انهيار المليشيا في مدن الخرطوم والجزيرة .. الجنجويد ..الهروب الكبير

انهيار المليشيا في مدن الخرطوم والجزيرة ..

الجنجويد ..الهروب الكبير

عناصر المليشيا تفر من الخرطوم والجزيرة بعد الهزائم الكبيرة ..

الجنجويد يهربون ب(الدفارات المحملة) بمسروقات المواطنين ..

الجيش يضيق الخناق والمرتزقة يهربون من شرق النيل

عناصر المليشيا تدفع أموالاً طائلة لعبور النيل بعد فقدها للطرق البرية

هروب مذل للجنجويد ودفارات النهب تفضح لصوص (دقلو )..

المليشيا تترك الذخيرة وتحمل الغسالات في رحلة الهروب الكبير

السودانيون يطاردون المرتزقة في الطرقات والمليشيا تلفظ أنفاسها الأخيرة

تقرير :رحمة عبدالمنعم
في تطور جديد يعكس حجم الانهيار الميداني لمليشيا الدعم السريع، شهدت مدن الحصاحيصا، أربجي، الكاملين بولاية الجزيرة انسحاباً جماعياّ لعناصر المليشيا بعد التقدم الكاسح للقوات المسلحةفي مختلف المحاور. وفي الخرطوم، تكرر المشهد ذاته حيث فرّ المرتزقة من أحياء جبرة، والصحافات، وشرق النيل، وبحري، وأحياء واسعة من أمدرمان، تحت وقع الضربات المحكمة التي استهدفت تجمعاتهم ومخازن سلاحهم.

فرار مذل
ومع تضييق الخناق عليهم، لم يجد المرتزقة طريقاً آمنًاً سوى الهروب عبر خزان جبل أولياء، حيث اضطر كثيرون منهم إلى عبور النيل عبر القوارب بعد أن فقدوا السيطرة على الطرق البرية الرئيسية، وتحدثت مصادر محلية عن دفع المرتزقة مبالغ طائلة للمهربين لضمان عبورهم إلى الضفة الأخرى، في مشهد يعكس حجم الفوضى والانكسار داخل صفوفهم.
وفي ذات السياق، أكدت تقارير ميدانية أن بعض عناصر المليشيا حاولوا التسلل عبر الطرق النهرية باستخدام القوارب المهربة، فيما لجأت مجموعات أخرى إلى التخفي بين السكان للفرار من المناطق المستهدفة.

دفارات النهب
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو لعربات مليشيا الدعم السريع وهي تغادر الخرطوم والمحليات المحررة محملة بالمنهوبات، حيث ظهرت دفارات وسيارات مسروقة مكدسة بالأثاث والممتلكات الخاصة بالمواطنين، في مشهد أعاد للأذهان عمليات النهب الواسعة التي نفذتها هذه المليشيا منذ بداية الحرب.
وأثارت هذه المشاهد موجة غضب بين السودانيين، إذ عكست الطريقة التي يغادر بها المرتزقة مقارنة بالمشاهد الأولى لنزوح المدنيين عند اندلاع الحرب ،في هذا السياق، كتب الناشط حليم عباس على صفحته في موقع (فيسبوك): لمقارنة بين الطريقة التي خرج بها سكان الخرطوم لحظة اندلاع الحرب وبين الطريقة التي تخرج بها عوائل وأفراد المليشيا من الخرطوم بمنظر العربات المشحونة بكل شيء حتى السراير مقارنة مليئة بالمفارقات. في المشهد الأول تجد الهلع ومحاولة النجاة بالنفس وترك كل شيء على أمل العودة القريبة. وفي المشهد الثاني هناك نوع من البرود؛ برود يجعل الشخص يحمل كل هذا العفش في رحلة من المفترض أنها مليئة بالمخاطر، بما في ذلك القصف الجوي.”
وأضاف: “المشهد الأول مأساوي، ولكن المشهد الثاني مخجل! ستظل صورة العربات المشحونة بالأغراض (في بعض الأحيان تافهة) تلخص مشهد هروب الجنجويد من الخرطوم بالمنهوبات بعد هزيمتهم عسكريًا، كرمز للخزي إلى الأبد.”

هروب الجنجويد
ولكن المفارقة الكبرى لم تكن في مشهد الهروب نفسه، بل في أن بعض عناصر الدعم السريع سرقوا أكثر مما يمكنهم حمله! فمع امتلاء الشاحنات بالكامل، اضطر كثير منهم إلى ترك جزء من المسروقات على الطريق، حيث شاهد المواطنون في بعض المناطق أثاثًاً وأجهزة مرمية على جانبي الطرق، بعد أن أدرك اللصوص أنهم لن يتمكنوا من أخذ كل شيء معهم.
وهكذا، تحول المشهد من “الفرار تحت القصف” إلى “تصفية بضائع”، حيث كان بعض المرتزقة يساومون السائقين: “يا زول شيل معانا الغسالة دي.. بكم بتوصلنا؟” في مشهد أقرب إلى سوق خردة منه إلى معركة!

نهاية وشيكة.. ه
ومع استمرار عمليات الحسم العسكري وتحرير المزيد من المدن، تتزايد حالات الهروب الجماعي لعناصر الدعم السريع، وسط تقارير عن تصفيات داخلية واعتقالات في صفوفهم، مع محاولة قادتهم فرض سيطرة مفقودة على أفراد باتوا يدركون أن الحرب حُسمت لصالح الجيش.
ويبقى المشهد واضحاً: السودان يستعيد عافيته، والمليشيا تتلاشى تحت وقع الضربات الحاسمة، في هروب مذل سيظل محفوراً في ذاكرة السودانيين.