افياء
ايمن كبوش
تحضيرات تحرير مدني.. (الحماس فووق)
# قلت له: بعض كواليس التحضير لتحرير عاصمة الجزيرة (ود مدني) من ايدي الاوباش الانجاس لمليشيا آل دقلو الارهابية، تنطوي على بسالة و(رجالة) أبناء السودان من مختلف الاتجاهات والسحنات واللهجات.. حيث تتجمع الإرادة مثل حبات المسبحة الصوفية بعقدها النضيد على حبل متين اسمه (السودان).. الإنسان وجيوش الرجال الشجعان.
# كواليس ذلك اليوم المهيب.. يعبّر عنها صنديد الدفعة 41 كلية حربية.. اللواء الركن (محمد صالح ابو حليمة)، قائد قطاع البطانة الذي خاطب (الدراعة) بلغة سهلة وبسيطة ومفهومة: (مافي كلام زي ده.. ما ممكن كل الناس عايزة تطلع تقاتل.. انا محتاج لى قوة محددة.. وخلاص تم التعيين.. تركب بس.. ما عينوك.. الشغل جاي كتير.. من هنا وحتى ام دافوووق)، ومناسبة هذا الخطاب العفوي الجميل.. هو ان فرسان الدرع تدافعوا بكميات كبيرة نحو ساحات القتال.. بينما تذمر بعضهم عندما تخطاهم الاختيار… فأضطر قائدهم لمخاطبتهم لاحتواء الموقف بلغة الحسم والدواس والكوماج.. أنها ملاحم البطانة الخالدة التي ينطلق ركبها من (ام القرى) ثم ود الابيض وود المهيدي… لتلتقي قوات الحصاد مع فرسان متحرك (النبأ اليقين) بقيادة صنديد الدفعة (46) كلية حربية… العقيد الركن (عبادي الطاهر الزين الطاهر) الذي بعث برسالته الأخيرة من خلال استضافة قصيرة أجراها معه العقيد (محاسب) (يحيى حسن مساعد) الذي ترك المكاتب الباردة والمكندشة في القضارف وترطيبة (الميز) و(بينشيت) الرواتب الشحيحة… ليشكل قوة إسناد متقدم مع إخوته في متحرك تحرير الجزيرة من شرق الله البارد، لم يقل عبادي الطاهر سوى بضع كلمات: (ما عندنا كلام كتير.. حمام مدني بلو رأسكم).. وإذا قال عبادي فصدقوه… فهو بطل تحرير الدندر والسوكي وسنجة وسكر غرب سنار.
# أما في المحور الغربي القادم من مناقل الخير والنماء… فقد رفع العقيد الركن (الياقوت الطيب البشير)، (ماوكلي العمليات) وفارس الدفعة (45) كلية حربية، رفع التمام لقائده وقائد الفرقة الأولى مشاة، اللواء الركن (عوض الكريم علي سعيد)، وكانت ارض التمام هي كوبري 57 بعد أن اغلقت المليشيا المتمردة الكوبري ومنعت تدفق المياه لاهلاك الزرع والضرع، وكوبري 57 هو نقطة تجمع قنوات الري الرئيسة لترعتي الجزيرة والمناقل القادمتين من خزن سنار، ومن هذه النقطة المهمة تتفرع الترعتين وتتجمع عند القنطرة التالية في كيلو 77 وبحمد الله نجحت القوات المسلحة بقيادة العقيد الياقوت بتحرير تلك المساحة والاستعانة بأحد مهندسي الري لفتح جميع القنوات لتتدفق المياه وتعم البشريات.
# اخيرا نقول إن التحضير مستمر والقوات تتقدم نحو حاضرة الجزيرة من جميع المحاور، بما فيها محور جنوب الجزيرة القادم من سنار بقيادة فارس الدفعة 41 اللواء الركن عبد المنعم عبد الباسط الذي بعث برسالة واضحة لمليشيا آل دقلو ونصحهم بالفرار بدلا من انتظار المصير المحتوم.