افياء
ايمن كبوش
حرب المسيرات لن تهزم إرادة الشعب السوداني.. ؟
# هذه هي الحقيقة التي ينبغي أن تتصالح معها دويلة الشر (الامارات).. لأن الشعب الذي لم يُهزم أمام مليشياتها بكل عتادها ومشاتها وكثافة نيرانها، في عز غفلته، لن ينكسر أمامكم بعد عامين من الصمود الاسطوري.. لن يطالب بالتفاوض معكم ولن يرتهن للاستسلام.. فقد كسب الجيش السوداني معارك الرجال الشجعان.. ولن يتراجع بحول الله وقوته.. في معركة الاستهداف الجبان.
# في العاشر من ابريل من الشهر الماضي، كنت اكتب، هنا، عن حرب المسيرات على ضوء تقرير أعدته صحيفة الفايننشال تايمز.. قلت يومها إن التقرير الذي أعد قبل عام لم يكن الا مقدمة مهمة لتفاصيل كثيرة ومخيفة في ذات الوقت عن المسيرات التي دخلت الى حربنا ضد الجنجويد الاوغاد من الباب الواسع فلم يسلم من هجماتها حتى رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش، بينما مازالت هجماتها متكررة نحو الأعيان المدنية والبنى التحتية وآخرها سد مروي الذي تعرض للهجوم مساء أمس الثلاثاء، ولكن ماذا سنعمل نحن ؟ هل سنضع أيادينا على خدنا ؟ طبعا لا ! ومن هنا لابد من إحاطة وتفسير نضعه أمام كل الذين ظلوا يكررون الاسئلة عن العلاج الناجع لهذه المسيرات.. !
# ولعل ما يعرفه المتخصصون، بالضرورة، وهم من أهل المهنة العذاب، والمهنة الخطر، أن حرب السودان شهدت وجود نوعين من المسيرات، وهي باختصار غير مخل: (انتحارية واستراتيجية)، الأولى تعمل وفق احداثيات وتنطلق من داخل البلاد من حمرة الشيخ وسودري وام بادر على سبيل المثال، تحتاج لمنصة انطلاق عادية (سيبيا) وهي المعروفة لدينا محليا باسم (الزنانة) أما المسيرات من النوع الثاني (الاستراتيجية) فهي التي تنطلق من مسافات بعيدة وارتفاعات شاهقة ومحددة الأهداف تقوم باصابتها والعودة ولديها كاميرات استطلاع وتتعامل مع الأقمار الصناعية، وهي المسيرات التي تقوم حاليا بمهاجمة بعض المناطق الحيوية في الشمالية ونهر النيل، هذا امر، اما الأمر الثاني هو ذلك السؤال: ما هو الحل.. ؟ إذن الحل السريع لمغامرات مليشيا الدعم السريع، ايها السادة، هو ضرب المطارات التي تنطلق منها المسيرات الاستراتيجية، وهذا التعامل يحتاج لطائرات مقاتلة غير حاملات القنابل مثل اليوشن والانتنوف، نحتاج لطائرات مقاتلة سريعة الاطلاق سواء سوخوي 24 أو ميج 29 وهي التي تستطيع ضرب الهدف في مأمن من المضادات، أما الحل الثاني وهو حل مستقبلي بوجود منظومة دفاع جوي حديثة سواء كان الدفاع السلبي الذي يعرف بأنه دفاع وقائي… أو الدفاع الإيجابي الذي يستند على مدافع متطورة ابعد من الثنائي والرباعي، لأن مدى المسيرة الاستراتيجية بعيد جدا ولابد من وجود مدافع تتبع حراري أيضا.. هذه إمكانيات يسهل توفرها إذا توفرت إرادة الدولة لإيجاد معالجات سريعة.. ينبغي أن تتجه جهودنا نحول الحلول التي لا تحتاج لغير المال لأن العقول متوفرة والسودان لا يخلو من الشجعان).
# انتهى مقال العاشر من ابريل.. لنقفز سويا، ايها السادة، إلى جزء مما جاء في مقال الثاني عشر من ابريل، ردا على سفيرة دويلة الشر في هولندا حيث قلت وقتها: (نخلص من حديث هذه المرأة المغرورة أن دويلتها الشريرة سوف تواصل جهودها في دعم المليشيا، امعانا في التدخل السافر، من جهة، وردا على هذه الشكوى من جهة أخرى، وذلك لكي ترضي غرورها وترضي كذلك من اوكلوها بلعب هذا الدور العابث.. رفضت الست السفيرة أن تشير إلى المليشيا نهائيا، وحملت البيض الفاسد كله لكي تضعه في سلة الجيش السوداني الذي يبدو أنه يقاتل وحده في الميدان ولا يواجه اي قوة متمردة مازالت تشن حربها على المواطنين في القرى الوادعة وتستهدف الأعيان المدنية كما تهرب من اي ارض تهاجمها قوات الجيش، تريد دويلة الشر، حسب تصريحات المندوبة السفيرة، أن تفرض إرادتها في الحل بعملية قفز نوعية تضمن لها البراءة، وبالتالي لن تترتب عليها اي مسئوليات تجاه الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا في حق الشعب السوداني، وكأن الجيش هو الذي كان ومازال يقتل المواطنين ويغتصب النساء ويهجر الاطفال ويسرق الأموال ويحتل منازل المدنيين ويخرب الأعيان المدنية من مدارس ومستشفيات ومراكز خدمة ومؤسسات، ويكفي أن المليشيا شهدت على نفسها في أكثر من مناسبة، بتوثيق جرائمها في السوشيال ميديا..
# اخيرا اقول انني كتبت هذا الذي كتبته في تلك المناسبة.. ثم مضيت إلى منعرج آخر وقلت: (ولكن آن الاوان ايها السادة، أن نرد على مثل هذه السفيرة المغرورة التي تعلمت السواك ومكافحة القمل من شعر رأسها بعد اكتشاف البترول وغزو راس المال اليهودي لدولة الكيان الموازية لدولة تل أبيب في الشرق الاوسط، الرد هو أن نترك التباكي، كما قالت، وان نتمتع بالقدر المعقول في استخدام حق الرد اللائق ضد (هلافيت تشاد) وعملاء دويلة الشر، حق الرد مكفول ايها السادة ضد من يقتلون شعبنا وينتهكون حرمات أرضنا واعراضنا.. ينبغي أن يبدأ هذا الرد من اولئك الذين تستخدمهم الدويلة الصفيقة في الخيانة والعمالة وهم من بني جلدتنا.. على المخابرات، يا سعادتو مفضل، وعلى الاستخبارات يا سعادتو صبير، أن تتحرك (بيان بالعمل) لتفعيل العمليات العدائية في مواجهة الأفراد والجماعات التي تهدد الأمن القومي السوداني، ولتبدأ تلك العمليات بالخونة والعملاء امثال نصر الدين مريسة، أما ملاقيط الشتات وتشاد، فالصحراء اولى بجثثهم، حتى يواصل شعبنا الاستشهاد بالآية الكريمة: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ).. صدق الله العظيم.