انعقاد مجلس أداء الهيئة للعام 2024.. ” المواصفات والمقاييس” .. ضوء في “آخر النفق”..!! تقرير : محمد جمال قندول

انعقاد مجلس أداء الهيئة للعام 2024..

” المواصفات والمقاييس” .. ضوء في “آخر النفق”..!!
تقرير : محمد جمال قندول

الهيئة بقيادة “رحبة” لملمت أطرافها رغم الخسائر ومارست مهامها من بورتسودان ..

قدّمت نموذجًا فريدًا في الاستمرارية والكفاءة فى أكثر الفترات تعقيدًا..

“المقاييس” تقودها عقلية مدركة لأهمية دورها بدفى حماية الاقتصاد..

تقرير : محمد جمال قندول

برزت هيئة المواصفات والمقاييس من بين المؤسسات التي استعادت بريقها رغم الخسائر التي لحقت بها وبمقارها في العاصمة الخرطوم، إثر تمرد ميليشيات آل دقلو الإرهابية.
المواصفات بقيادة مديرها العام رحبة سعيد، استطاعت أن تلملم أطرافها وتعود لتمارس مهامها من العاصمة الإدارية المؤقتة.

التطور والإعمار

وشهدت العاصمة الإدارية المؤقتة “بورتسودان” انعقاد مجلس أداء الهيئة للعام 2024م وذلك بحضور مديري الإدارات والقطاعات والفروع والأقسام والوحدات، وذلك بحضور المدير رحبة محمد سعيد.

وطالبت رحبة خلال مخاطبتها المحفل العاملين إلى التطوير من خلال مواقعهم، مؤكدة على أهمية دور الهيئة كأحد أعمدة الأمن القومي وبوابة السودان نحو العالمية، كما أشادت بالعاملين في الهيئة.

وأضافت المدير العام رحبة أن الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس ستكون واحدة من أهم أدوات التطور والإعمار في السودان ما بعد الحرب.

وشهد الاجتماع استعراض أداء الهيئة خلال العام الماضي والتحديات والمقترحات لتحسين الأداء في المستقبل.
القيادة الواعية
وأكد الخبير الاقتصادي الدكتور محمد زين العابدين أن الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس قدّمت نموذجًا فريدًا في الاستمرارية والكفاءة خلال واحدة من أكثر الفترات تعقيدًا في تاريخ السودان الحديث، مشيرًا إلى أن الهيئة برزت منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 كأحد الأعمدة القليلة التي واصلت أداءها باحترافية ومهنية عالية، وهو ما يعود – بحسب وصفه – إلى القيادة الواعية والحاسمة التي تمثّلت في شخص المدير العام الأستاذة رحبة سعيد عبد الله.

وقال د. زين العابدين لـ(الكرامة):ما قامت به الهيئة من نقل مركزها التنفيذي إلى مناطق أكثر أمنًا واستئناف العمل الرقابي والفني دون أي تأخير في الولايات المستقرة، يعكس عقلية إدارية مرنة ومدركة لأهمية دور الهيئة في حماية الاقتصاد الوطني، خصوصًا في ظل الفوضى التي ضربت الأسواق وغياب الرقابة في عدد من المناطق.
وأوضح أن الهيئة لم تكتفِ بأدوارها الفنية التقليدية، بل انخرطت بفاعلية في جهود المسؤولية المجتمعية، حيث بادرت إلى دعم النازحين وتشغيل المطابخ المجتمعية، ووقفت إلى جانب القوات المسلحة في معركة الكرامة، مشددًا على أن هذه الخطوة تعكس وعيًا مؤسسيًا بدور الأجهزة الفنية في دعم صمود الدولة والمجتمع.

وأضاف الخبير الاقتصادي أن نجاح الهيئة في استعادة منظومة فحص ودمغ الذهب بولاية البحر الأحمر بعد تدمير برجها الرئيسي بالخرطوم يُعد تحركًا استراتيجيًا بالغ الأهمية، أسهم في حماية واحد من أهم مصادر البلاد من النقد الأجنبي، وهو الذهب، وقال:الهيئة وفّرت تجهيزات فنية متقدمة في معاملها الجديدة ببورتسودان، الأمر الذي عزّز من ثقة الأسواق الخارجية في صادرات السودان، رغم ظروف الحرب والتعقيدات المصاحبة لها.

وأشار د. زين العابدين إلى أن الهيئة واصلت أداءها المؤسسي رغم التحديات، فكانت حاضرة بتقاريرها، وحملاتها الرقابية، وتحديثاتها الفنية، كما واصلت التنسيق مع الجهات والمنظمات الدولية لضمان استمرار حضور اسم السودان في المحافل الفنية، مؤكداً أن هذا النهج عزز من ثقة المستثمرين والقطاع الخاص المحلي والدولي على حد سواء.

وختم بقوله: في تقديري، ما أنجزته الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس خلال هذه المرحلة يمثل قصة نجاح حقيقية، تُثبت أن وجود قيادة مهنية ملتزمة كما هو حال الأستاذة رحبة، كفيل بإحداث فرق جوهري حتى في أحلك الظروف، وتحويل التحديات إلى فرص للصمود والنهوض المؤسسي.