يوسف عبدالمنان
حديث السبت
هذا ماحدث ظهر الجمعة ببابنوسة القمير
سقطت المليشيا في أخلاق الحرب والبرهان مطالب بهذا القرار..
# لماذ اختفى الفريق شمس الدين كباشي وياسر العطا من المشهد..
1
ظهر الجمعة العشرين من يونيو 2028 يوم سيخلد في سجلات التاريخ العسكري وفي معجزة الانتصار بإرادة الله وعزم الرجال وقد تحققت فيهم الآية الكريمة “كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأمر الله”.. وقد صبر أمس فرسان الفرقة 22 بابنوسة علي غثاء السيل المنهمر وعلى السلاح والعتاد الآماراتي وآلاف تم حشدهم من الفاشر ونيالا والمجلد والضعين والدبيبات وتم إغراء المليشيا بالمال ووعدها بالغنائم فماذا حدث؟..
وقعت الواقعة وحشدت المليشيا منذ فجر الجمعة نحو خمسمائة عربة مسلحة وعلي ظهر كل عربة مالايقل عن عشرة أفراد مسلحين بكل أنواع المدافع والرشاشات والفرقة 22 استنبطت لها مدرسة خاصة وأكاديمية في صيد الجنجويد
فتحت لهم أبواب المنطقة ولا نقول المدينة التي أصبحت أثرا بعد عين واطلالا يعنق عليها البوم وبابنوسة القمير قضى عليها الجنجويد كمدينة تنبض بالحياة وبقيت رمزية الفرقة صامدة في وجه الغزاة وكعادتهم التقطوا صورا وتم بث فيديو عن سقوط الفرقة ، ولكن هذه المرة دعت المليشيا اللصوص والحرامية والباحثين عن المال الحرام للإسراع بدخول المدينة لجمع الغنائم وحصد الأموال وتدفق السيل البشري راكبين وعلى ظهور الدواب وحاملين عصى وحراب وأصحاب عربات مدنية و(عربجية كوارو) تجرها الخيل والثيران واندفع هذا السيل نحو الفرقة التي كان جنودها متحصنين في خنادقهم وبدأت معركة بين الكثرة والشجاعة وبين المؤمنين واللصوص وبين الحق والقوة وبين أبناء المسيرية وبقية أبناء السودان وعربان من الشتات الدارفوري والشتات الكردفاني والشتات التشادي وكان الصبر مفتاح الفرج والشجاعة سلاح القوات المسلحة وحسن القيادة تمثلت في الفريق معاوية واللواء حسن درمود وهذه ترقية من عند أهل السودان لأبطال الفرقة وفي انتظار الفريق البرهان للمصادقة عليها
ثلاث ساعات من قتال الرجال الرجال حتى ترامي الهالك فوق الآخر وحصدت بنادق الحق أكثر من ألف قتيل وغنمت القوات المسلحة اثنان وعشرين عربة جاءت بها دولة الإمارات عبر جنوب السودان ودمرت مدفعيه بابنوسة عشرين عربة احترقت أمام دفاعات نمور غرب كردفان في معركة لم تشهدها المنطقة ولا السودان منذ اندلاع الحرب الحاليه وقد بدأت المليشيا الآن تنعى وتبكي موتاها في واقعة بابنوسة التي أكدت أن سلاح الإيمان بالقضية منتصرا على كثرة المقاتلين وان فرية وقوف المسيرية مع الجنجويد ماهي إلا خديعة كبيرة ومحاولة من الجنجويد لكسب ود قبيلة مقاتلة ظلت مع الجيش تاريخيا والفرقة 22 بابنوسة يمثل أبناء المسيرية أكثر من سبعين في المائة من جنودها المقاتلين ويقودها اللواء معاوية احد فرسان القوات المسلحة الصناديد.
بعد الذي حدث أمس والبطولات وصمود الرجال في معركة الجمعة وكل المعارك التي خاضتها الفرقة وباسم الشعب السوداني وباسم اي قلم يقف مع الجيش ونيابة عن أغلبية أهل السودان نطالب الفريق عبدالفتاح البرهان وهو ضابط يعرف قدر الرجال وتضحيات الابطال أن يصادق على قرار بترقية كل منسوبي الفرقة 22 والفرقة السادسة الفاشر تحقيقا للعدالة وانصافا للأبطال وأن يترقي كل الضباط استثناءا إلى الرتبة الأعلى ويصبح اللواء معاوية فريقا والعميد حسن درمود لواءا والصول عثمان صباحي ملازما والوكيل عريق هارون موسى عريفا تقديرا لتضحيات الرجال وانصافا لهم وهم يحققون هذه الانتصارات حتى غدت “بابنوسة القمير” مقبرة كبيرة لدفن الجنجويد
2
علامات استفهام عديدة في الشارع عن الأسباب التي دفعت اثنان من نجوم واقمار المؤسسة العسكرية لمغادرة المشهد الإعلامي والابتعاد عن مساقط الأضواء ونعني بالطبع الفريقين ياسر العطا وشمس الدين كباشي، وكلاهما لهما نصيب في كل المتغيرات التي حدثت في البلاد منذ سقوط الإنقاذ وحتى تحقيق نصف الانتصار على المليشيا المتمردة في انتظار الانتصار النهائي في مقبل الايام، كما يتوق الشعب السوداني ولكن منذ نحو شهرين أو أكثر لم يعد للفريق ياسر العطا أثرا ولا صورة ولا صوتا، وهو من عرف بالصراحة الجارحة والجهر بما يؤمن به حتى وإن تعارض مع قناعات من هم أعلى منه مرتبة، وقيل إن الرجل في رحلة علاجية لابنه بعد انتصار الجيش في الخرطوم وهي المعركة التي برع فيها وخاض غمارها بشجاعة وصبر ولكنه لحظة تحقيق النصر وخروج الجنجويد من الخرطوم اختار الابتعاد عن ام درمان التي يحبها وتحبه وتحب قواتها قيادته لها فأين ياسر العطا الآن؟ ولماذا هذا الصمت والابتعاد عن دائرة الفعل المنظور وهل وئدت فكرة التحالف الذي بدأ التخطيط له لجمع كل القوى التي خاضت معركة الكرامة لفعل سياسي قادم ام هناك ماوراء الحيطان الصامته مايجعله بعيدا الآن..
