اجتاحت القرى ومارست أبشع الانتهاكات
( الخوي ).. و(النهود) .. حملات المليشيا الانتقامية
قتل المدنيين ونهب الاسواق ووقود المياه وشبح الجوع يهدد الخوي…
تصفيات مستمرة في النهود و إطلاق النار بصورة عشوائية …
حالة تصفية مستمرة للمدنيين بتهمة التعاون مع الجيش…
هجوم وحشي على عدد من القرى بينها (ام لبانه __ وقرية ضوالبيت)..
الجنجويد يعتدون على قرية بني بدر ، ويضربون المواطنين العزل..
تقرير : هبة محمود
سلسلة من الإنتهاكات ظلت تمارسها مليشيا الدعم السريع في مدينتي النهود والخوي والقرى التابعة لهم، منذ اجتياحها عدد من المناطق هناك.
فبحسب التقارير الواردة، فإن التمرد يقوم باجتياح القرى عبر عمليات ومعلومات استخباراتية توفرها لها المليشيات المقاتلة معها.
فخلال اليومين الماضيين فقط، قامت المليشيا بالهجوم على عدد من القرى مثل قريتي (ام لبانه __ وقرية ضوالبيت) اللتان تتبعان لمحلية الخوي، وقد اسفر الهجوم عن قتل مواطنين، قبل أن تشهد المنطقة حالات نزوح جماعي.
وامس الأول اعتدى الجنجويد على قرية بني بدر ريفي الخوي بغرب كردفان، وقامت بضرب المواطنين العزل ونهب الاسواق ووقود محطات المياه.
وتعد قرية بني بدر ملجأ للنازحين، حيث تأوي ما يقارب 10الف مواطن، بحسب إحصائيات محلية.
وتزداد الأوضاع سوءا في ظل غياب الاتصال خاصة بعد مصادرة الدعم السريع لجميع اجهزة الاستارلينك.
ولكن وفي ظل كل تلك الانتهاكات تظل مدينة الخوي أكثر المناطق فتكاً من قبل المليشيا، وفق غرفة طوارئ دار حمر، إذ يهدد شبح الجوع والعطش المواطنين بالخوي بعد نهب الدعم السريع للاسواق والمنازل وتخريب محطات المياه، لتزداد المعاناة في كل ساعة مع استمرار اغلاق الاسواق والافران والمطاحن ومحطات المياه.
وضع متازم
وفي ظل اجتياحها القرى قامت المليشيا بالاعتداء على المواطنين ونهب جميع شبكات الاستارلينك والهواتف المحمولة والمحاصيل والمحلات التجارية.
كما أشاعت حالة من الفوضي مهدت لعمليات للانتقام والاستهداف القبلي تحت غطاءها.
واعلنت غرفة طوارئ دار حمر أن سلسلة الاستهداف القبلي تحت غطاء الدعم السريع ، تتواصل على قرى جنوب النهود، حيث قامت مجموعات قبلية بالهجوم على قرية ( أحمد فضل) واخذ فرديين كرهائن، مطالبة ذويهم بدفع فدية، بجانب سلب سيارة دفع رباعي وبعض المواتر.
وأكدت أن ذات المجموعات فأنت بالهجوم على قرية ( النواجات) وقامت بسلب سيارات ومواتر ومواشي، فيما ارهبت المواطنيين بالتهديد والترويع.
وقالت الغرفة أن العطش يهدد اكثر من 80 قرية بالخوي بعد أن قامت المليشيا بتعطيل مصادر المياه، إذ بلغ سعر جركانة المياة 6 الف جنيه سوداني.
كما تعاني منطقة المقيسمات شمال الخوي بغرب كردفان، بحسب الغرفة من نقص حاد في مياة الشرب، التي يتم جلبها في رحلة تستغرق رحلة ستة ساعات بالتناكر ويوم كامل بالدواب من منطقة ام كريدم.
وقد أدى العطش إلى نفوق اعداد كبيرة جدا من الحيوانات والدواب بالمنطقة.
حالة انتقام
ويصف المتحدث الرسمي بإسم غرفة طوارئ دار حمر سليمان حميدة الأوضاع في مناطق النهود والخوي وريفيهما بالسىئ جدا,معتبرا أن ما تمارسه المليشيا في هذه المناطق حالة من الانتقام، للموقف الواضح والمعلن من قبل المواطنين تجاه المليشيا.
وفي حديثه لـ”الكرامة” قال أن المليشيا في ردة فعل تقوم بالانتقام من المواطنيين .
وأكد أن حالة التصفية مستمرة للمدنيين بتهمة التعاون مع الجيش ، لافتا إلى التعتيم الكامل بقطع الاتصالات ومصتدرة أجهزة الاستارلنك بحجة عدم تمكن القوات المشتركة من الوصول إلى المواطنيين.
وقال إن عمليات النهب مستمرة بشكل يومي، فضلا عن قيامها بتخريب محطات المياه.
وتابع: الآن التحدي أمام سكان ريفي الخوي يكمن في الحصول على المياه لأنهم يعتمدون على الآبار وكل الآبار تم نهب حصتها المخصصة لها من الوقود، بجانب غلق الطرق من الأرياف للخوي ومن الأرياف للارياف ما خلق أزمة حادة في الحصول على المياه وارتفاع سعر التنكر ليصل إلى مبلغ مليار ومائتين جنيه، وأوضح بأن انسان المنطقة إنحصرت جميع همومه في كيفية الحصول على المياه.
غير صالحة للسكن
وفي النهود تزداد المعاناة لاضعافها، بسبب المليشيا، فبحسب
المتحدث الرسمي بإسم غرفة طوارئ دار حمر سليمان حميدة، لـ”الكرامة” فإن الدعم السريع يقوم باحتجاز المواطنيين ويمنعهم من الخروج ما جعل كثير منهم يتسلل ليلا هربا من المدينة.
وفيما كانت النهود تأوي أكثر من 20 الف من النازحين، فإن 80% منهم غادروها عقب سقوطها.
وقال إن استمرار إغلاق الأسواق والافران في مدينتي النهود والخوي زاد الوضع سوء.
وانتقد في المقابل غياب منظمات العون الإنساني مؤكدا أن المجهود بالمدينة هو جهد شعبي و محدود
وزاد: كبار السن والنساء الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة هم الأكثر تضررا، فهم الان يعيشون في العراء وتحت الأشجار دون مخيمات أو دور إيواء .
وفي ظل الأزمة يعاني سكان النهود بحسب حميدة من عدم توفر السيولة النقدية، وفيما كان البديل هو التطبيقات البنكية فقد تم قطع الشبكة والاستارنك.
واضاف: التصفيات مستمرة في النهود و إطلاق النار يتم بصورة عشوائية، في ظل وجود فوضى وعدم امان، فالمنطقة المنطقة اصبحت لا تصلح للسكن.