سوبرانو
احمد دندش:
اغتيال خوجلي عثمان كان (الأفجع)…
الإعتداء على الفنانين…قصص وحكايات وروشتات..!
خرجت صحف صباح السبت 11/12/ 1994 وهي تحمل خبر مقتل الفنان خوجلي عثمان داخل مقر اتحاد الفنانين السودانيين في مدينة أم درمان، حيث تناولت كل الأخبار التى حرصت على الظهور بخطوط سوداء تفاصيل مقتل الفنان على يد (موتور) كما ذكرت التحريات لاحقاً، والذى استخدم مدية في جريمته تلك، وفارق خوجلي على إثر طعناتها الحياة ، وذلك بعد تأثره بثلاث طعنات، كما تعرض المطرب عبد القادر سالم وأحد أعضاء الفرقة الفنية للطعن والإصابة إثر محاولتهما القبض على الجاني، وأفادت الشرطة في ذلك الوقت أن الحاضرين في دار الفنانين تمكنوا من القبض على الجاني، الذي يدعى (آدم سليمان)، ولم تنشر أي معلومات إضافية عن هويته، إلا أن كل الدلائل تشير الى أنه مهووس، خصوصاً أن ذلك الوقت كان يشهد جدلا واسعا في المجالس الدينية بالبلاد عن الموسيقى وهل حلال أم حرام.
وتردد أن القاتل آدم سليمان، الذي نفذ جريمته في اتحاد الفنانين ينتمي الى جماعة دينية تلقي دروسا في منطقة (ام بدة) غرب مدينة أم درمان، وأنه حضر الى دار الفنانين لأول مرة، وسأل عن مطربين مشهورين هما (سيد خليفة ومحمد الأمين).
وعندما لم يجدهما سأل عن مطربين آخرين، فأشار أحد الحضور الى المغني خوجلى عثمان، ثم توجه الجاني نحوه وسدد له الطعنات القاتلة.
وتوالت الأحداث العاصفة بعد الحادثة، حيث اعتبر نقيب الفنانين آنذاك الفنان الراحل محمد وردي، أن الهجوم “من نتائج الثقافة السائدة في الخرطوم الآن، والتي تعتبر أن الفن والرياضة أمور لا قيمة لها، وأعتقد أن الفنانين والمثقفين مهددون في السودان والجزائر ومصر بسبب هذه الثقافة”.. كما صرح كثير من المطربين في تلك الفترة وأبدوا مخاوفهم العميقة تجاه الحادث، وأبدوا كذلك إمكانية تعرضهم لمثل تلك الحادثة التى أقل مايمكن أن توصف بأنها (بشعة)..
وحتى وقت قريب كانت كثير من التصريحات تدور في هذا الفلك، كان ابرزها تصريح الفنان الشاب الراحل نادر خضر أنه لم يطأ أرض الاتحاد لفترة طويلة جداً منذ تلك الحادثة التى سببت له حزناً عميقاً في دواخله.
بالمقابل نجد أن هنالك عددا من الفنانين الشباب قد تعرضوا لاعتداءات ربما كانت طفيفة بالمقارنة مع حادثة خوجلي عثمان التى وصلت الى حد الاغتيال، ومن أبرز أولئك الفنان الشاب محمود عبد العزيز والفنان الشاب احمد الصادق وشقيقه حسين الصادق اللذان فلتا من اعتداء وحشي بجامعة الأهلية قبيل سنوات، تلك الحادثة التى تناولتها الصحف وبعض المواقع الاسفيرية، ليبدي كثير من الفنانين عن خوفهم من تكرار الاعتداء عليهم، بينما طالب بعضهم اتحاد الفنانين آنذاك بضرورة التدخل في الموضوع لسلامة الفنانين، خصوصاً أن معظم المطربين السودانيين لا يؤمنون بعدد من الوسائل الاحتياطية كجزئية (البودي قارد) التى يرون أنها تساهم بشكل كبير في إضعاف جماهيريتهم، ومن ضمنهم الفنان الشاب (طه سليمان) الذى أكد أنه لا يحبذ مرافقة (البودي قارد) في حفلاته ، عازياً ذلك الى طيبة وتسامح الشعب السوداني.
عدد من المهتمين بالمجال الفني في اوقات متفرقة أكدوا أن الاعتداء على الفنانين بدنياً أو نفسياً في السودان أخف وطأة بكثير من عدد من الدول العربية والغربية، والتى يمكن أن تصل إلى حد (التصفية) والقتل ضاربين الأمثال عبر عدد من النماذج من ضمنها (جريمة قتل الفنانة سوزان تميم) التى لا تزال في ردهات المحاكم، وعدد آخر من القضايا الأخرى التى إن تمت مقارنتها بالسودان فبالتأكيد لن تكون هنالك أوجه شبه.
وفيما يرى باحثون اجتماعيون أن المجتمع السوداني من أكثر المجتمعات العربية والافريقية تسامحاً، مشيرين إن ذلك الأمر بات سمة تميز الشعب السوداني عن كافة شعوب العالم، وأضافوا أن هناك بعض التفلتات التى قد تحدث من بعض الأفراد، ولكن من الظلم أن تعمم القضية بحيث يصبح خطأ شخص واحد هو الفيصل وهو نقطة التحول في علاقات راسخة وأزلية، ورفضوا أن تتم مقارنة المجتمع السوداني في هذه الجزئية بأي دولة أخرى، برغم اعترافهم أن هنالك اختراق قد حدث لنسيج المجتمع السوداني بسبب التكنلوجيا والتطور الكبير الذى حدث في التقنية والاتصالات والعولمة.
