يحتاجها إدريس باعتباره رئيسا مستقلا للوزراء .. الحاضنة السياسية .. صمام الأمان تقرير:إسماعيل جبريل تيسو

يحتاجها إدريس باعتباره رئيسا مستقلا للوزراء ..
الحاضنة السياسية .. صمام الأمان
تقرير:إسماعيل جبريل تيسو
الحاضتة ضرورة لمنح إدريس الشرعية المجتمعية وغطاء لمواجهة التحديات..

على القوى السياسية إدراك حساسية المرحلة وتغليب المصلحة الوطنية..

بخاري: ينبغي دعم إدريس بالبناء والتنمية، وتقديم المشورة والرأي..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

قطع رئيس الوزراء السفير الدكتور كامل الطيب إدريس شوطاً بعيداً في سبيل تشكيل حكومة الأمل بعد مشاورات مرثونية مع القوى المعنية بالشراكة السياسية صاحبتها العديد من التعقيدات والتحديات، فنجح إدريس بدعم وإسناد القيادة العليا للبلاد في تجاوز الكثير منها، فأعلن عن تعيين خمس وزراء، وتبقت سبع عشرة حقيبة وزارية سيتم الإعلان عن شاغليها خلال الساعات القادمة، وفقاً لمصادر موثوقة، لتبقى الخطوة المهمة أن يبرز دورٌ وطني يفترض أن تنهض به القوى والكتل والكيانات السودانية المختلفة في تشكيل حاضنة سياسية حقيقية تدعم دكتور كامل إدريس بوصفه رئيس وزراء مستقل، يحتاج إلى الغطاء اللازم لإنفاذ مشروعه المدني الطموح.

وعي بمطلوبات المرحلة:
فدكتور كامل الطيب إدريس المنحدر من خلفية قانونية ودبلوماسية مشهود لها دولياً، اختير لقيادة حكومة المرحلة الانتقالية بوصفه شخصية مستقلة، وهو ما يمنحه قبولاً واسعاً لدى الشارع السوداني والجهات الدولية، لكن هذا الوضع ووفقاً لمراقبين، يضعه أمام تحدٍ حقيقي يتمثل في غياب ظهير سياسي منظم، وهو أمرٌ لا يمكن تجاوزه في واقع سياسي متشظٍّ ومعقد تواجه فيه البلاد مرحلة مفصلية وحرجة تتطلب وعياً سياسياً حاضراً واصطفافاً وطنياً ينهض بالحالة السياسية ويتجاوز تداعيات الحرب والمرارات التي أفرزتها إلى واقع يعزز من فرص الاستقرار، ولقناعته بأهمية القوى السياسية، كشف رئيس الوزراء دكتور كامل إدريس عن نيته في عقد لقاء وطني موسّع خلال الأيام القادمة مع القوى السياسية والمجتمعية، في خطوة تعكس وعيه بحاجة حكومته إلى غطاء سياسي وشعبي متين.

أولويات الانتقال السلس:
ويرى متابعون للمشهد السياسي السوداني أن القوى الوطنية بمختلف أطيافها من أحزاب تقليدية وحديثة وحركات موقعة على اتفاق السلام، مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بإدراك حساسية المرحلة وتغليب المصلحة الوطنية على الحسابات الحزبية الضيقة، عبر الدخول في مشاورات مسؤولة تؤدي إلى خلق حاضنة سياسية متماسكة، تتجاوز منطق المحاصصات وتعمل وفق رؤية وطنية جامعة تؤمن بالدولة المدنية، وتدعم رئيس الوزراء في تنفيذ أولويات المرحلة، لتحقيق الانتقال السلس، وفي مقدمتها تحقيق الأمن، وإرساء دعائم السلام والتنمية وإعادة الإعمار، والنهوض بالاقتصاد، وتحقيق مقاصد الحرية والعدالة، فمن الواضح أن السودان في حاجة ماسة اليوم إلى وبجانب حكومة كفاءات المدنية، بل إلى إرادة سياسية موحدة تؤمن بقدسية الوطن، وتعمل على تجسيد شعارات الثورة في مؤسسات الدولة، وهو ما لن يتحقق إلا بحاضنة سياسية تُبنى على قاعدة الشراكة لا المغالبة.

أهمية المساندة والدعم:
ويدعو الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الأستاذ بخاري بشير رئيس تحرير صحيفة ( السودان الآن) إلى أهمية أن تساند القوى الوطنية السودانية السفير الدكتور كامل الطيب الذي حصد كامل الدعم والمؤازرة من عديد التنظيمات والقوى السياسية والمجتمعية التي أصدرت عشرات البيانات التي ترحب به وبمقدمه، وتثني على علمه وخبراته وتجربته، وقال بخاري في إفادته للكرامة إن رئيس الوزراء الجديد قد وجد ما يشبه إجماع الكيانات السياسية والأهلية في توليه لهذه المرحلة الحساسة من عمر السودان، ما عدا تلك التنظيمات التي تقف في الضفة الأخرى والتي هي في حقيقتها تصطف إلى جانب التمرد والمليشيا، وهي تنظيمات لا يمكن لها الدخول من جديد في الحياة السياسية والاجتماعية السودانية إلا عبر بوابة الأوبة الراشدة والتوبة النصوحة، بعد أن تنبذ ما قامت به الميليشيا وتتبرأ منه كلياً، بل وتُدين تلك الأفعال والانتهاكات الوحشية التي نفذتها الميليشيا في حق السودانيين.

بناء وتنمية:
“المطلوب يد للبناء وساعد للتنمية”، هكذا عاد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الأستاذ بخاري بشير رئيس تحرير صحيفة ( السودان الآن) ليطالب من كافة الأحزاب السياسية والكيانات المؤيدة للقوات المسلحة والتي اختارت أن تكون إلى جانب الوطن في محنة الحرب، أن تمد يدها لدكتور كامل إدريس بدعم محوري البناء والتنمية، جنباً إلى جنب مع مشاركتها السياسية بتقديم السند والدعم بالمشورة والرأي الذي يجمع ولا يُفرِّق، وقال بخاري إنه ليس مطلوباً من القوى السياسية قيادة المعارضة أو تحريض المواطن على حكومته، فالسودان الآن في ظل الفترة الانتقالية يحتاج إلى جميع السواعد للبناء، وهو في أمس الحاجة للبعد عن الفتنة وأسباب الخلاف والاختلاف، مشدداً على ضرورة أن تتفاعل القوى السياسية بمختلف ألوان طيفها مع الدعوة التي أطلقها الدكتور كامل ادريس لعقد لقاء جامع يهدف بالأساس لإيجاد سند قوى لحكومة الفترة الانتقالية التي تقوم على معيار الكفاءة وليس الانتماء السياسي، معتبراً أن دعوة د. كامل إدريس لعقد هذا اللقاء الجامع هي مثابة حاضنة سياسية تخلق السند للحكومة المقبلة، وتكون صمام أمان للفترة الانتقالية.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فإن وجود حاضنة سياسية فاعلة من القوى السياسية والتنظيمات الوطنية، تعمل على دعم ومساندة رئيس الوزراء، ستكون مؤشراً إيجابياً لنجاح السفير الدكتور دكتور كامل الطيب إدريس في مهمته العصيبة، فوجود هذا السند السياسي ووفقاً لمراقبين سيمنح إدريس الشرعية المجتمعية والغطاء اللازم لمواجهة التحديات، ويسهّل عليه بناء حكومة مدنية متماسكة تُعبّر عن تطلعات المواطن، وتحفظ تماسك ووحدة وسيادة الوطن.