مقترح بدمج البنوك والمؤسسات المصرفية لتقوية المراكز المالية
“منصة الدفع الإلكتروني” .. ضرورة التطبيق وتحديات الطريق…
د.عسجد الكاظم:
تعزيز الشمول المالي مفتاح التحول الرقمي وتوسيع الخدمات البنكية..
عادل عبدالعزيز:
روح المسؤولية الوطنية العالية ستكون قوة دفع إضافية للإنطلاق ..
د.خالد التجاني : تشريعات واضحة وحاسمة من الدولة هي الحل…
د. مروة قباني: الربط الشبكي الموحد للبنوك يمكن الإقتصاد من التعافي..
الكرامة- علم الدين عمر
…تحديات متجددة وتعثر واضح ذلك الذي واجه آليات وطرق تنفيذ الخدمات الإلكترونية لعملاء المصارف السودانية منذ أن بدأت في تطبيق سياسة التحول الإلكتروني إتساقاً مع حركة الصيرفة العالمية ..
وقد زادت الحرب التي أشعلها تمرد مليشيا الدعم السريع منتصف أبريل من العام 2023م من تعقيدات المشهد الإقتصادي والتقني الخاص ببنك السودان المركزي والمصارف التجارية والحكومية الأخري .. حيث دمرت الحرب في شهورها الأولي أكثر من سبعين بالمائة من البنية التحتية الفنية والتقنية للجهاز المصرفي السوداني – حتي تمكن من إلتقاط أنفاسه بنسبة معقولة منتصف العام الماضي . ليعلن بعدها إتحاد المصارف السودانية منتصف نوفمبر من العام المنصرم عن تمكن المصارف من إطلاق تطبيقات مصرفية جديدة بهدف تقديم خدمات الدفع الإلكتروني للأشخاص الذين لا يمتلكون حسابات بنكية – قبل أن ينضم له بنك السودان المركزي بداية ديسمبر من ذات العام بإصدار منشور ألزم فيه المصارف بتطوير وتفعيل تطبيقاها المصرفية (APPS) لتقديم الخدمات المصرفية الإلكترونية للعملاء والعمل علي إتاحتها علي مدار الساعة لتمكينهم من الإستفادة من الخدمات المصرفية بشكل موحد..
ووجه بنك السودان بربط هذه التطبيقات فوراً بمنصات الربط البيني لتحقيق التكامل المطلوب للتحويل بين حسابات عملاء المصارف المختلفة ..
شموس … قفاز المبادرة…
ومنذ ذلك الوقت بقيت خطوات إنشاء وتفعيل منصة الدفع الإلكتروني الموحدة قيد التجميد السالب ..مركز شموس ميديا ألتقط قفاز المبادرة لرمي حجر في هذه البركة الساكنة خلال المنتدي الإقتصادي الذي نظمه بالعاصمة المصرية القاهرة أمس ..
حيث جمع المركز عددا من الخبراء والمختصين بالشأن المصرفي والإقتصادي والإعلامي لمناقشة تحديات هذه المنصة الهامة ..وتناول المنتدي سياقات التحول الإلكتروني والمنصة الموحدة وقدرة المصارف السودانية علي مواكبة التقنية في هذا المجال من حيث الإستعداد التقني والفني والمالي ..
تعزيز الشمول المالي ..مفتاح التحول الرقمي…
خبيرة التقنية المصرفية الدكتورة عسجد يحي الكاظم قالت إن تعزيز الشمول المالي هو مفتاح التحول الرقمي وتوسيع الخدمات البنكية في السودان..ومضت دكتورة عسجد خلال الورقة التي قدمتها في هذا الخصوص لتوضيح خروج أكثر من سبعين بالمائة من الخدمات الإلكترونية في المجال المصرفي السوداني لحظة وقوع الحرب الحالية وعددت التحديات التي تواجه النظام المصرفي السوداني من حيث ضعف شبكات الربط الإلكتروني وإحجام العملاء عن فتح الحسابات المصرفية التي تضاف لعوامل أخري متعلقة ببنية الإقتصاد السوداني مثل التضخم وعدم إستقرار سعر الصرف قبل أن تؤكد أن تلك التحديات يمكن تجاوزها بعدد من الإجراءات التي تهدف لتشجيع العملاء علي فتح الحسابات والإستثمار في البني التحتية وتحسين خدمات الإنترنت مشيرة لأن توحيد منصة الدفع الإلكتروني عبر الرسائل النصية القصيرة يمكن الدولة من تعزيز الشمول المالي وتوسيع الخدمات البنكية وقدمت إستعراض مبسط لتجارب دول الهند وباكستان والمملكة العربية السعودية ومصر وكينيا الناجحة في هذا الشأن ..
