حاجب الدهشة علم الدين عمر حمدوك ..”يا حليل الفكي الجاب ليكم العرقي” !!!

حاجب الدهشة
علم الدين عمر
حمدوك ..”يا حليل الفكي الجاب ليكم العرقي” !!!
..ولشهر كامل تأبت عليّ الكلمات والحروف في مقام الحزن والرثاء ..هأنذا وقد أصبحت يتيماً يتلمظ الحرمان وجفاف المشاعر ويتنكب الطريق ..الشاق ..الطويل بلا أب ..رحل والدي ورحل كل شئ ..أرجو أن يفك الله عقدة قلمي ومدادي فأكتب وأرثي وأرتل سيرة رجل عظيم تسربل بالعلم والعمل والثقافة والكبرياء والعزة والشموخ ..
ولأن الحياة لا تتوقف وواجبنا لا يمكن النكوص عنه ونحن في قلب معركة الكرامة لابد للأحداث أن تمضي وللمداد أن يُراق وللرأي أن ينبري..
وما وجدت مثل مواقف مؤسس الثورة المزعوم عبدالله حمدوك لتستفز صمتي الحزين وعزوفي المتردد عن الناس والأحداث..
فهذا رجل أتي من المجهول وهو يمضي إليه مروراً بمواقف لا تليق ولا تشبه أي قائد مجتمعي سوداني علي مر تاريخ الدولة السودانية الحديثة ..
جاءت به هتافات الشارع المخدوع كخبير إقتصادي أممي مزعوم لمجرد أن حكومة الإنقاذ رشحته في آخر عهدها كوزير للمالية فأستضافته السفيرة أميرة الفاضل بمنزلها بالعاصمة الأثيوبية ريثما يرتب أمره ويعود للخرطوم ..قبل أن يتراجع أو يُراجع ..ليأتي للسودان علي جناح المؤامرة التدميرية التي ما وجدوا لها أبأس وأقل أرتباطاً بقيم وموروثات السودانيين وأكثر قدرة علي رمي ثوب الحياء منه ..فكان أول مواقفه السعي مع ناديه الموتور لإقالة المرأة التي أحسنت إليه ولأسرته من منصبها بالإتحاد الأفريقي قبل أن يكشف الإتحاد عن جهله وقلة حيلته ويلقمه حجراً بأنها منتخبة ولا تمثل بلدها ولا يمكن لأي جهة إقالتها ..فأرغي وأزبد ..ثم صمت وعين لجهله المتمرد حميدتي رئيساً للجنة الإقتصادية ليؤكد أنه كان مجرد موظف في أضابير المتظمات المدعاة ..ربما أتت به الصدفة أو الواسطة ..قبل أن يرتدي قميصه ذاك الواسع الكبير ويسافر إلي كاودا ليعلن تحرير السودان من هناك رفقة عدد من موظفي المنظمات الذين جعلوا الإتحاد الأوربي يدفع مصروفات ونثريات مكتب رئيس وزراء السودان علي رؤوس الأشهاد ولا يبالي ..في أغرب حالات العمالة المعلنة في تاريخ الشعوب والحكام ..ليتحول (الفكي الجاب ليهم العرقي) لمجرد مهرج في مسرح العبث السوداني تارة يحركه صبية التجمعات والأحزاب الصغيرة وأخري تقوده واجهات المنظمات وثالثة يعبث به جهلاء المليشيا وسماسرة الإعلام الكذوب …
رجل أضاع فرصة لم تتأت لسوداني منذ الإستقلال وهو يعتلي صهوة حصان الثورة الجامح ..ثم يوافق علي إجراءات إكتوبر الشهيرة عسي أن تخلصه من الحاضنة السياسية التي قال إنها لم تمده بأي برنامج سياسي ..قبل أن ينقلب علي عقبيه ويتنصل عن موقفه ويدعي النضال مرة أخري ..ليخرج ويجد أهل الأنداية قد أعدوا له بعد قحت تقدم التي تأخر بها عن ركب الوطنية ..ثم بلا حياء صمموا له صمود ..وطفق يحدث السودانيين عن برنامجها المتشظي لحكم السودان علي أنقاض الدولة التي تحالف مع المليشيا التي أحرقتها ثم أنتحرت…
هاهو الرجل البائس يمضي في ذات نهجه المستسلم للعمالة المطلقة دون قيد أو شرط ..لا يوقفه عنها أنفضاض الناس من حوله ولا تكشف خيوط عمالته ولا بؤس برنامجه ولا هوانه علي الناس ..ولا القتل والسحل والنهب والتدمير الذي تمارسه المليشيا المتحالفة معه ..فأي نوع من الرجال هذا الحمدوك ؟؟!!
الشعب السوداني اليوم توحد خلف قضيته وستمضي هذه المعركة لنهاياتها ولن يعود هؤلاء البؤساء للمشهد وإن تعلقوا بأستار العمالة للحد الذي يغذي هذه الحرب لسنوات فقد مضي زمان العودة ولم يعد في ذاكرة الناس فواصل وخطوط للرجعة.