سٓيطر على جسر “سوبا” من الاتجاه الشرقي ..
عمليات الجيش ..أقتراب “تحرير الخرطوم”
تكبيد تنظيم (دقلو الإرهابي ) خسائر فادحة واستلام منظومة تشويش..
“الكبري” بوابة الجيش للتقدم نحو شارع الستين ومعاقل المليشيا شرقي الخرطوم
كيكل يرفع التمام للبرهان من أعلى الجسر ويعلن استمرار الزحف نحو الخرطوم
الجيش يسيطر على جسر ونفق الحرية ويتقدم في محيط السوق العربي
درع السودان يعلن تأمين سوبا شرق ويدعو السكان للعودة إلى منازلهم
الجيش يفرض سيطرته على جسر الحرية ويضيق الخناق على المليشيا وسط العاصمة
متحركات سوبا تقترب من شارع الستين والسوق المركزي
الكرامة : رحمة عبدالمنعم
تمكن الجيش وقوات درع السودان، امس الاثنين، من فرض سيطرتهم الكاملة على الناحية الشرقية جسر “سوبا” شرقي العاصمة الخرطوم، بعد معارك عنيفة استمرت لعدة أيام ضد ميليشيا الدعم السريع، التي انسحبت من المنطقة بعد تكبدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، ويشكل هذا التقدم خطوة استراتيجية في مسار العمليات العسكرية للجيش، حيث يسعى لاستعادة جميع مناطق العاصمة وتطهيرها من دنس المتمردين العاصمة.
جسر سوبا
وخاضت القوات المسلحة وقوات درع السودان معارك ضارية في منطقة سوبا شرق ومرابيع الشريف، الواقعتين شرق العاصمة الخرطوم، في إطار عمليات استعادة السيطرة على المناطق التي كانت تحت سيطرة مليشيا الدعم السريع، وأسفرت المواجهات عن إحكام الجيش وحلفائه قبضتهم على المنطقتين، وصولًا إلى جسر “سوبا” من الناحية الشرقية، الذي يُعد شرياناً حيوياً يربط أحياء جنوب وشرق الخرطوم بالمناطق الريفية في شرق النيل.
وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش وقوات درع السودان أوقعوا خسائر كبيرة في صفوف ميليشيا الدعم السريع، حيث تم تدمير خط دفاعها المتقدم وإلحاق خسائر بشرية ومادية جسيمة بها واستلام منظومة تشويش، وقتل العشرات من عناصر الجنجويد وجرح آخرين، إضافة إلى تدمير تسع عربات قتالية، منها ست سيارات استولت عليها القوات المسلحة خلال المواجهات، فيما تم تدمير ثلاث سيارات أخرى بواسطة الطيران المسير.
الأهمية الاستراتيجية
ويكتسب جسر سوبا أهمية استراتيجية، حيث يُعد نقطة عبور رئيسية تربط بين الأحياء الجنوبية والشرقية للعاصمة الخرطوم، ويمثل بوابة عبور نحو شارع الستين، أحد أهم معاقل مليشيا الدعم السريع في العاصمة، فضلًا عن قربه من السوق المركزي، ما يجعله محوراً رئيسياً في عمليات الجيش الرامية إلى استعادة مناطق جنوب الحزام وشرقي الخرطوم.
سيطرة الجيش وقوات درع السودان على الجسر تعني عملياً فتح الطريق أمام القوات للتقدم نحو قلب العاصمة، وصولًا إلى شارع الستين وأحياء جنوب الخرطوم، حيث لا تزال ميليشيا الدعم السريع تتخذ مواقع دفاعية.
تقدم الجيش
إلى جانب السيطرة على جسر سوبا، واصل الجيش توغله في محيط السوق العربي، وتمكن من السيطرة على جسر ونفق الحرية، الذي يربط بين وسط الخرطوم وجنوبها، ما يعزز من تقدمه نحو استعادة المزيد من المواقع الحيوية في العاصمة.
كما استطاع الجيش خلال الأسابيع الماضية استعادة السيطرة الكاملة على محلية الخرطوم بحري وأجزاء واسعة من محلية شرق النيل، إضافة إلى تحقيق تقدم ميداني جديد في جنوب أم درمان، مما يضعه في موقع أقوى لاستعادة وسط الخرطوم، الذي يضم القصر الجمهوري وعددًا من مؤسسات الدولة المهمة.
تصريحات كيكل
في سياق العمليات العسكرية الجارية، ظهر قائد قوات درع السودان، أبو عاقلة كيكل، في مقطع فيديو نُشر على صفحة القوات المسلحة، وهو يرفع التمام للقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، من موقع جسر سوبا، معلنًا السيطرة الكاملة عليه من الناحية الشرقية.
وأكد كيكل في حديثه أن قوات درع السودان، إلى جانب الجيش والمخابرات، تمكنت من تحييد الجسر، وتكبيد “مليشيا أسرة دقلو” خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، مشدداً على استمرار العمليات العسكرية لدحر الميليشيا بالكامل من الخرطوم وشرق النيل.
كما دعا كيكل سكان سوبا شرق إلى العودة إلى منازلهم، في إشارة إلى استقرار الأوضاع الأمنية بعد تحرير المنطقة من سيطرة الدعم السريع.
فلاش باك
وشهدت منطقة سوبا شرق على مدار الاسبوعين الماضيين معارك ضارية بين الجيش وميليشيا الدعم السريع، حيث كانت الأخيرة قد اتخذت من المنطقة معقلًا استراتيجياً لعملياتها العسكرية في شرق النيل، مستغلة طبيعتها الجغرافية وموقعها المهم في تأمين خطوط إمدادها نحو الخرطوم.
وفي أكتوبر 2024، شهدت سوبا تطوراً بارزاً في مسار المعارك، مع إعلان قائد قوات درع السودان، أبو عاقلة كيكل، انشقاقه عن الدعم السريع وانضمامه إلى صفوف الجيش. هذا الانشقاق أسهم في تغيير موازين القوى، حيث ساعدت قواته في استعادة الجيش لولاية الجزيرة، والتقدم نحو الخرطوم من محور شرق النيل، مما شكل ضغطًا كبيراً على الميليشيا في سوبا والخرطوم.
وخلال الأشهر الأخيرة، نفذ الجيش وحلفاؤه عمليات نوعية لاستنزاف ميليشيا الدعم السريع في سوبا ومرابيع الشريف، مما أجبرها على التراجع تدريجياً إلى أن أُحكمت السيطرة على الجسر، وهو ما قد يكون نقطة تحول حاسمة في استعادة وسط العاصمة.
مناطق جديدة
تمثل السيطرة على جسر سوبا من الاتجاه الشرقي تقدماً استراتيجياً كبيراً للجيش وقوات درع السودان في معركتهم ضد ميليشيا الدعم السريع، حيث يمهد الطريق لتحرير مناطق جديدة في الخرطوم، ويفتح المجال لمزيد من الانتصارات العسكرية التي قد تُسرّع من استعادة مناطق شارع الستين والرياض والمعمورة والمنشية وبري ..الخ العاصمة، بما في ذلك القصر الجمهوري ومؤسسات الدولة.
وفي ظل استمرار العمليات العسكرية، تبقى الأنظار موجهة إلى محاور الخرطوم المختلفة، حيث يواصل الجيش زحفه نحو معاقل الميليشيا، في إطار معركة حاسمة لاستعادة العاصمة وتأمينها بشكل كامل.