اما الفريق شمس الدين كباشي الذي كان ممسكا بملف الخدمة المدنية وإدارة شان الدولة حتى جاء تعيين الدكتور كامل ادريس رئيسا لحكومة تحت المخاض هرع إليه جماعات وأفراد ناصحين و طامعين وراكعين وعاكفين حول بيت( الريس) طمعا في مغنم قد يأتي فهل افسح شمس الدين كباشي الطريق لكامل لإدارة الدولة ام ناي بنفسه عن مخاض إعادة استئناف العملية السياسية من خلال فترة انتقالية انقضى نصفها في فترة حمدوك الذي فشل في إدارة الدولة، والان جاء كامل ادريس لكن السؤال هل جاء تعيين كامل ادريس بعد اجتماعات لمجلس السيادة ام تم اختياره من خلال ماقال تقرير الزميل الأستاذ عبدالباقي الظافر الذي أسند ترشيح كامل لأحد المقربين من الفريق البرهان من أسرة الشيخ الحفيان، ولكن كامل ادريس اول من التقى من أعضاء مجلس السيادة الفريق شمس الدين كباشي وهو من الساسة غير القادرين على إخفاء مشاعرهم واستقبل كامل بحفاوة ظاهرة تعبيرا عن ارتياحه لقرار التعيين ولكن لماذا اختفى هذه الأيام؟ هل يمضي استراحة محارب في خارج البلاد في وقت ينتظر أهل السودان منه قيادة العملية العسكرية في كردفان ودارفور وقد عرف شمس الدين كباشي بالمكر العسكري والتخطيط بدقة ويتمتع بشعبية كبيرة وسط الجنود والضباط مما جعل إشرافه على العمليات بمحور الفاو وسنار بمثابة فالا حسنا وقدم خير للقوات المسلحة التي بدأت قهر التمرد من جبل موية فهل تستعد طائرة الكباشي للإقلاع إلى عروس الرمال للإشراف على العمليات العسكرية التي تحتاج لإرادة سياسية ونفوذ كبير مثل نفوذ نائب القائد العام للقوات المسلحة ولكن اختفاء شمس الدين كباشي يثير كثيرا من التساؤلات وكذلك غياب ياسر العطا عن ام درمان وواجهة النشاط العسكري الذي يجب أن يتصاعد قبل حلول الخريف للقضاء على التمرد نهائيا
3
ليس مهما من سيأتي به الدكتور كامل ادريس لمنصب وزير الخارجية أو الداخلية أو الدفاع أو التربية والتعليم و لكن المهم أن يحترم الدكتور كامل ادريس اتفاقية جوبا ويلتزم قطعيا بتنفيذ بنودها حتى نهاية الفترة الانتقالية كما نصت بنود الاتفاقية وان يقدم رئيس مجلس الوزراء برنامجا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا للفترة الإنتقالية واي حكومة من غير برنامج مصيرها الفشل كما فشلت حكومة حمدوك وغير مهم أن جاء الدكتور بوزراء من أساتذة الجامعات أو موظفي الخدمة المدنية أو من ضباط القوات النظامية المتقاعدين أو العاملين ولكن المهم أن يخلد كامل ادريس أسبوعا كاملا في منطقة اركويت بعيدا عن ضجيج بورتسودان ويكتب بنفسه خطة حكومته بعد أن شاهد واستمع وتحدث لكثير من الناس ، والمهم تقديم برنامجه اولا لمن عينه اي مجلس السيادة الذي ينبغي له أن يعيد النظر في ترتيب اجتماعاته الدورية حتى يشعر الناس بوجوده ثم يطرح كامل ادريس برنامجه على مجلس الوزراء الذي يتحمل معه المسؤلية التضامنية وفي غياب البرلمان يمكنه اعتبار الاجتماع المشترك لمجلس السيادة ومجلس الوزراء بمثابة برلمان كما تقول الوثيقة الدستورية التي مات نصفها وبقي النصف الآخر وبعدها نستطيع أن نقول إن لنا رئيس مجلس وزراء قادر على أخراجنا مما نحن فيه.