البشر على التحمل
واضافت: هذه المليشيا ليست سوى مشروع خراب لا تعرف من السياسة إلا لغة القهر ولا تفهم من الدولة إلا ما يمكن السيطرة عليه بالقوة والسلاح.
ونوهت إلى أن ما جرى يعد تجسيدا حيّ لأسباب رفضها القاطع لوجودها وشرح واضح لموقفها المبدئي اتجاه مقاومتها، وعدم التساهل معها أو القبول بها شريكاً في أي تسوية تُعيد عجلة الزمن إلى الوراء.
وزادت: هكذا تظهر المليشيات على حقيقتها دون قناع ودون ادّعاء، وعليه فإن خيار مواجهتها ليس مجرد موقف سياسي بل واجب وطني وأخلاقي لا يسقط بالتقادم ولا يغسل بصمت.

الأساليب المحرمة في الحرب النفسية

ويرى المحلل السياسي د. راشد الشيخ أن المليشيا استخدمت الأساليب المحرمة في الحرب النفسية، مؤكدا أن مشهد الفيديو للاسير لا يمت للحياة البشرية بصلة.
ولفت في حديثه لـ “الكرامة” إلى أن الأشخاص منفذي الجريمة مغيبين عن الوعي، لاعتبارات أن المليشيا حين تأتي بمغيين عن الوعي فإنها تستخدمهم كوقود للحرب.
ورأى أن الاستخدام المفرط في القتال يدل على أن الطرف الآخر لديه مفاهيم خاطئة بداخله في أولها أن يتسيد الأرض بمن عليها.
واعتبر أن الحديث عن استخدام الأسرى كروت التفاوض مع الجيش امر لا يستقيم ، إذ أن الأسير يعتبر جزء من التفاوض وان القضاء عليه ينهي مسارات التفاوض.