حديث السبت
يوسف عبدالمنان..
“تحرير القصر” قصة لم ترو بعد!!!
هل تكسر قوات اللواء ابوحليمة عنق المليشيا اليوم…
“كانت مالحة” على الجنجويد من فرسان الميدوب..
المشتركة لم تخسر الكثير في معارك “مدو ووادي هور والأزرق”…
قصة تحرير القصر الجمهوري من فلول مليشيا الدعم السريع كانت أولوية ثانوية وليست قصوى حسب ترتيبات غرفة عمليات القوات المسلحة الاستراتيجية التي تدير العمليات العسكرية منذ منتصف أبريل من العام الماضي والتقديرات العسكرية تختلف كثيرا عن الأولويات السياسية والشعارات والرمزيات وهذه الحرب التي بلغت الآن ذروتها ولاتزال تستعر في جبهات عديدة انها حرب تمت إدارتها من قبل القيادة العسكرية من غير اية ضغوط سياسية مثل حرب جنوب السودان التي تداخلت فيها عوامل وموثرات سياسية عديدة ابطات أو أسرعت فيها ذلك مالا طاقة لنا به لتشريحه الا من خلال ظاهر الحرب التي تستبطن خفايا وأسرار في صدور الرجال .
وطبقا لمصادر ومعلومات حصلت عليها من واقع وجودي في قلب الأحداث منذ اندلاع الحرب فإن قيادة القوات المسلحة ممثلة في هيئة أركان القوات المسلحة والقائد العام الفريق البرهان ماكان تحرير القصر يمثل اولوية قصوى تسبق تحرير مدني واحكام تأمين ام درمان وكبح جماح التمرد من التمدد شرقا وشمالا.
وقد بدأت عمليات استرداد الأرض من ثغرة فتحها الجيش في جبل موية بولاية سنار تلك الثغرة تدحرجت بعدها كرة الثلج وتم استرداد سنجة وتأمين سنار وتحرير مدن السوكي مدني ثم كانت ملاحم مصفاة الجيلي وتحرير بحري وإدارة العمليات بتلك الكفاءة وخوض معارك متتالية من غير إصابة الجيش بالرهق والأعياء دليل آخر على حسن التدبير حتى قضت القوات المسلحة على التمرد في كل شرق النيل من العيلفون حتى شمبات ومن مستشفى شرق النيل حتى ودمدني وبعدها كانت خطوة فتحت خطوط الالتحام بين وحدات المهندسين والمدرعات والقيادة العامة هنا أصبح تحرير القصر من التمرد ضرورة ملحة واولوية قصوى مع رمزيته باعتباره رمز السيادة سياسيا واستخدمت القوات المسلحة تكتيكيا بارعا في فرض الحصار على العدو وتجريده اولا من إلامداد ولكن غباء قائد التمرد وسوء تقديره وحالة الهياج التي يعيشها منذ أن بدأت الأرض تبتل تحت أقدامه دفعته للتصريح الإعلامي الذي صعد من وتيرة الأحداث فقال حميدتي أن قواته لن تخرج من القصر مهما حدث وهنا بدأت نبرة التحدي وظهر عناد ضباط القوات المسلحة الذين اعتبروا تحرير القصر عنوة ورجولة مسألة لا مناص منها وحضرت العلوم العسكرية وخبرة الميدان وأهمية دراسة التخطيط العسكري مقابل حماس وتفوق عتاد وخبرات في النهب والقتال من وراء الجدران واستخدم الجيش تكتيكات بارعة في كسر أيادي التمرد والصبر على التدوين والمسيرات التي بلغت تدمير طائرة واستهداف الأحياء السكنية في كرري يوميا ولكن القوات المسلحة كانت تخطط في هدوء لعملية تحرير القصر حتى أشرقت شمس أمس الجمعة وكان فرسان القوات المسلحة داخل القصر الرئاسي بعد خوض معارك ضارية خسرت فيها المليشيا أكثر من أربعمائة هالك من جنودها ودمرت مركبات بعدد الحصى حتى مساء أمس تقدر مصادر تحدثت إليها أن التمرد خسر قوته الصلبة تماما وخسر أغلب القناصة الاثيوبيين والجنوب سودانيين ونصب الجيش شراكه واصطاد المليشيا كالفئران خلال عمارك الأيام الأربعة الأخيرة في وقت قدمت فيها القوات المسلحة بكل تشكيلاتها تضحيات كبيرة جدا ودفعت فلذات الاكباد ليعود القصر متحفا للتاريخ.