ريادة السودان ..وعوائق الصدارة..
الصحفي الإقتصادي الدكتور خالد التجاني أكد أن السودان كان سباقاً في مجال التقنية الرقمية في أفريقيا والوطن العربي إلا أن عوائق واضحة أوقفت مسيرته وعطلت عن المواكبة وعزي التجاني الأمر لرفض بعض المؤسسات لهذا التحول .. مشدداً علي أن تشريعات حاسمة وواضحة من الدولة وبنك السودان هي الحل لهذه المعضلة ..
خبيرة التقنية الإقتصادية الدكتورة مروة قباني قالت إن الربط الشبكي الموحد بين البنوك هو الحل الأمثل لكل مشاكل الصيرفة في السودان في ظل تنامي الحوجة لتقليل التداول الورقي لأقصي درجة ممكنة ..ومضت مروة للتأكيد علي ضرورة إلحاق البنوك ببرنامج ربط موحد لتمكين الإقتصاد من التعافي علي إثر التدمير الذي تم لبنيته التقنية وللحد من مخاطر العمليات المصرفية بشكلها التقليدي القديم..
الخبير الإقتصادي الدكتور عادل عبدالعزيز الفكي أشاد بالمنتدي وأهميته وطالب بنقل مخرجاتها لمتخذ القرار في الدولة لأن هذه التطبيقات وتوحيدها وإطلاقها أصبح ضرورة لتمويل المشروعات الخدمية بعد الحرب ومضي الفكي لأهمية تفعيل وإستدامة نظام الرسائل النصية لعدم وجود خدمات الإنترنت في الأرياف وقال إن روح المسؤولية الوطنية العالية التي فجرتها الحرب ستكون قوة دفع إضافية للإنطلاق في مثل هذه المشاريع ..
المختص بالشأن المصرفي مصطفي محمد أحمد مصطفي أوضح أن العقبات النشريعية تمثل حجر عثرة أمام هذا المشروع داعياً البنك المركزي للتدخل القوي لتطوير تطبيقات التحول الرقمي مضيفاً : أي تحول لتقنية مصرفية يجب أن تدعمه الحكومة الأمر الذي دعمه الخبير المصرفي أحمد خليل الذي قال إن الشمول المالي يعزز ثقة العميل ويسرٍع نمو الإستثمارات في البلاد محدداً فترة إدخال عملاء مؤثرين عبر هذه الإضافة الفنية بعامين.
رئيس تحرير صحيفة الشعب أسامة عبدالماجد شدد علي أهمية تعميم فكرة الشمول المالي لتلافي آثار التهديد المحتمل للمواطنين في حال إستمرار التداول الكثيف للعملة الورقية وإنتشار السلاح كواحد من إفرازات الحرب.
الكاتب الصحفي الطاهر ساتي قال إن الإحتكار في الإقتصاد السوداني أحدث خسائر كبيرة للمواطنين مشيراً لأن تدهور الدول إقتصاديا وسياسياً دائماً يكون بسبب السياسات المالية الخاطئة والأنانية بحد وصفه..
إلي ذلك قدم السفير العبيد أحمد مروح رئيس تحرير صحيفة المحقق مقترحاً بدمج عدد من البنوك والمؤسسات المصرفية بهدف تقوية المراكز المالية وزيادة رؤوس الأموال واصفاً البنوك الحالية بالضعف وقلة الإمكانيات مدللاً علي ذلك بعدد المواطنين الذين يملكون حسابات بنكية وأستعرض العبيد تأثير العقوبات الامريكية فيما مضي علي البنوك السودانية وبنيتها التقنية ..
وقدمت الصحفية سمية سيد رئيس تحرير موقع أخبار السودان ومدير مركز شموس ميديا إشارات حول ضرورة تلمس خطي التحول الرقمي والإلكتروني للمصارف السودانية وتقوية البنية التشريعية والقانونية لضبط عمل البنوك وتوسيع مظلة التعاملات البنكية وتسهيلها خلال تقديمها لفقرات المنتدي .. وربط المنصة .






