حاجب الدهشة علم الدين عمر الشهادة السودانية بمصر ..لنتحد لنتحدي الظروف…

حاجب الدهشة
علم الدين عمر
الشهادة السودانية بمصر ..لنتحد لنتحدي الظروف…
…وبعد طول غياب وترقب وألم وحسرة عادت امس السبت الثامن والعشرين من ديسمبر لواجهات الأخبار ومجالس الأسر وأشواق السودانيين إمتحانات الشهادة السودانية التي أنتاشتها فيما أنتاشت مليشيا الدعم السريع في تمردها ومحاولاتها لتدمير بنية الدولة والمجتمع السوداني..
وبعودتها تعود للقراطيس والأقلام هيبتها ويعانق تلاميذ السودان احلامهم الموؤودة ..وإن كانت منقوصة بغياب بعضهم عنها ..
بالأسي ومُر الذكريات وعلي بركة الله انطلقت إمتحانات الشهادة الثانوية داخل وخارج السودان وبلادنا لا زالت تخوض معركتها الوجودية الكبري بعد الإعتداء عليها ومحاولة غزوها من قبل مرتزقة الدعم السريع وأعوانها ..
يعود أبناء السودان للجلوس للشهادة الأقوي والأكثر مصداقية وحضوراً وأحتراماً في محيطها الإقليمي والعالمي ..
ثلاثمائة وثلاثة وأربعين ألف وستمائة اربعة و أربعين تلميذاً وتلميذة في ألفين وثلاثمائة مركز داخل وخارج السودان..منهم مائة وعشرين ألف وسبعمائة أربعة وعشرين ألفاً تحدوا الظروف و تحركوا من ولايات غير آمنة للجلوس لهذا الإمتحان المفصلي والهام ..
وبلغ عدد التلاميذ الجالسين خارج السودان ستة وأربعين ألف وخمسمائة ثلاثة وخمسين تلميذاً منهم حوالي سبعة وعشرين ألفاً بجمهورية مصر العربية التي تحملت العدد الأكبر من التلاميذ والمراكز بما يفوق نصف العدد الجالس خارج السودان ..وقد أعلن السفير عماد الدين عدوي عن الترتيبات الكبيرة التي قام بها طاقم السفارة بالتنسيق مع السلطات المصرية لتذليل كافة العقبات أمام هذا الإنعقاد التاريخي لإمتحان الشهادة الثانوية السودانية ..
وقد أحسنت السفارة الأحاطة بكل جوانب الترتيب وفق المتاح من معينات توافق العدد الكبير من الممتحنين وأسرهم وتتسق مع مطلوبات الدولة المصرية التي قدمت للسودان والسودانيين ولم تستبق شيئا…
عدد من المراكز تم توزيعها بمحافظتي القاهرة والجيزة اللتين تستوعبان العدد الأكبر من السودانيين ..إضافة لمراكز محافظتي أسوان والأسكندرية ..
مجهودات كبيرة تم بذلها في سبيل معالجة تحديات التوزيع الجغرافي والجوانب الفنية المتعلقة بأرقام الجلوس وسواقطها وتهيئة المراكز والتأمين وأعمال الكنترول والرقابة ..
وضعت الدولة حصان التحدي أمام عربة الأسر وأولياء الأمور بإمضائها لقرار وزير التربية والتعليم الراحل المقيم الدكتور محمود سر الختم الحوري الذي سقط شهيداً للواجب وهو يسعي لإقامة هذه الإمتحانات ..
المسؤولية الآن علي الأسر لمساعدة أبنائهم في إداء الإمتحان بصورة سلسة وهادئة حيث أشترطت السلطات المصرية الإلتزام ببعض الموجهات الشكلية لتأمين الإمتحانات ومحيط المراكز وعلينا جميعاً أن نتحلي بروح التعاون معها وعلي رأسها ضرورة إتاحة الفرصة للتلاميذ للتحرك من وإلي مراكز الإمتحان دون مرافقين إذ أن عددهم كبير جداً في ظل إستمرار المدارس المصرية في عملها المعتاد ووجود أي عدد من المرافقين سيشكل ضغطاً كبيراً علي المظهر العام ويزيد الأعباء علي السلطات في التعامل معه من كافة الجوانب ..خاصة وقد تم تحديد زمن مناسب (منتصف الظهيرة) لبداية الجلسات ولن تكون هناك حوجة لأي مرافقين وقد تمت مراعاة قرب المراكز من المواصلات ومراكز المدن ..
علينا أن نهيئ الأجواء المناسبة للمراجعات والحركة للتلاميذ بهدوء ودون ضوضاء فقد عانوا كثيراً خلال الفترة الماضية وجاء وقت الحصاد.
وعلينا كذلك أن نعبر عن شكرنا وتقديرنا للأشقاء المصريين حكومة وشعبا بشكل عملي بإحترام قوانينهم وموجهاتهم وخصوصيتهم فقد أحسنوا وفادتنا وأقالوا عثرتنا وآثرونا علي أنفسهم ..
هي سانحة ممتازة لتأكيد عميق الإحترام والمودة لهذا الشعب الطيب المضياف وتعزيز عمق علاقتنا به رحماً ومودة.
قامت السفارة السودانية بالقاهرة بما هو مطلوب منها وأكثر ..وأحسنت توظيف إمكانياتها البشرية والمادية لإنجاح هذا التحدي الكبير ولابد من معاونتها عليه بالإلتزام الصارم بموجهات التنسيق المشترك مع السلطات المصرية والعمل بجدية علي معالجة الثغرات التي قد تظهر يوماً بيوم وساعة بساعة .