///////////////
حميد …السر في (البساطة)…
اقول دوماً ان الشاعر الراحل محمد الحسن سالم حميد لم يكن شاعراً عادياً، يكتب القصائد، ويصوغ الكلمات ويرتب القوافي وحسب، حميد للأمانة وللحقيقة هو تاريخ عريض، ومدرسة شعرية باذخة المفردات ومرتبة النصوص ودسمة المضامين وصريحة لحد اخجال الصراحة نفسها، واعتقد ان حياة حميد كانت هي السر الحقيقي خلف ابداعه المتجاوز ذاك، فحياة حميد لم تكن صاخبة على الاطلاق، فهو برغم شهرته وذيوع صيته في مجال الشعر اختار البقاء بالشمالية في داره الصغيرة، رافضاً كل مغريات الهجرة للخرطوم، وكأنه كان يقول: (يااخوانا انا زي السمكة كان مرقت من الارض دي..بموت)، لذلك كان ارتباطه بالشمالية واهله في نوري وماجاورها كبيراً وخاصاً جداً، تتلمسه في قصائده التى تسرى هناك بين الناس كما الاطفال، وتحسه في حفيف اشجار النخيل، وقوقاي القمري، وتراه مضيئاً كنوار البرسيم واشعاع النيل عند الاصيل.
////////////////
(العار) في زمان (رداءة الاشعار).!
(العار) اليوم لم يعد يتمثل فقط في جلب فتاة ل(فضيحة) لأسرتها، بل تمددت مفرداته واتسعت لتشمل الكثير من الظواهر الآنية، حتى بعض الأشعار لم تبتعد اليوم عن الوصمة ب(العار)، و(شويعير) صغير يخرج علينا بأغنية غاية في (الإسفاف والابتذال والرداءة)، يبتسم في تلذذ وهو يمنحها لذلك المغني (الهابط) صاحب السيرة الذاتية (المُرقعة)، قبل أن يمد يده ليقبض حفنة من الجنيهات في (مبايعة) جديدة تنضم للكثير من (مبايعات الخزي والأسف) التي تهز وبشدة عرش الأغنيات الهادفة، مقتربة وبشدة من طرحه أرضاً وتصميم عرش جديد و(خليع) يجلس على سدته زمرة من شعراء (الجبجبة) وفناني (الإسفاف).!
و(العار) اليوم وصمة تتمدد لتصل إلى بعض الشعراء الكبار الذين مسحوا تاريخهم ب(إستيكة) مقابل بضع آلاف من الجنيهات، وتحولوا إلى (ترزية) يفصلون من الحروف أغنيات على حسب مقاسات الفنانين، والغريب أنهم يعلمون ذلك، لكنهم يتجاهلونه، لأنهم في الأصل وفي الأساس ليسوا أصحاب (رسالة) وإنما أصحاب (بريد وارد) غالباً مايحتوي على فائدة ومنفعة.!
و(العار) في هذا الزمان، لم يعد مفردة نهمس بها لوصف (شواذ الأشياء) بل صارت مفردة يجهر بها عدد من الفنانين عبر أغنيات يظنونها تُعبر عن الأجيال وتواكب عصر السرعة، وماعلموا أنها أغنيات (تعصف بهم بسرعة) وبصورة أكبر من وتيرة عصر السرعة نفسه.!
و(العار) يصبح حقيقة معاشة في زمان رداءة الأشعار، وفي زمان إغفال الحقائق وطيش (العيال)، وفي زمان صارت فيه الكلمة الصادقة والهادفة تقبع على (رف الانتظار)، ليس لأن المغني-حفظه الله ورعاه- ينتظر التجويد، ولكن لأنها أغنية (خارج السوق)… نعم…هكذا يتم وصف الأغنيات ذات الثقل وذات المضامين- ولكم أن تتخيلوا بعد هذا ماذا يمكن أن نقول..؟..وماذا يمكن أن نكتب..؟
قديماً كان كل شاعر يكتب بصدق، وكان كل مغني (يغني على ليلاه)، أما اليوم فصار الشاعر يكتب لإرضاء المغني ويردد المغني لإرضاء أحلامه ولتغذية مشاريعه ولإكمال بناء منزله الخاص، أو لتغيير سيارته الخاصة، وفي ركن قصي يقبع المستمع وهو يدور لماحوله في حالة أشبه ب(الصدمة) بعد أن خرج نهائياً من إطار الاهتمامات واستوطن هامش النسيان بحجة أن (السوق داير كدا).!
/////////////
شيرين السيد…موهبة جبارة في طريقها للعالمية.!
مستوى فوق المدهش قدمته الممثلة السودانية شيرين السيد وهي تظهر خلال مسلسل هنيدي الاخير في رمضان الماضي، حيث استطاعت ان تجذب اضافة الى الجمهور السوداني جمهوراً عربياً جديداً وذلك انتصار كبير لموهبتها اولاً وللدراما السودانية ثانياً.
(الكرامة) ستجري حوارا مع شيرين السيد ينشر قريباً)
//////////////////
شريف الفحيل يحتاج ل(الدعم النفسي).!
اعتقد جازماً ان الشاب شريف الفحيل يحتاج هذه الايام لدعم نفسي كبير من كل متابعيه والجمهور بشكل عام، وذلك عقب اطلالاته الغريبة والصادمة وفيديوهاته التي تظهر جيداً ان هناك ازمة نفسية حقيقية يمر بها ذلك الشاب الذي كان في يوم من الايام احد المع الفنانين الشباب واكثرهم موهبة وحضوراً ولمعاناً.
//////////////////////