طهران وتل ابيب تتبادلان القصف. ايران واسرائيل… وبدأت الحرب

طهران وتل ابيب تتبادلان القصف.

ايران واسرائيل… وبدأت الحرب

طهران تستيقظ على ضربات إسرائيلية مدمرة من “200” طائرة

عشرات الصواريخ الباليستية و”100″ طائرة مسيرة تقصف تل أبيب

إغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين..

المرشد الأعلى خامئني يتوعد إسرائيل بسوء المصير

واشنطن منحت الضوء الأخضر.. والمنطقة على فوهة الإنفجار..

إستهداف مواقع نووية في عدة محافظات إيرانية

دمار كبير في تل أبيب واسرائيل تمنع التصوير…

إسقاط طائرات إسرائيلية وأسر قائد إحدى الطائرات…

تساؤلات حول اختراق “الموساد” لمنظومة إيران الأمنية

تقرير :أشرف إبراهيم

في وقت زادت فيه حدة التوتر بين إسرائيل وايران وفشل المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي وتوقع المواجهة العسكرية ،استيقظ الإيرانيون فى الساعات الاولى مم فجر أمس الجمعة على وقع دوي انفجارات وصافرات إنذار، إثر الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف منشآت نووية وعسكرية في العاصمة طهران وعدد من المحافظات ، في تصعيد مفاجئ بعد انقضاء مهلة الـ”60″ يوما التي منحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي.
وعلى خلاف الهجوم السابق فى 26 أكتوبر الماضي، الذي وُصف حينها بأنه محدود، فقد خلّف الهجوم الأخير صدمة واسعة، خاصة مع انتشار صور الضربات الجوية وإعلان مقتل عدد من كبار القادة العسكريين، وعلماء نوويين ، ومن بين القادة الذين أعلن عن مقتلهم قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي وعدد من زملائه وحراسه، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري.
وأفادت مصادر إيرانية بأن الهجمات الإسرائيلية أدت إلى مقتل 6 علماء نوويين إيرانيين، بينهم أحمد رضا ذو الفقاري وفريدون عباسي دواني ومحمد مهدي طهرانجي.

انفجارات

وأكدت وكالة أنباء مهر الإيرانية تسجيل دوي انفجارات في مدينة تبريز غربي البلاد للمرة الثالثة وتصدي الدفاعات الجوية لمسيّرة، وأفادت بسماع أصوات انفجارات من أطراف قاعدة نوجة الجوية قرب مدينة همدان، وأكد مساعد محافظ همدان تعرض المركز الراداري في مدينة نهاوند بالمحافظة لهجوم إسرائيلي.
و أكدت وكالة مهر أن مقاتلات إيرانية تحلق في أجواء مدينة مشهد، ورصدت وسائل إعلام إيرانية انفجارات غرب العاصمة الإيرانية.
وكشفت مصادر إيرانية عن استهداف نقطتين قرب منشأة فردو النووية، وسماع دوي انفجار عنيف في منطقة خاورشهر جنوب طهران.
ولاحقا، أعلنت مصادر إسرائيلية شن موجة جديدة من الهجمات استهدفت مطاري مهر آباد وبوشهر حيث تتمركز مقاتلات إيرانية، وأكدت تدمير عشرات منصات إطلاق الصواريخ ومواقع تخزينها في إيران.
قتلى مدنيين
وذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن “78” قتيلا و”329″ مصابا في المناطق السكنية بمحافظة طهران وحدها.
وأعلن مدير دائرة الأزمات بمحافظة أذربيجان الشرقية تسجيل “18” قتيلا و”35″ جريحا في الهجمات الإسرائيلية، وقال مدير دائرة الأزمات في مدينة تبريز غربي إيران إن 8 أشخاص قتلوا في هجوم إسرائيلي على المدينة.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية وشهود بوقوع انفجارات في مواقع مختلفة، من بينها منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.

