بعد 217 هجوما فاشلا للمليشيا الجيش فى الفاشر.. “تقدم”.. “صمود” و”تكنيك” تقرير:لينا هاشم

بعد 217 هجوما فاشلا للمليشيا

الجيش فى الفاشر.. “تقدم”.. “صمود” و”تكنيك”

تقرير:لينا هاشم
مصادر عسكرية: تقدم ميداني لقوات الجيش وتحييد قناصين

مقتل عدد من عناصر المليشيا المتمردة وصد محاولات تسلل

خبراء استراتيجيون :تحييد الجيش لقناصي التمرد انجاز عملياتي ..

217 هجوما فاشلا للمليشيا يضيف لرصيد القوات المسلحة ..

تقرير : لينا هاشم

كشفت مصادر عسكرية عن إحراز تقدم ميداني جديد للجيش السوداني والقوات المساندة له في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وسط استمرار المعارك ضد مليشيا الدعم السريع وبحسب ذات المصادر، فإن القوات أحرزت اليوم تقدمًا ملموسًا في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة، حيث تمكنت من تحييد قناصين كانوا يتمركزون في مبان مرتفعة داخل أحياء “أم شجيرة والثورة”، إضافة إلى صدّ محاولات تسلل نفذتها عناصر مشاة من المليشيا .

نيران قوات الجيش :

وأشارت المصادر إلى أن العملية أسفرت عن مقتل عدد من عناصر المليشيا المتمردة، بينما فرّ العشرات منهم تاركين خلفهم آلياتهم القتالية تحت ضغط نيران قوات الجيش
وتشهد مدينة الفاشر مواجهات متواصلة منذ أسابيع، في ظل سعي الجيش السوداني لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة وإنهاء وجود قوات الدعم السريع داخلها .

تحول استراتيجي :

ويري الخبير الاستراتيجي والعسكري العميد الركن د. جمال الشهيد ان التقدم الميداني للقوات المسلحة في الفاشر يعتبر تحولا استراتيجيا يعيد رسم خريطة المعركة في شمال دارفور بشكل خاص وبمسرح العمليات بشكل عام.

تقدم ملموس :

وقال الشهيد ان مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور شهدت تطورات ميدانية وأمنية متسارعة خلال الأيام الماضية، تمثلت في إحراز القوات المسلحة السودانية والقوات المساندة لها تقدماً ميدانياً ملموساً داخل عدد من الأحياء، في إطار العمليات العسكرية المستمرة لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة وتطهيرها من عناصر التمرد والاختراقات الأمنية.

نقطة تحول :

وقال الشهيد في افادته (للكرامة) ان هذا التقدم يأتي في وقت حساس من عمر الحرب، ويعدّ بمثابة نقطة تحول استراتيجية في مجريات الصراع بشمال دارفور، نظراً لما تمثله مدينة الفاشر من ثقل جغرافي، وعقدة مواصلات، ومركز حيوي بالغ التأثير على كامل الإقليم.

انجاز عملياتي :

واوضح الشهيد إن تحييد القناصين الذين كانوا يتمركزون في مبان مرتفعة داخل بعض الأحياء السكنية، يمثّل إنجازاً عملياتياً هاما ، فهؤلاء القناصة كانوا يشكلون تهديداً مباشراً على حركة القوات والمواطنين، ويعتمد عليهم العدو في بث الرعب وزعزعة الأمن داخل المدينة وبالتالي فإن تحييدهم لا يسهم فقط في تحسين الوضع الميداني لصالح القوات النظامية، بل يشكّل عاملاً مباشراً في تهدئة الأوضاع وعودة نسبية للاستقرار داخل الأحياء المحررة.
واشار الي ان هذه التطورات تعكس درجة عالية من التنسيق والتخطيط العملياتي، وتُظهر تطوراً واضحاً في أداء القوات المسلحة، سواء من حيث الرصد الاستخباري أو التعامل مع التهديدات النوعية، مثل القناصة والمجموعات المتحصنة داخل المناطق المأهولة بالسكان كما أن سير المعارك داخل مدينة مثل الفاشر، التي كانت تُعدّ مركز توازن للقوى المتمردة في دارفور، يحمل دلالات استراتيجية، ويعيد رسم ميزان القوى في الإقليم ، فكل تقدم ميداني في الفاشر ليس فقط إنجازاً تكتيكياً، بل رسالة معنوية وعسكرية للداخل والخارج مفادها أن القوات المسلحة السودانية قادرة على بسط سيادتها على كامل التراب الوطني، بما في تلك المناطق التي طالما اعتُبرت معاقل للتمرد .

تواصل الزخم العملياتي:

واكد الشهيد إن النجاحات التي تحققت في الفاشر، رغم تعقيد بيئتها الجغرافية والسكانية حيث وصلت عدد الهجمات التي شنتها المليشيا المتمردة علي الفاشر وصلت عدد مئتان وسبعه عشر مرة فاشلة فهي تمثّل نموذجاً يمكن البناء عليه في باقي جبهات القتال، شرط أن يتواصل الزخم العملياتي مدعوماً بالإرادة السياسية، والإسناد الشعبي، والرؤية الاستراتيجية المتكاملة لاستعادة الأمن والاستقرار في دارفور، وفي السودان عموماً

ركيزة أساسية :

وحيا الشهيد القادة والمقاتلين في الميدان وفي هذا السياق، لا يفوتنا أن نخص بالتحية والتقدير السيد اللواء الركن محمد أحمد الخضر، قائد القوات بالفرقة السادسة مشاه ، على قيادته الحكيمة وشجاعته الميدانية التي كانت حاسمة في إدارة العمليات باحترافية عالية، وكذلك نائبه السيد اللواء الركن عمر منصور، الذي مثّل سنداً ميدانياً وركيزة أساسية في قيادة المعركة واضاف – من خلالهما، تُرفع التحية بكل فخر وامتنان إلى هيئة الركن المرافقة، والوحدات المقاتلة والمشتركة، وكافة المستنفرين من صفوف القوات النظامية، والمجاهدين من قوى المقاومة الشعبية الذين أثبتوا أن الشعب السوداني، في لحظات المصير، قادر على الاصطفاف خلف جيشه الوطني، دفاعاً عن الأرض والكرامة .

سجلات التاريخ :

واعتبر الشهيد ان هذا التقدم العسكري هو ثمرة تمازج الإرادة الوطنية بين القيادة والميدان، بين الجندي النظامي والمقاوم الشعبي، وهو ما أهدى لشعب السودان صفحة جديدة من الفخر والانتصار، تستحق أن تُخلَّد في سجلات التاريخ العسكري للبلاد .

القوات المشتركة :

ويري خبراء سياسيون إن الفاشر منطقة استراتيجية شديدة الأهمية ليس فقط لأنها عاصمة إقليم شمال دارفور واخر ولاية لم يسيطر عليها الدعم السريع فى دارفور ، بل لأن معظم القوات المشتركة المتحالفة مع الجيش موجودة في الفاشر وهزيمتها قد تؤدي لسيطرة الدعم السريع على كامل إقليم دارفور ، الى جانب أن الفاشر تفتح الطريق إلى الولاية الشمالية وولايات كردفان المجاورة، واضافوا ان سيطرة الدعم السريع على الفاشر قد تقطع أوصال ولاية شمال كردفان ليصبح الطريق مفتوحاً إلى ولايات الشمال ، وأوضحوا أن الدعم السريع يخشى أن تكون الفاشر منطلقاً لهجمات تشن عليه في دارفور مستقبلاً لذلك فهو يستميت فى المحافظة على جبهة الفاشر.