تقرير “واشنطن بوست” يكشف المستور “دموع القوني دقلو” .. التوسل من أجل المسيرات ..

تقرير “واشنطن بوست” يكشف المستور

“دموع القوني دقلو” .. التوسل من أجل المسيرات ..

تقرير أمريكي يكشف اتصالات سرية بين المليشيا وشركات تسليح تركية

(واشنطن بوست) تفضح بكاء القوني دقلو للحصول على (البيرقدار)

القوني عرض أموالًا طائلة لإيقاف شحنات المسيرات للجيش

بكاء( شقيق حميدتي) يعكس مأزق الجنجويد في حرب الطائرات المسيرة

تركيا ترفض تسليح المليشيا والجيش يواصل تفوقه الجوي

العقوبات الأمريكية تعرقل محاولات المليشيا للتسلح …

تفوق الجيش السوداني جوياً يعمق أزمة (دقلو اخوان)

الحرب الجوية تدخل مرحلة جديدة مع استهداف ولايات آمنة بالمسيرات

انهيار منظومة التسليح البديلة للجنجويد يزيد من خسائرها العسكرية

توسل القوني دقلو للحصول على المسيرات يكشف انهيار المرتزقة

تقرير :رحمة عبدالمنعم
بينما كانت مليشيا الدعم السريع تتفاخر بقدرتها على خوض الحرب، كان شقيق قائدها، القوني دقلو، يذرف الدموع سراً في مكالماته مع الشركات التركية، متوسلاً للحصول على طائرات مسيَّرة توقف تقدم الجيش من مليشيا تزعم القوة والقدرة إلى توسلات وبكاء أمام مصنعي السلاح، يكشف المشهد عن مفارقة مثيرة للسخرية: من يزرعون الرعب في أحياء الخرطوم، باتوا يبحثون عن شفقة المصانع التركية، ولكن بلا جدوى.

مأزق الجنجويد
في تطور جديد يكشف عن مأزق مليشيا الدعم السريع وسعيها الحثيث لتعويض خسائرها العسكرية، كشف تقرير حديث لصحيفة واشنطن بوست الأميركية عن محادثات سرية بين القوني حمدان دقلو، شقيق قائد المليشيا، وأحد المسؤولين التنفيذيين في شركة “أركا ديفينس” التركية، ضمن محاولات قواته للحصول على تكنولوجيا عسكرية متطورة، ولا سيما الطائرات المسيَّرة.
ووفقًا للتقرير، سعى القوني منذ مارس 2024 إلى تأمين صفقة أسلحة تضمنت (50) طقماً عسكرياً، متعهّدًا بتوفير شهادة المستخدم النهائي، وهي الوثيقة الأساسية التي تضمن قانونية الصفقة، إلا أن عائقاً قانونياً جوهرياً حال دون ذلك، إذ إن مليشيا الدعم السريع لا تمتلك صلاحية إصدار هذه الشهادة بموجب القوانين الدولية.
لكن محاولات القوني لم تتوقف عند هذا الحد، فقد كشف التقرير عن تواصله المتكرر مع مسؤولين في شركة “بايكار” التركية، المصنعة لطائرات “Bayraktar TB2″، محاولًا إغراءهم بعرض مالي يفوق ما دفعه الجيش السوداني مقابل الطائرات، وتشير المعلومات إلى أن الجيش السوداني حصل بالفعل على هذه الطائرات واستخدمها بكفاءة في معاركه ضد قوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، محققًا تقدماً استراتيجياً على الأرض.

