حاجب الدهشة
علم الدين عمر
مجموعة الصناعات السيادية ..السودانيون يستحقون عودة محترمة…
دعوة لا تُرد تلك التي قدمتها الزميلة العزيزة أميمة عبدالله ..الصحافية والقاصة ورفيقة التدرج علي عتبات صاحبة الجلالة منذ عشرين عاماً ..وصاحبة المسؤولية المجتمعية بمنظومة الصناعات الدفاعية السودانية ..المؤسسة التي تليق بأميمة ولا يليق بها إلا النجاح والتقدم ففي خضم هذا الخراب الكبير الذي أجتاح السودان وألقى بأهله في الشتات والمنافي برزت المنظومة كنموذج إستثنائي..قابضة جذوة الإرادة الوطنية في صمت أبلغ من الضجيج وقفت لا ككيان إنتاجي تقني فحسب.. بل كمشروع أخلاقي وسيادي يرتكز على فلسفة واضحة..خوض معركة الكرامة دون تردد في مساراتها المختلفة..
من الشعب وإليه.. بلا وصاية.
إن ما تقوم به المنظومة في ملف المسؤولية المجتمعية ..المسار الذي يلينا في هذه السانحة يعيد تعريف الدور الوطني للمؤسسات السيادية في زمن الإنهاك والخذلان والمن والأذي..
أداء منظم وتخطيط دقيق وعمل متواصل يتم بهدوء دون إبتزاز لمشاعر الناس أو إستغلال لحوجتهم في برنامج العودة الطوعية من ملجأهم الآمن بجمهورية مصر العربية..
فالمواطن الذي أنهكته الحرب وهده الشجن و منظمات الإغاثة ذات الأجندات السياسية وأثقلته مشاريع الوصاية تلقي هذه المبادرة تحت لافتة أنتم لستم متسولين على أبواب السفارات بل أبناء وطن قادر على أن يعيدكم بكرامة إلى أرضكم.. وأن يُكرمكم ويفرد لكم جناح العودة العزيزة من إرادة أبنائه ومؤسساته..
مائة وعشر رحلات وفق عمليات تفويج دقيقة ومحترمة.. تتلقى الأسر الدعم والرعاية دون أنتظار لشكر فإننا أمام روح مؤسسية تنتمي إلى فكرة الدولة وتدبيرها ورؤيتها .. إلى السيادة و الكرامة..
لقد إعتادت المنظمات الدولية أن تصنع من اللقطة بطل ومن الشعار مشروع أما ما رأيناه في راجعين فهو تجسيد لقيم الكتمان النبيل..حدثنا الشباب عن عملهم في صمت خلال الأوقات الحرجة حرصاً علي سلامة العائدين حتي أصبح الأمر آمناً وسهلاً..
ولا يغيب عن هذا المشهد أن المنظومة أختارت أن تشكر مصر على أستضافتها للسودانيين بلغة الوفاء في لفتة وجدانية عبرت عن إمتنان السودانيين وأحترامهم للأشقاء ..
ينبغي أن يُنظر إلى منظومة الصناعات الدفاعية كأحد أعمدة القيم السيادية في السودان.. التي تُعيد الإعتبار لمفاهيم السيادة والإعتماد على الذات والتكامل المجتمعي والمرونة في العطاء في المكان والزمان المناسبين..
فهي تعمل في أصعب الظروف وتُقدم خدماتها بهدؤ وتُذكر الجميع أن الحلول الحقيقية تبدأ من الداخل.. من رحم الإرادة الوطنية..لا من مكاتب المانحين..ولا من قاعات المؤتمرات العبثية ولا وعود الساسة الخلب..
ما تفعله المنظومة اليوم هو أكبر من مجرد تفويج وأهم من تقديم وجبة في طريق العودة.. إنها تعيد رسم العلاقة بين الدولة والمواطن على أسس جديدة من الكرامة والثقة والانتماء.
وبهذا تكون قد فتحت مساراً موازياً لمواجهة التحديات.. مسار يتجاوز الحرب ويؤسس لنهج متكامل في إدارة الشأن العام بوعي مجتمعي سياديلا تابع ولا متوسل.
شكراً لمنظومة الصناعات الدفاعية والفريق ميرغني إدريس وشباب المنظومة الذين أعادوا ترتيب الثقة علي طاولة الدولة..فقد عاني السودانيون..كثيراً.. طويلاً من ويلات الحرب والنزوح واللجؤ ويستحقون عودة آمنة ..مرتبة ..محترمة ..تؤسس لإعادة الإعمار الشامل بتكامل الجميع.. شكراً منظومة الصناعات (السيادية) والقيمية والوطنية فقد أبليتم حسناً..
لنا عودة