عملية الأسد الصاعد

وقال الجيش الإسرائيلي إن عشرات المقاتلات نفذت ضمن عملية أطلق عليها اسم “الأسد الصاعد” ما وصفها بـ”الضربة الافتتاحية” في قلب إيران، تلتها هجمات وضربات أخرى.
وأضاف الجيش -في بيان صباح الجمعة – أن “200” مقاتلة شاركت في الهجوم على إيران وضربت نحو “100” هدف في مناطق إيرانية مختلفة، كذلك استُخدمت “300” قنبلة في إطار تنفيذ تلك الهجمات.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن العملية العسكرية ضد إيران “في ذروتها”، وأوضح أن الهجمات لا تقتصر على المنشآت النووية وتستهدف الصواريخ الباليستية أيضا، وأضاف “استبقنا محاولة إيران استخدام الصواريخ الباليستية ودمرناها قبل إطلاقها”.
وأشار إلى أن الغارات نجحت إلى غاية الآن بإلحاق ضرر كبير بمنشآت إيران النووية، كما أكد مسؤول عسكري لشبكة “أي بي سي” أن إسرائيل تسيطر بالكامل على الأجواء الإيرانية.
وأعلن الجيش الإيراني إصابة مقاتلة إسرائيلية، وأكد المساعد الأمني لمحافظ قم أن الدفاعات الجوية أسقطت مسيرة إسرائيلية في المحافظة. وتزامن ذلك مع تأكيد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن إيران قادرة على “توجيه ضربات صعبة”.
المرشد الإيراني.. المصير المرير

وبعيد هجمات تل أبيب اطلق المرشد العام في إيران علي خامنئي تهديدات واضحة تجاه إسرائيل عقب غارتها الجوية على طهران صباح الجمعة، وقال في تهديد شديد اللهجة على أن تنتظر عقاباً قاسياً.
وأضاف المرشد الإيراني خامنئي في بيان له إن “إسرائيل كتبت مصيراً مريراً لنفسها بهذا الهجوم، وستلقاه بالتأكيد.
وزاد أن اليد القوية لقواتنا المسلحة لن تترك إسرائيل تفلت من العقاب.
وتابع: أن الهجوم الإسرائيلي كشف عن الطبيعة الدنيئة لإسرائيل، مؤكدا أن العديد من القادة والعلماء قتلوا في الهجوم الإسرائيلي.
وقال المتحدث باسم الجيش الإيراني أبو الفضل شكارجي للتلفزيون الرسمي، إن إسرائيل والولايات المتحدة “ستدفعان الثمن غالياً،.
وأفادت وكالة أنباء “تسنيم” أن شكارجي صرح أن “العدو الصهيوني، وبدعم من أميركا، نفذ عدوانه واستهدف مناطق سكنية.
وأكد شكارجي أن رد القوات المسلحة الإيرانية سيكون حازما وقاسيا، ولا شك أن الرد قادم.