توسل القوني
ربما كانت أكثر اللحظات كشفاً عن مأزق مليشيا الدعم السريع هي ما ورد في تقرير واشنطن بوست عن حالة الذعر التي انتابت القوني حمدان دقلو، حيث نقل التقرير أنه كان “قريباً من البكاء” أثناء محاولته التأثير على مسؤولي “بايكار” لوقف شحنات الطائرات إلى الجيش السوداني.
وحول هذا السلوك، يرى الخبير العسكري العميد (م) عثمان حسن، أن حالة القلق التي عاشها القوني تعكس بشكل واضح حجم الضغوط التي تعانيها مليشيا الجنجويد ، خاصة بعد فقدانها التفوق الجوي الذي كانت تعتمد عليه في بداية الحرب عبر المسيرات الإيرانية التي حصلت عليها بشكل غير مباشر”.
ويضيف حسن : بكاء القوني هو مجرد انعكاس لمأزق أكبر، فالمليشيا تواجه استنزافاً مستمراً، وفشلها في الحصول على الطائرات المسيَّرة يعني أنها ستظل هدفًا سهلًا للقوات المسلحة السودانية التي باتت تعتمد على تفوقها الجوي في تغيير المعادلة الميدانية”.

انهيار المنظومة
منذ بداية الحرب، اعتمدت مليشيا الدعم السريع على شبكة من الموردين غير الرسميين للحصول على الأسلحة والمعدات، مستغلة الدعم اللوجستي الذي تحصل عليه من بعض الدول الإقليمية، لكن فرض عقوبات أميركية على القوني دقلو في أكتوبر الماضي زاد من تعقيد الأمور، حيث باتت مسارات التمويل والتسليح أكثر صعوبة.
المحلل السياسي التركي يوسف أوزدمير يشير إلى أن تركيا تتعامل بحذر شديد مع أي طلبات غير مشروعة تتعلق بتصدير الأسلحة، خاصة بعد تشديد الرقابة على صادرات الطائرات المسيَّرة، فأنقرة رغم بيعها أسلحة لدول عديدة، ترفض التورط في صفقات يمكن أن تجر عليها ضغوطاً دولية، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بجهات غير حكومية”.
وأضاف أوزدمير : القوني ظن أن بإمكانه استخدام المال كعامل ضغط، لكن تركيا تدرك أن التورط مع مليشيا الدعم السريع قد يعرضها لانتقادات أميركية وأوروبية، فضلًا عن أنها لا ترغب في خسارة علاقتها مع الحكومة السودانية الرسمية”.

الحرب الجوية
وبينما تفشل محاولات مليشيا السريع في الحصول على طائرات مسيَّرة تركية، فإن الجيش استثمر في تطوير منظومته الجوية، حيث استخدم المسيرات في عمليات نوعية، لا سيما في الخرطوم والجزيرة وسنار، ما أدى إلى تغيير ميزان القوى
وبعد مرور اكثر من 20 شهراً على الحرب، ظهرت مرحلة جديدة تمثلت في استهداف الولايات الآمنة بهجمات جوية، حيث يتهم الجيش الدعم السريع بتنفيذ هذه الضربات.
وفي هذا السياق، يؤكد العميد (م) عثمان حسن أن “عدم قدرة الدعم السريع على الحصول على مسيَّرات تركية دفعها للبحث عن بدائل عبر أطراف أخرى قد تكون غير معلنة، فالحرب الجوية أصبحت عاملًا حاسمًا في الحرب، وكل طرف يحاول تعزيز قدراته لضمان التفوق ..على حد قوله

واشنطن بوست
ويُسلط تقرير واشنطن بوست الضوء على حجم الإرباك الذي تعانيه مليشيا الدعم السريع بعد أن فقدت قدرتها على اختراق الأسواق الدولية للحصول على الأسلحة المتطورة وبينما تستمر محاولاتها في البحث عن بدائل، فإن التوازن العسكري على الأرض يميل تدريجياً لصالح الجيش السوداني، الذي استثمر في تطوير قدراته الجوية، ما يجعل من الصعب على مليشيا الدعم السريع استعادة زمام المبادرة.
بكاء القوني دقلو لم يكن مجرد لحظة ضعف، بل كان انعكاساً واضحاً لحالة الانهيار التي تعاني منها قوات الدعم السريع، في ظل خسارتها للأوراق التي كانت تراهن عليها في هذه الحرب.