ليت الشعب السوداني يفتح باب التبرع بالمال لتشيد قصرا للشعب السوداني في غضون خمسة أشهر فقط من الآن ويترك القصر الحالي كمتحفا يحكي قصة الغدر والخيانة والعمالة لبعض أبناء السودان ليقف القصرين الأول الذي يسمى بقصر غردون والثاني الذي شيده البشير شاهدين على حرب ال دقلو.
2
إذا كان الشعب السوداني قد فرح في مكان باستعادة القصر وتطهير السوق العربي وعودة وطرد المليشيا من الوزارات السيادية والخدمية والاقتصادية فإن المليشيا بمكرها وعون دولة الإمارات وجهت ضربة بواسطة مسيرة سقط على إثرها أخوة كرام شهداء دين ووطن وفقد تلفزيون السودان ثلاثة من العاملين بعد أن أصبح التلفزيون القومي في الآونة الأخيرة يخرج لمسرح الأحداث وقد كان مصدرا رئيسيا للأخبار في معركة القصر التي لاتزال هناك مخاطر تحيق بالمترددين على القصر ولكن بعيدا عن القصر وقريبا من غرفة عمليات السيطرة هناك في مكان آخر بالخرطوم معركة يقودها فرسان درع السودان وفرسان القوات المسلحة وقوات النخبة من جهاز الأمن والمخابرات بقيادة الفارس الصامت اللواء ابوحليمة لكسر عنق التمرد وفصل الراس من بقية الجثة التي تترامي في غرب ام درمان وترسل صواعق الصواريخ تصيب بها الأبرياء والقضاء على عنق التمرد اليوم او غدا يفتح الطريق مباشرة لشمال كردفان التي استباح التمرد أرضها الواسعة من الصويقع وفتاشة غرب ام درمان حتى المالحة التي لها حديث آخر عما جرى فيها ليلة الخميس ونهاره ولكن تبقى قوات النخبة التي فتحت أمس الثغرة الأولى جنوب الخرطوم بتحرير مصنع صافولا للزيوت ومن قبلها منطقة حبيبة وعيونها على جبل أولياء الذي يمثل شريان الحياة للتمرد وفي حال الوصول إليه تنتهي قصة التمرد في الجزيرة والخرطوم فهل تشهد ساعات اليوم السبت كسر عنق المليشيا؟؟ التي طغت في الأرض وأكثرت فيها الفساد وانتهكت فيها عروض العباد ومعركة تحرير السودان واستقلاله تخوضها كل قطاعات الشعب السوداني ومعارك التحرير تقودها القوات المسلحة ومعها العدل والمساواة وحركة تحرير السودان ولقوات درع السودان بقيادة كيكل فضل كبير فيما تحقق ببسالة رجاله وشراسة مقاتليه وقوات لواء البراءون وقوات الكتائب الثورية وهم وقود ثورة ديسمبر وعصبها ولحمها من تنظيم غاضبون الذين فجروا غضبهم في المليشيا وهم يتقدمون الصفوف فإذا كانت كتائب البراء بن مالك تمثل التيار الإسلامي وكتائب غاضبون تمثل اليسار الوطني من شيوعي وغيره فإن تمازج هؤلاء الشباب ودفاعهم عن وطنهم معا حريا برسم خارطة جديدة لوطن جديد تقبل فيه كل فئة منه بالآخرين من غير استعلاء وادعاء وليتحقق ذلك ثمة حاجة لقيادة سياسية تقارب بين هؤلاء وأولئك ولن تجد في الساحة من هو أكثر تأهيلا من الفريق ياسر العطا ولا في الوقت نفسه يمثل قتال قوات كيكل كتفا يكتف مع حركات الكفاح المسلح تطورا هاما جدا فهل تنتقل روح الميدان إلى فضاء الشارع العريض؟؟.
