ارتفاع معدل الجرائم الإلكترونية في السودان… حسابات المسؤولين .. أهداف مطلوبة الهجمات والاحتيال ضد المسؤولين مؤشر خطورة ..

ارتفاع معدل الجرائم الإلكترونية في السودان…
حسابات المسؤولين .. أهداف مطلوبة

الهجمات والاحتيال ضد المسؤولين مؤشر خطورة ..

قائد منطقة حلفا الجديدة يتعرض لمحاولة احتيال إلكتروني..

اختراق حساب عضو مجلس السيادة د.سلمى فى تطبيق “واتساب”..

الكرامة: هبة محمود

نشطت مؤخرا هجمة إلكترونية إستهدفت قيادات مدنية وعسكرية، في السودان، فتحت معها الباب واسعاً أمام التوقعات بشأن مستقبل الحرب.
فما هو المحتمل والقادم في التخطيط للحرب الالكترونية ، وما هي ربما أبرز الأسئلة عقب فشل العدو في إستخدام عدد من الأسلحة والأساليب في حربه ضد السودان واحتمال ارتباط محاولات اختراق الحسابات بمسار المعركة .
فهل الهجوم السيبراني أحد الخطط القادمة، إذا ما تمت المقارنة باستصحاب تجربة الحرب الإسرائيلية الإيرانية؟
تحذيرات دفع بها مراقبون للجهات المختصة لأخذ الحيطة والحذر، في ظل تعرض قيادات مدينة وعسكرية للاختراق والاحتيال الإلكتروني.
فأمس الأحد كشف قائد منطقة حلفا الجديدة ونهر عطبرة العقيد مدثر حسن صالح، عن تعرضه لمحاولة احتيال إلكتروني تم تنفيذها عبر تطبيق “واتساب” باستخدام أرقام مزيفة انتحلت شخصيته.
وقال في بيان أن مجموعة مجهولة قامت بإنشاء حسابات تحمل اسمه وصورته، وشرعت في مراسلة مواطنين وشخصيات عامة، طالبت بتحويل مبالغ مالية بذرائع مختلفة، في محاولة منظمة للإيقاع بالضحايا تحت غطاء شخصيته العسكرية.

مؤشر خطير

وتأتي عملية الاحتيال هذه بعد يوم واحد من عملية احتيال تعرضت له عضو مجلس السيادة د.سلمى عبد الجبار، التي جرى انتحال شخصيتها عبر تطبيق “واتساب” بهدف تنفيذ عمليات احتيال مالي ضد مسؤولين بالدولة.
وفي بيان رسمي، أكد مكتب د. سلمى أنها لا تربطها أي علاقة بالحساب البنكي رقم (4062824) باسم “محمد نصر الدين صالح آدم”، مشيرًا إلى أنه يُستخدم في أنشطة مشبوهة يديرها شخص مجهول استغل رقمها الشخصي بعد اختراقه.
وبحسب البيان الصادر عن مكتبها فأن الجاني استغل اسمها للتواصل مع مسؤولين حكوميين بهدف الحصول على مبالغ مالية عبر وسائل احتيالية، مستفيدًا من الثقة التي تحظى بها داخل المؤسسات الرسمية.
وتعتبرالحادثتان مؤشر خطير وفق كثير من المراقبين، في ظل التوقيت الحالي الذي تمر به البلاد، فإن عمليات الاختراق التي تصل إلى مجلس السيادة أو القيادات العسكرية، تكشف حجم الثغرة الأمنية من ناحية، كما تعد رسالة بأن الوصول الى القيادات ممكن ومتاح.
وفيما اعتبر البعض أن ما حدث يعد عملية تهكير عادية، إذ أن كل من سلمى أو قائد منطقة حلفا الجديدة ونهر عطبرة لا يمثلان الثقل المعروف في الدولة، إلا أن محللين يرون غير ذلك، فقد أثار الإعلان عن تعرض د.سلمى للاختراق جدلا كبيرا وواسعا.

جس نبض

فوفق المحللين فإن ما حدث يعد مؤشراً خطيراً يجعل القادة أهدافا سهلة للاختراق، غير أن الحادثة في نفس الوقت تاتي بحسب ما أشارت إليه تقارير صحفية في ظل ارتفاع معدل الجرائم الإلكترونية في السودان.
وأشارت تقارير حقوقية متداولة إلى أن عمليات الاختراق والاحتيال المالي هي في الغالب ما تنفذها شبكات منظمة تستغل الفوضى الرقمية لانتحال هويات شخصيات سياسية بهدف الاحتيال وجمع الأموال.
ويرى الكاتب الصحفي و المحلل السياسي عمار العركي أن ما حدث في هاتين الواقعتين ينقلنا بدوره إلى ضرورة الإنتباه والجاهزية في إحباط أي مخطط سيبراني قادم.
واعتبر في حديثه لـ”الكرامة” أن الاختراق الإسرائيلي لإنظمة الدفاع الايرانية تم عن طريق الاستهداف السرياني وذلك بتعطيل كل انظمة الحماية داخل خاتم المرسلين وكاميرات المراقبة، قبل دخول اتيام الإغتيال.
وقال إن كل شيء متوقع من دولة الإمارات مؤكدا أن العقيدة الهجومية لها هي عقيدة إسرائيلية.
وأكد على أنه على الرغم من عدم تأثير عضو مجلس السيادة د.سلمى أو العقيد مدثر في المشهد العام، إلا أن العمليتان في حد ذاتهماه تشكلان مؤشر إنذار.
واضاف: ربما لا تكون هاتان الحادثتان وقعتا عن قصد لكن من الممكن أن تكون بمثابة جس نبض، ما يتوجب عليه المراجعة الأمنية وسد الثغرات.

عمليات فردية

لكن وفي مقابل ذلك يعتبر د. الفاتح محجوب مدير مركز الراصد الدراسات الاستراتيجية أن عمليات الهجوم الإلكتروني التي طالت بعض القيادات السياسية والعسكرية مجودة بصورة مستمرة ولا ترقى لأن تكون ظاهرة.
وقال في إفادته لـ”الكرامة” أنه و على الرغم من تعاون الإمارات مع إسرائيل وعلى الرغم من أن إسرائيل قادرة على الاختراق والتجسس إلا أن الهجمات الأخيرة ليست حالات تجسس وانما عمليات فردية.
ولفت إلى أن برنامج الهكر يختلف عن برامج التجسس مستبعداً أن تقف وراء الهجمات دول.
وتابع : ليس هناك ثغرة أمنية ولا مخاوف لأن التهكير يتم عن طريق خطأ من جهاز المستخدم ، لا يمكن للأجهزة الأمنية منعه.