ترامب يعلن نية بلاده تسهيل السلام في السودان.. ” أمريكا” على الخط.. فهل اقترب وقف الحرب؟!!

ترامب يعلن نية بلاده تسهيل السلام في السودان..

” أمريكا” على الخط.. فهل اقترب وقف الحرب؟!!

الرئيس الأمريكي : السودان يواجه مشاكل كثيرة

قمة أفريقية في واشنطن تبحث الأمن والتنمية والاستثمار

تحوّل في الخطاب الأمريكي نحو السودان بعد صمت طويل

مراقبون يرون تصريحات ترامب خطوة نحو تحرك دولي جديد

مستشار ترامب يعلن لقاء رباعياً مرتقباً لبحث وقف النار في السودان

واشنطن تراهن على حلفائها الإقليميين لحل الأزمة ..

خبراء يشككون في جدية الولايات المتحدة تجاه الملف السوداني

بورتسودان تترقب بحذر وتؤكد رفض المساواة بين الجيش والمليشيا

تقرير:رحمة عبدالمنعم
في أول تعليق علني له حول الحرب في السودان، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزم بلاده على تسهيل جهود السلام في البلاد، واصفًا الوضع هناك بأنه مليء بـ”المشاكل الكثيرة”. وجاءت تصريحاته خلال قمة اقتصادية جمعته بعدد من القادة الأفارقة، في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشراً على تحوّل محتمل في موقف واشنطن تجاه الحرب السودانية المستمرة منذ أكثر من عامين.

عملية السلام
و أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب امس الأربعاء، أن بلاده ستعمل على تسهيل عملية السلام في السودان، مشيرًا إلى أن السودان يعاني من “مشاكل كثيرة”، في إشارة إلى الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع
وجاءت تصريحات ترامب خلال قمة اقتصادية دعا إليها خمسة رؤساء من القارة الأفريقية – هم رؤساء موريتانيا، السنغال، الغابون، غينيا بيساو، وليبيريا – حيث تناول في كلمته محاور السلام والتنمية والاستثمار في أفريقيا، مؤكداً أن السياسة الخارجية الأميركية تشهد تحولًا من منطق المساعدات الإنسانية إلى نموذج قائم على التجارة والاستثمار كوسيلة لتحقيق الاستقرار والسلام.
وقال ترامب: “سنعمل على تحقيق السلام في السودان، هناك لديهم مشاكل كثيرة”، مضيفاً أن “الوضع في ليبيا أيضًا مقلق وهناك غضب كثير في القارة الأفريقية”، كما دعا الزعماء الأفارقة إلى تعزيز التعاون في مجال الأمن والدفاع، مشدداً على أهمية شراء السلاح الأميركي وزيادة الإنفاق الدفاعي.

دلالات استراتيجية
ويرى مراقبون للشأن الدولي أن تصريحات ترامب تعكس تحولًا محتملاً في الموقف الأميركي تجاه الحرب في السودان، خصوصاً وأن واشنطن اتسمت بالصمت والتردد طوال الفترات السابقة، مكتفية بدعم المبادرات الإقليمية دون تدخل مباشر.
وفي هذا السياق، قال الدكتور عصام الحسين، الباحث في العلاقات الدولية ، لـ(الكرامة) : تصريحات ترامب تبدو أقرب إلى الخطاب الدعائي منها إلى إعلان لسياسة خارجية ممنهجة، لكن مجرد ذكر السودان في هذا السياق العلني وعلى مستوى قمة رئاسية، يشير إلى أن الملف بات مطروحاً بجدية أكبر في دوائر صنع القرار الأميركية”.
وأضاف الحسين: البيت الأبيض ربما بات يدرك أن الحرب السودانية تخرج عن نطاق السيطرة، خصوصاً في ظل التقاطعات الإقليمية والدولية المتزايدة، ما يجعل من استقرار السودان أولوية أمنية، وليس فقط إنسانية.

لقاء رباعي
وعلى هامش القمة، أعلن مسعد بولس، مستشار ترامب للشؤون الأفريقية، عن اجتماع مرتقب في نهاية هذا الشهر بالولايات المتحدة، يجمع مسؤولين كباراً من مصر، والإمارات، والمملكة العربية السعودية، بهدف بحث سبل وقف إطلاق النار في السودان، وهي الخطوة التي وصفها مراقبون بأنها أول إشارة ملموسة إلى تحرك أميركي إقليمي منظم حول الملف السوداني.
وفي تعليقه على هذا الإعلان، قال المحلل السياسي السوداني المقيم في واشنطن، الدكتور جعفر إبراهيم، إن الولايات المتحدة أدركت أن تجاهل الحرب في السودان يُضعف نفوذها في القرن الأفريقي ويفتح المجال لقوى أخرى مثل روسيا وتركيا، فضلاً عن تعقيد المشهد الأمني في البحر الأحمر.
وأضاف لـالكرامة”: دعوة دول مثل مصر والإمارات والسعودية لهذا اللقاء تؤكد أن واشنطن تراهن على حلفائها التقليديين في المنطقة للضغط على أطراف النزاع السوداني، وقد تكون هذه بداية لبلورة مبادرة جديدة بديلة عن مسار جدة المتعثر..حسب تعبيره

ترقب وتحفظ
ولم تصدر الحكومة السودانية حتى اللحظة تعليقاً مباشراً على تصريحات الرئيس الأميركي، إلا أن مصادر دبلوماسية في بورتسودان أعربت لـالكرامة عن “ترقب حذر” لما قد تحمله الخطوة الأميركية، خصوصاً في ظل عدم وضوح ما إذا كانت تصريحات ترامب ستُترجم إلى مبادرة عملية أم تظل ضمن خانة التصريحات الإعلامية.
وقال مصدر رفيع في وزارة الخارجية السودانية – فضل عدم ذكر اسمه – إن السودان يرحب بأي جهود دولية جادة لتسهيل عملية السلام، شريطة احترام سيادة البلاد وعدم المساواة بين الطرف الشرعي (القوات المسلحة السودانية) والمليشيا المتمردة.
وبينما تفتح تصريحات ترامب الباب أمام احتمالات جديدة، فإن الشكوك تظل حاضرة حول مدى التزام الإدارة الأميركية بالتحرك الجاد في ملف معقد كالسودان،، لكن المؤكد، بحسب مراقبين، أن إدخال ملف السودان إلى دائرة الخطاب السياسي العلني في البيت الأبيض، هو خطوة أولى لا يُستهان بها، قد تُمهّد لتغيّرات قادمة في تعاطي المجتمع الدولي مع واحدة من أعقد الحروب في القارة الأفريقية.