انقادت لوساوس “الشيطان”، وفقدت الجاه والسلطان..
الميليشيا في عـاميـن.. حصـــاد الهشيم
حاولت تقويض النظام والاستيلاء على السلطة ففقدت كل شيء..
أطلقت الأكاذيب، وحوَّلت بنادقها إلى صدور المواطنين..
انحصرت في دارفور بعد أن كانت تتمدد في كل بقاع السودان..
نهايتها باتت وشيكة في ظل عزيمة الجيش على تنظيف البلاد من الجنجويد..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو.
بشروق شمس اليوم الأربعاء السادس عشر من أبريل 2025م، تكون الحرب التي أشعلت فتيلها ميليشيا الدعم السريع عامها الثالث، وما بين الخامس عشر من أبريل 2023م، والخامس عشر من أبريل 2025م، جرت الكثير من المياه تحت الجسر فقدت بموجبها الميليشيا المتمردة البوصلة وتراجع مشروعها الاستيطاني وحلمها في الاستيلاء على السلطة وتقويض نظام الحكم في السودان، حيث تلقَّت ميليشيا آل دقلو هزائم ساحقة ومتلاحقة من قبل القوات المسلحة والقوات المساندة لها جعلتها تتساقط كأعجاز نخل خاوية، وتفقد الكثير من المواقع الاستراتيجية التي كانت تسيطر عليها في بواكير الحرب.
أضغاث أحلام:
وعلى عكس ما تهوى سفينة ميليشيا الدعم السريع فقد جرت الرياح، وأصبحت خطتهم في السيطرة على مقاليد الحكم في البلاد أضغاث أحلام، إذ تفاجأت الميليشيا باستبسال منقطع النظير من قبل القوات المسلحة التي قدمت نماذج مدهشة في التضحية والفداء وبذل الأرواح والأنفس مهراً غالياً في سبيل الوطن، ولعل ذاكرة الحرب لن تنسى مطلقاً الملحمة البطولية التي سطرها الخمسة والثلاثون شهيداً من الضباط وضباط الصف والجنود الذين فدوا بأرواحهم الطاهرة القائد العام، رئيس مجلس السيادة في الساعات الأولى من الحرب، عندما كان الاشتباك من المسافة صفر، فكانت هذه الملحمة الفدائية بمثابة الصخرة التي تحطمت عليها طموحات وتطلعات ميليشيا آل دقلو في الاستيلاء على السلطة، وتحقيق مزاعمهم بحماية الديمقراطية ومحاربة الكيزان وفلول النظام السابق.
الحرب على المواطنين:
وبعد أن تبدد حلم ميليشيا الدعم السريع في الاستيلاء على السلطة، غيروا نهجهم، وذهبوا يبحثون عن الديمقراطية في بيوت ومنازل المواطنين، وداخل المؤسسات الحكومية والخاصة، والأعيان المدنية، والمرافق الخدمية حيث حولت الميليشيا الكثير من المستشفيات والمراكز الصحية إلى ثكنات عسكرية، ولم تسلم حتى دور العبادة من المساجد والكنائس من فوضى وعبث الميليشيا التي جعلت منها بؤراً لممارسة الرذيلة، وذهبت الميليشيا المتمردة أبعد ذلك بأن حوّلت فوهات بنادقها إلى صدور المواطنين ومارست فيهم صنوفاً من الإذلال والانتهاكات، وارتكبت جرائم فظيعة ضد الإنسانية بالقتل والسحل والاغتصاب، فأدت هذه الجرائم والانتهاكات إلى تنامي روح الغضب في نفوس المواطنين الذين التفوا حول قواتهم المسلحة وانخرط الكثيرون منهم في حملات التعبئة والاستنفار وحملوا السلاح ذوداً ودفاعاً عن الأرض والعرض فأحدثت هذه الخطوة فارقاً كبيراً في مسار العمليات، وجلعت الكثير من المحاور الإقليمية والدولية المتماهية مع الميليشيا المتمردة تراجع مواقفها وهي تشاهد الاصطفاف الكبير من قبل الجماهير حول القوات المسلحة وضد المتمردين.
اقتران الجيوش:
ولم ينقضِ العام الأول من الحرب، إلا وكانت القوات المسلحة تغيّر من استراتيجيتها العسكرية وخططها القتالية، فانتقلت من نهجها القائم على الدفاع، إلى الهجوم ومباغتة الميليشيا، خاصة بعد نجاح عمليات اقتران الجيوش التي أتاحت للقوات المسلحة فرصة الانفتاح والتشوين بالمؤن والذخائر والمعدات الحربية، ليهبَّ أشاوس الجيش وأسوده الضارية، محمولين على كتف العزيمة والإصرار، ومنطلقين من انتصار إلى انتصار، بكسح ومسح ميليشيا الدعم السريع التي لم تجد مفرّاً غير الهروب، وجرجرة أذيال الهزيمة والخيبة، موليةً الأدبار نحو كردفان ودارفور في محاولة للاحتماء بحواضنها الاجتماعية، ولكن ذلك لن يطول في ظل إصرار القوات المسلحة والقوات المساندة لها وعزيمتها القوية بالقضاء على ميليشيا آل دقلو ومحوها من المشهد السوداني، ولعل الانتصارات التي يحققها متحرك الصياد في قطاع كردفان، واستعداد متحركات الجيش للتوجه إلى دارفور، يجعل هدف القوات المسلحة ممكن التحقيق، رغم المعاناة التي يجابهها النازحون في معسكري زمزم وأبوشوك، إضافة إلى الاستهداف المستمر للمواطنين في مدينة الفاشر الصامدة.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد دخلت الحرب عامها الثالث ودخلت معها ميليشيا الدعم السريع في نفق مظلم من الهزائم التي فقدت معها بريق السلطة والثروة والجاه، فقائدها الذي أُوتي بسطةً في الحكم والمناصب ورفيع الرُتب، أصبح اليوم فاقد الهوية، مجهول المصير، يتقلب تحت رحمة الشائعات ما بين الموت والحياة، والطمع ودَّر وما جمع.