إيران تطلق مئات الصواريخ

وأعلنت إيران إطلاق هجوم على مواقع إسرائيلية ردا على الغارات المتواصلة التي استهدفت طهران ومدنا إيرانية.
وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية “بدء الرد الإيراني الساحق” بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية تجاه إسرائيل، وأكدت الجبهة الداخلية الإسرائيلية رصد إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل وطالبت المواطنين بالدخول لغرفهم المحصنة.
وأعلنت الجبهة الداخلية إطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس وعدة مدن إسرائيلية، وأظهرت صور مباشرة تصاعد أعمدة الدخان من أحد المواقع في تل أبيب، وأكدت القناة 13 اندلاع حريق قرب مقر وزارة الدفاع في تل أبيب.
وأفادت مواقع بإطلاق 3 دفعات من الصواريخ، وأكدت سقوط 9 منها على مناطق وسط إسرائيل. وتسبب الصواريخ الإيرانية بإصابة 17 إسرائيليا وفقا لهيئة البث الإسرائيلية.
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن منطقة تل أبيب الكبرى تعرضت لدمار غير مسبوق لم نعهد مثله سابقاً، وأكد تضرر عشرات المباني والمركبات سواء بصواريخ إيرانية أو اعتراضية.
وحث المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الجمهور على عدم نشر مشاهد لآثار الدمار بسبب الصواريخ الإيرانية، وقال “نشر مقاطع فيديو وصور من مواقع سقوط الصواريخ يُعد بمثابة تقديم مساعدة للعدو وقت القتال، ويشكل مساً بأمن الدولة.
مسيرات إيرانية
وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت نحو 100 مسيّرة رداً على الهجوم الذي استهدفها، وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اعتراض مسيّرات في جنوب سوريا وقبالة سواحل لبنان تم إطلاقها من إيران، كما اعترضت منظومة القبة الحديدية البحرية 3 مسيّرات فوق البحر الأحمر.
مشاركة أمريكية
استهداف المدنيين
وكشف مسؤول إسرائيلي لموقع أكسيوس أن القوات الأميركية تشارك في التصدي للهجوم الإيراني على إسرائيل.
وأكد الحرس الثوري الإيراني تنفيذ هجمات على عشرات الأهداف في إسرائيل بينها “مراكز عسكرية وقواعد جوية للنظام الصهيوني الغاصب”، ونقلت رويترز عن مسؤول إيراني قوله “لن يكون هناك أي مكان آمن في إسرائيل.. وانتقامنا سيكون مؤلما. العدو الصهيوني سيدفع ثمنا باهظا لقتله قادتنا وعلماءنا وأبناء شعبنا”.
في المقابل، نقلت القناة 12 عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل سترد على القصف الإيراني باستهداف مناطق مدنية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن إيران “خرقت الخطوط الحمراء بإطلاق الصواريخ على مناطق مدنية”، وتوعد بأن تدفع إيران ثمناً كبيراً لقاء أفعالها.

أبواب جهنم

وتوقع مسؤول إسرائيلي أن يعمل الإيرانيون على الإعداد لهجوم صاروخي كبير ومنسق للتغلب على أنظمة الدفاعات الإسرائيلية.
وتعهد أحمد وحيدي القائد الجديد للحرس الثوري الإيراني بأن بلاده “ستفتح أبواب جهنم قريباً على العدو الصهيوني القاتل”.
ورصدت إسرائيل استعدادات لإطلاق صواريخ من إيران، وفقاً لما ذكرته القناة 12 التي نقلت عن مسؤول أمني رفيع قوله إن إسرائيل ستقصف منشآت النفط والغاز إذا أطلقت إيران صواريخ على مدن إسرائيل.
دعم ترامب
وأبدى ترامب دعما واضحا لنتنياهو، وقال في تصريحات لوسائل إعلام أميركية إنه كان على علم بخطط إسرائيل لمهاجمة إيران، مضيفا “ندعم إسرائيل بشكل واضح، وكما لم يدعمها أحد من قبل”، ووصف الضربات الإسرائيلية على إيران بأنها “كانت ناجحة للغاية”.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز إن قرار إسرائيل بدء التحضيرات النهائية للهجوم اتخذ الاثنين الماضي، وأكدت أن إدارة ترامب كانت على علم باستعدادات إسرائيل لضرب إيران ولم تعترض على خطط نتنياهو.

