زيادة استخدامها تكشف تراجع قدرات المليشيا ..
كثافة المسيرات: مؤشرات هزيمة الجنجويد؟
المليشيا تستهدف القواعد العسكرية لإحداث زخم الإعلامي
الجيش يمسك بزمام المبادرة ويعزل الجنجويد في جزر متفرقة
العميد مادبو: المليشيا بدأت العدوان بـ10 آلاف مركبة و180 ألف مرتزق
العميد بشار: الطيران الحربي أفشل هجمات المرتزقة وأضعف إمدادهم
خبراءعسكريون : مراقبة الإمدادات الإماراتية تحد من خطورة الطائرات الانتحارية
التشويش الإلكتروني ونقاط الإنذار أسلحة الجيش لمواجهة الطائرات الهجومية
استطلاع :لينا هاشم
صعّدت مليشيا الدعم السريع هجماتها بالطائرات المسيرة، وازدادت وتيرتها مؤخرًا على مواقع الجيش في ولايات اعتُبرت سابقًا خارج نطاق الحرب ،وباتت المسيرات السلاح الأبرز في يد المليشيا بعد حصولها عليها، مع اتهامات متزايدة للإمارات بمد التمرد بها عبر جسر جوي.
تعويض النقص
ويرى العميد ركن عقيل مادبو أن زيادة استخدام المليشيا للمسيرات تعكس نقصًاً حاداً في الأفراد والعربات، مشيرًا إلى أن الجيش تمكن من تدمير القوة الأساسية للمليشيا التي بدأت العدوان بـ10,000 مركبة ونحو 180,000 فرد إضافة إلى المرتزقة والوافدين من عرب الشتات، وأوضح لـ “الكرامة”، أن الإمدادات أصبحت صعبة، حتى على المستنفرين الذين تم جلبهم من دارفور تحت إغراء المال، ما أدى إلى إفشال حملات الاستنفار بفعل نجاح الجيش في معركة جبل موية وعمليات الفاشر، فضلًا عن تحركات الجيش الجوية والبرية.
وأضاف مادبو أن روايات المصابين العائدين إلى دارفور عن قصف الطيران دفعت الكثيرين للهرب من حملات الاستنفار، مما أجبر المليشيا على الاستعاضة عن المستنفرين باستخدام المسيرات.
المناطق الآمنة
واستبعد مادبو قدرة المليشيا على نقل الحرب إلى المناطق الآمنة في الوسط والشمال، مشيرًا إلى أن الجيش نجح في عزل مناطق تمركزها بالجزيرة والخرطوم، حيث أصبحت قواتها معزولة في جزر متفرقة، مما دفع بعضها إلى الهروب عبر النيل الأزرق إلى جنوب السودان أو إلى دارفور وكردفان.
وأكد مادبو لـ “الكرامة”، أن خطط المليشيا أصبحت إعلامية بالدرجة الأولى، تهدف إلى إحداث زخم يوحي باستمرار قدرتها العسكرية، وأشار إلى استمرار استهداف المليشيا للمطارات والقواعد العسكرية وحتى الأحياء المدنية لتخفيف الضغط عن عناصرها وإبقائهم في الميدان، رغم عجزها عن شن هجمات برية كما كان يحدث في بداية الحرب.
وشدد على أهمية إنشاء نقاط رصد وإنذار أرضية وتوزيعها استراتيجياً ضمن شبكة اتصالات تُعطي إنذارًا مبكراً، مع استخدام أجهزة التشويش وتشديد الرقابة على طرق الإمداد الإماراتية عبر الطائرات التي تهبط في دارفور.
تشتت المليشيا
ويرى خبراء عسكريون أن التشتت الكبير لقوات المليشيا على جبهات واسعة أضعف قدرتها القتالية،وأشاروا إلى أن نقص القدرة على الهجوم البري دفعها لتكثيف نشاط المسيرات كبديل لتعويض هذا العجز.
وأكد العميد ركن طيار الفاتح بشار أن المليشيا لن تتمكن من نقل الحرب إلى المناطق الآمنة، مشددًا على أن القوات المسلحة في حالة يقظة تامة وتتابع كل تحركات التمرد ،وأضاف لـ “الكرامة”،أن المليشيا أصبحت تطمس معالم بلد التصنيع على بقايا المسيرات التي يتم إسقاطها، لكن الأدلة تشير إلى أن الإمارات هي مصدر الإمداد بالمسيرات والأسلحة.
وأوضح بشار أن فعالية المسيرات الانتحارية محدودة، خاصة إذا لم تكن الإصابة دقيقة أو الهدف قابلًا للاشتعال، وبيّن أن التدابير المطلوبة لإنهاء خطر المسيرات تشمل الدفاع السلبي والإيجابي، وتعزيز الحرب الإلكترونية في تشكيلات الجيش، والتدريب المستمر.
نقص الإمدادات
وتزايد استخدام المليشيا للمسيرات يعكس عجزها المتزايد في الميدان نتيجة تشتتها ونقص الإمدادات ،ورغم خطورة هذا السلاح، فإن القوات المسلحة نجحت في الحد من فعاليته، ما يعزز فرص حسم الحرب لصالح الجيش ودحر التمرد نهائيًا.