غضب من تخصيص العلاج بالخارج لأبناء الماهرية .. احتجاجات جرحي المليشيا .. تمرد داخلي

غضب من تخصيص العلاج بالخارج لأبناء الماهرية ..
احتجاجات جرحي المليشيا .. تمرد داخلي

تظاهرات المتمردين صاحبتها فوضي ونهب للسوق والتجار والمواطنين ..

خبير عسكري : الاحتجاجات
تكشف عن تصدع حقيقي في جسد المليشيا
ض
ازمة الجرحي ستدفع بعضهم لمغادرة صفوف التمرد وانضمامهم للجيش..

تآكل فى الحواضن الاجتماعية بسبب غضب القبائل بسبب ابنائها الجرحى..

في تطور لافت، أغلق جرحى ومصابو مليشيا الدعم السريع في نيالا طريق المستشفى التخصصي، احتجاجًا على ما وصفوه بالإهمال الطبي وتدهور الخدمات الصحية، في ظل الانهيار التام الذي تشهده المنظومة الصحية بالمدينة ، وفي تطوؤ متزامن تم أاغلاق سوق موقف الجنينة وسط مخاوف من تعرضه للنهب نتيجة الانفلات الأمني، مما يعكس هشاشة الوضع الداخلي للمليشيا في مناطق سيطرتها ..
وشهدت مدينة نيالا، حاضرة ولاية جنوب دارفور، احتجاجات من جرحى مليشيا الدعم السريع على خلفية تدهور الخدمات الطبية المقدمة لهم. وقال شهود عيان إن المحتجين أغلقوا طرقاً رئيسية في المدينة وأشعلوا الإطارات، مشيرين إلى أن من بين الجرحى حالات بتر في الأطراف السفلية والعلوية.

وتظاهر المئات من جرحى ومصابي مليشيا الدعم السريع والذين قاموا بإغلاق الشوارع الرئيسة في مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور احتجاجًا على انعدام الخدمات الطبية بالمستشفيات والمراكز الصحية وقال عدد من الجرحى أنهم يتعرضون للإهمال وسوء المعاملة من قادة الدعم السريع الذين أعادوهم من رحلة علاج بإثيوبيا وقاموا بمنح أبناء الماهرية فرص العلاج بالخارج وتركوهم يواجهون مصيرهم المجهول في مدن تفتقد لأبسط مقومات الرعاية الطبية.

قيادة المليشيا :

وكشفت مصادر للكرامة عن إغلاق جرحى منتسبين لمليشيا الدعم، السريع لسوق موقف الجنينة بنيالا والمستشفى التخصصي بالمدينة، وذلك احتجاجا على إهمالهم من قبل قيادة مليشيا الدعم، السريع.

فوضي وعمليات نهب :

وأوضحت المصادر أن عمليات الاحتجاج صاحبتها فوضى وعمليات نهب للسوق، فيما مارس أفراد المليشيا نهب للمارة والتجار، قبل أن يسارع التجار بإغلاق السوق.

اصابات .. واهمال :

ويعاني جرحى المليشيا إهمالا من قياداتهم، حيث شكوا من تردي الخدمات الطبية المقدمة لهم من مستشفيي الشرطة والسلاح الطبي، الامر الذي ادى الي تعفن جروح بعضهم فيما يعاني البعض من إصابات ستلازمهم طول الحياة .

العميد الركن دكتور جمال الشهيد- الخبير العسكري والاستراتيجي يري ان موضوع إغلاق جرحى مليشيا الدعم السريع لمراكزهم في نيالا بسبب الإهمال الطبي وغياب التقدير من القيادة يكشف عن تصدّع حقيقي في جسد المليشيا، ليس فقط عسكرياً بل أخلاقياً وتنظيمياً كذلك يمكن ان يفسر في عدد من الدلالات.

ازمة ثقة :

واكد الشهيد ان الخطوة تعتبر دلالة علي أزمة ثقة وانكشاف تنظيمي إذ أن إغلاق الجرحى للطرق وحرق الإطارات أو تهديدهم بالتصعيد هو في جوهره تمرد داخلي غير مباشر، لأن الجرحى هم من قدموا أغلى ما يملكون في الوقت الذي كانوا ينتظرون فيه الوفاء والعناية من قيادتهم وهو مالم يحدث ، غير أن رفض القيادة لعلاجهم أو حتى إرسال الدعم الطبي البسيط، يكشف عن غياب الرؤية، وانشغال القيادة بالأمن الشخصي وجمع الثروات، أكثر من انشغالها بجنودها.

ابرز المؤشرات :

وقال الشهيد في افادته “للكرامة” ان أبرز المؤشرات التي تؤكد هذا النهج المتعالي يتمثل في تكرار الشكاوى من الجرحى والمقاتلين التي ظهرت علي الميديا والمتمثلة في تسريبات صوتية ومرئية من نيالا والضعين توثق الإهمال الطبي بعضها عبر عن نوايا الجرحى وتهديدهم بمغادرة الصفوف الأمامية أو التوجه لأسرهم ، ومنهم من غادر بالفعل ، وبعضها عبر عن حالة التمييز في التعامل بين مقاتلي القبائل من غير الماهرية والذين يعاملون كمواطنين درجة ثانية بينما يتم علاج قادة الصف الأول في الخارج (كينيا، تشاد، أو الخليج) بسرية ، هذا الي جانب غياب منظومة الدعم الطبي والعسكري حيث لا توجد إدارة لتقديم الخدمات الطبية داخل المليشيا أو نظام إخلاء أو علاج ميداني محترف كما في الجيوش النظامية ، كما تلاحظ تآكل السيطرة المركزية..

انتشار الفوضي :

واشار الشهيد الي أن قيادة المليشيا فشلت في احتواء غضب الجرحى، أو إرسال وفد لتهدئتهم مما أدي الي انتشار الفوضى في المشافي الميدانية بمدينة نيالا..

تراجع المعنويات :

وتساءل الشهيد ما الذي تعنيه هذه الأزمة على المدى القريب – وقال ان ذلك يؤثر بشكل واضح في تراجع المعنويات داخل المليشيا بشكل كبير وخروج بعض الجرحى والمقاتلين عن الصف، سواءا بالانضمام إلى القوات المسلحة أو الانسحاب كلياً من مكون الدعم السريع الي جانب التسبب في حرج شديد أمام القبائل التي تمدّ المليشيا بالمقاتلين، مما يؤدي تآكل الحاضنة الاجتماعية.

مؤشر خطير :

واكد الشهيد ان ما جرى في نيالا ليس مجرد حادثة إهمال، بل هو مؤشر خطير على دخول مليشيا الدعم السريع في مرحلة الانهيار المعنوي والتنظيمي، حيث تسقط القيم القتالية الأساسية، ويُعامل الجرحى كأعباء بدلاً من أن يكونوا رموزاً للتضحية وهو ما ينبغي على القوات المسلحة السودانية والإعلام الوطني استثماره لتعزيز تماسك الجبهة الداخلية وتفكيك ماكينة التضليل الذي يمارسه إعلام المليشيا الكذوب.