إسقاط طائرات واسر قائد

وبدورها قالت وكالة تسنيم الإيرانية للإنباء إن الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطت طائرتين مقاتلتين إسرائيليتين وأسرت قائدة إحداهما.
وأعلن الجيش الإيراني في وقت سابق الجمعة إصابة مقاتلة إسرائيلية، وأكد المساعد الأمني لمحافظ قم أن الدفاعات الجوية أسقطت مسيّرة إسرائيلية في المحافظة.
اختراق الموساد
ومع مرور الوقت تتكشف تفاصيل العملية العسكرية الإسرائيلية، وأعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو استكمل سلسلة غارات على منظومة صواريخ أرض-أرض التابعة للنظام الإيراني، وتدمير عشرات منصات إطلاق الصواريخ ومواقع تخزين صواريخ أرض-أرض ومواقع عسكرية أخرى.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن جهاز الموساد أنشأ داخل إيران قاعدة لإطلاق المسيّرات المتفجرة، وتم تفعيل المسيّرات خلال الهجوم لاستهداف منصات إطلاق صواريخ قرب طهران.
وبرر مسؤولون إسرائيليون -تحدثوا لصحيفة فايننشال تايمز- الهجوم باقتراب إيران من تطوير قنبلة نووية، وأكدوا أن الضربة الإسرائيلية لإيران خُطط لها على مدى سنوات، وتم تنفيذها بعد جمع معلومات عن المواقع النووية ومسؤولين عسكريين وعلماء، وقالوا إن نجاح العملية تطلّب معلومات مفصلة بشأن تحركات المسؤولين والعلماء الإيرانيين.
خداع
وتحدث مسؤول أمني إسرائيلي لفوكس نيوز عن تحقيق نجاح عبر خداع كبار قادة القوات الجوية الإيرانية وجعلهم يجتمعون في مكان واحد قبل استهدافهم، وقال إن الضربات “كانت أكثر نجاحا مما توقعنا”.
وكشف رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي عن خوض قتال داخل إيران، وأكد أن الهجوم الإسرائيلي ليس فقط من الجو والبحر، وغير محدد بيوم أو يومين.
إيران تعيّن قادة لهيئة الأركان والحرس الثوري..
وفي السياق أفاد التلفزيون الإيراني بأن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي عيّن قادة عسكريين في عدة مواقع، خلفا للقادة الذين قُتلوا الجمعة في الهجوم الواسع الذي تشنه إسرائيل على إيران منذ ساعات الفجر الأولى.
وقال التلفزيون الإيراني إن المرشد الأعلى عيّن اللواء محمد باكبور قائداً عاماً للحرس الثوري الإيراني، خلفا لحسين سلامي، الذي قتل في ضربة إسرائيلية استهدفت مقر قيادة الحرس الثوري الإيراني .
كما عيّن خامنئي اللواء علي شادماني قائداً لمقر خاتم الأنبياء التابع لهيئة الأركان، وفق التلفزيون الإيراني، خلفاً قائد المقر السابق اللواء غلام علي رشيد، الذي قتل في هجوم إسرائيلي على مقر القيادة العامة للقوات المسلحة “خاتم الأنبياء ” .
وأكد التلفزيون الإيراني أيضاً أن خامنئي عيّن اللواء عبد الرحيم موسوي رئيسا لهيئة الأركان الإيرانية، محمد حسين باقري، الذي قتل في الهجوم الإسرائيلي على طهران.
الموت لإسرائيل
وفي رد فعل سريع، خرجت مظاهرات عفوية في عدة مدن كبرى، نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني، ورفع فيها المتظاهرون شعارات “الموت لإسرائيل” و”الانتقام حتمي”، كما دعت لجان تنظيم صلاة الجمعة إلى تنظيم مسيرات مليونية للتنديد بالهجوم، بينما أطلقت حسابات رسمية ومؤيدة للحكومة (هاشتاغات) مثل “الوحدة في مواجهة العدو” و”الرد المؤلم”.
ورغم اتساع مدى الهجوم، لم تسجل أي اضطرابات في المدن الكبرى، وسارت الحياة العامة بهدوء نسبي وسط حالة من الترقب، ويقول مهدي -وهو موظف حكومي من طهران- “نحن مستعدون للدفاع عن بلدنا، لكننا نأمل ألا تنجر البلاد إلى حرب شاملة، الرد مطلوب، ولكن بعقلانية تحفظ الاستقرار”.
الإنفجار الكبير
ويتوقع خبراء ومراقبون أن تؤدي حرب المنشأت النووية بين إيران والكيان الصهيوني وتبادل الهجمات الجوية والصاروخية إلى انفجار أكبر في منطقة الشرق الأوسط، وسط ترقب بعد تهديد طهران وتل أبيب بإستمرار المواجهات.
وتوقعوا تأثير الحرب على أسواق النفط والملاحة الجوية والبحرية في المنطقة ،وكانت عدد من المطارات علقت رحلاتها في الشرق الأوسط وأغلقت إيران مضيق هرمز وأعلنت دولة الاحتلال إغلاق مطار بن غوريون.