3
القوات المشتركة التي تقاتل متمردي الدعم السريع في دارفور تنتهج خطة عسكرية تختلف كثيرا عن مخططات بقية منظومة القتال في جبهات الوسط وكردفان وقد عبر عن ذلك ضابط في القوات المسلحة ولكنه قاتل في دارفور المليشيا حتى خذلته الإمكانيات وسلم مدينته نيالا وفي القلب حسرة وفي العين دمعة انه العميد الركن حسين جودات حينما قال إن متحرك الصياد يسعى للقضاء على المليشيا وليس التمسك بالأرض وهذا عين ماتفعله القوات المشتركة الآن في محاور الصحراء والفاشر حيث انتشرت قوات الصحراء في مساحة واسعة من الأرض ولم تتمسك بأي من المدن ولم تسع لدخول الفاشر التي هي قادرة على الدفاع عن نفسها لكن قوات الكفاح المسلح المعروفة بالمشتركة خططت للقضاء على الجنجويد وابادتهم من الوجود في إلارض ومن بعدها تحرير المدن بعد إبادة جيش المليشيا مهما بلغ عدده وفي معارك الفاشر وحدها قتل أكثر من أربعين ألف من الجنجويد ولم تخسر المشتركة الكثير وفي معارك مدو ووادي هور والأزرق قتل مالا يقل عن ثلاثة الف من عناصر الجنجويد وبرعت قيادة المشتركة في الحفر عميقا للتمرد ثم دفنه كما حدث صباح الخميس في منطقة المالحة اي محليه جبال الميدوب وقد هاجمت مليشيا آل دقلو المالحة عبر ثلاثة محاور شرقا وغربا وجنوبا وتعتمد المليشيا في هجومها على كثافة النيران التي تعنى بالضرورة كثافة العنصر البشري وفتحت المشتركة طريقا إلى المليشيا للتوغل داخل المدينة بينما دحرت المحورين الآخرين واطبقت على المحور الجنوبي الذي أخذ راحته في التصوير وإرسال الفيديوهات التي فرح بها أنصار المليشيا في كل مكان وضجت قروبات حزب الأمة والمؤتمر السوداني فرحا بفتح المالحة كأنها مكة وطارت بأخبار تحرير المالحة على حد وصفهم لاحتلال المدن واغتصابها من قبل المليشيا المواقع الإخبارية والقنوات التي باع بعضها شرفه كله وباع البعض نصفه الا قليلا وما أن حل الظلام وارخي الليل سدوله الا وهاجمت المشتركة المليشيا من فوقها ومن تحتها وتساقط الهلكي خمسة وعشرين ضابطا ومائتين وسبع عشرة هالكا من الجنود والمستنفرين الذي لاقبل لهم بحنكة وتجارب وخبرات مقاتلي الكفاح المسلح وأغلبهم في هذه المنطقة من النوبيين الميدوب وهم مجموعة لغوية واحدة مع المحس والسكوت ولغتهم مشتركة ولكن حسناتهم مختلفة ولكن جدود الميدوب هم رماة الحدق ويعتبر الميدوب من القبائل صعبة المراس في القتال وتعتبر المنطقة مركز ثقل لحركة العدل والمساواة والأمانة تقتضي والحقائق يجب أن تقال علنا أن نصيب العدل والمساواة من المقاتلين في معارك الكرامة يمثل أكثر من ضعف عدد الحركات الأخرى مجتمعة ولا ينافس الحركة الا قوات درع السودان ويمضي الآن والي وسط دارفور مصطفى تمبور في تشكيل قوة كبيرة من الفور لاسترداد أرضهم ولكن مخطط قوات الكفاح المسلح قد يأتي أكله قريبا وتنتهي أسطورة الجنجويد قبل الخريف القادم.