لا يزال التايم لاين يضجُّ بحيثياته وأدلته الدامغة.. تقرير “النيويورك تايمز” .. لطمة في وجه الإمارات

لا يزال التايم لاين يضجُّ بحيثياته وأدلته الدامغة..
تقرير “النيويورك تايمز” .. لطمة في وجه الإمارات

هل يعيد الغرب النظر في علاقاته الاستخباراتية مع ابوظبي؟..

على السودان تفعيل أدواته دبلوماسياً وإعلامياً للضغط على الإمارات..

الصادق: ظللنا نؤكد منذ البداية ضلوع دولة ال زايد في الحرب..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

ولا تزال فضاءات “التايم لاين” تضجُّ بأصداء التقرير المسرّب الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بشأن اعتراض ورصد الاستخبارات الأميركية مكالمات مستمرة ومنتظمة منذ فبراير من العام 2023م بين قائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وبعض قادة الإمارات من بينهم “منصور بن زايد”، الأمر الذي يؤكد تورط دولة الإمارات في إشعال فتيل الحرب المدمرة في السودان، وتأسَّف الكثير من المعلقين على منصات التواصل الاجتماعي على موقف الإمارات، وألقى آخرون باللائمة على الإدارة الأمريكية التي قالوا إنها كانت على علم بهذا الدعم منذ بواكير الحرب ولكنها لم تحرك ساكناً تجاه الإمارات التي تعتبر حليفتها المقربة في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.

ضرب مصداقية الإمارات:
ووفقاً لمراقبين فإن التقرير المسرّب الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، يمثل ضربةً لمصداقية الإمارات، وكشفاً لعورتها في الفضاء الدولي، إذ يأتي هذا التسريب في وقت تحاول فيه الإمارات ترسيخ صورتها كقوة إقليمية فاعلة في الوساطات السياسية وحلول النزاعات البينية، ما قد يضرب ثقة المجتمع الدولي في حيادها، باعتبار أن دعم طرف مسلح كميليشيا الدعم السريع في صراع دموي داخلي، يضع حكومة أبوظبي في مواجهة مباشرة مع مبادئ القانون الدولي، ويخالف في الوقت نفسه قرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر دعم الحركات المتمردة.

تحوُّل في المفاهيم:
ويرى محللون للحراك السياسي والدبلوماسي الدولي بشأن الأزمة السودانية، أن تقرير صحيفة نيويورك تايمز قد يحدث تحولاً في مفاهيم الرأي العام العالمي، ويدفع المجتمع الدولي خاصة في دوائر صنع القرار الغربية، إلى إعادة النظر في علاقاتهم الاستخباراتية والعسكرية مع النظام الإماراتي، وربما يصل الأمر إلى فتح تحقيقات أممية حول مسار الأسلحة التي تُنقل للمنطقة، وتعمل على تهديد الأمن والسلم الدوليين، وهو ما قد يؤدي إلى ضغوط دبلوماسية أو حتى عقوبات رمزية أو اقتصادية، خاصة في ظل الانفتاح الدولي المتزايد على الملف السوداني ومع تصاعد وتيرة الحديث عن جرائم مروعة، وانتهاكات فظيعة ترتكبها ميليشيا الدعم السريع المتمردة في حق المواطنين الأبرياء والعزل انتقاماً لخسارتها العاصمة الخرطوم وعدد من الولايات والمدن الاستراتيجية وانحصار تمركزها في مناطق محددة من إقليمي كردفان ودارفور.

تعضيد لرؤية الحركة:
وتؤكد حركة جيش تحرير السودان أن التقرير المسرّب لصحيفة نيويورك تايمز يُعضض مازالت تقول به في بياناتها منذ الشهور الأولى من اندلاع الحرب بوجود أطراف دولية وإقليمية تساعد وتدعم ميليشيا آل دقلو ومرتزقتها سياسياً ولوجستياً، ووفّرت لها الأموال والأسلحة والعتاد الحربي برَّاً عبر تشاد وليبيا، وجوّاً عبر مطارات يوغندا والكاميرون، وقال المتحدث الرسمي باسم الحركة الأستاذ الصادق علي النور في إفادته للكرامة إن حركة جيش تحرير السودان ظلت تؤكد مراراً وتكراراً ضلوع الإمارات في هذه الأزمة من خلال بعض الإجراءات التي حاولت أن تغطي بها مشاركتها العلنية في حرب السودان بتسترها وراء تقديم مساعدات إنسانية من خلال إنشاء مستشفى أم جرس في شرق تشاد، ومن خلال تهريب الأسلحة والذخائر عبر معبر أدري الحدودي، ونوه الصادق إلى عدد من التقارير الدولية التي أوردتها المنظمات الإنسانية والحقوقية التابعة للأمم المتحدة، خاصة بعض منظمات الإغاثة الدولية التي اُستخدمت شعاراتها في ولاية غرب دارفور للتمويه على أن هذه الشاحنات تحمل إغاثات، ولكن ما اتضح عند وصول هذه الشاحنات إلى مدينة زالنجي أنها تحمل معدات وآليات عسكرية وذخائر ومؤن لدعم الميليشيا المتمردة.

خاتمة مهمة:
على كُلٍّ فقد فضح التقرير المسرَّب لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، النظام الإماراتي سياسياً ودبلوماسياً، وكشف حجم تدخلات “أولاد زايد” في الأزمة السودانية، وهي خطوة ينبغي أن تستثمرها الحكومة السودانية لصالح تحريك شكواها التي كانت قد دفعت بها إلى منضدة مجلس الأمن الدولي بتفعيل أدواتها الدبلوماسية والإعلامية للضغط على الإمارات وتوضيح خطورة التدخلات الإقليمية، والتأكيد على أن هذا الدعم لا يمثل تهديداً مباشراً لوحدة السودان وسيادته فحسب، بل يهدد أمن وسلم المنطقة بأسرها، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.