يوسف عبدالمنان يكتب :العودة للقاهرة

خارج النص
يوسف عبدالمنان
العودة للقاهرة 2
لست حسني درويش في الرجل الخراب ولا رفاقي مثل رفاق نايف حواتمة في رحلة التمهيد لعملية مطار ميونخ ، ولا القاهرة فقدت شيئا من دفئها القديم وموسيقىام كلثوم وقد تغطت أرض الكنانة بعمران جعلها في مصاف الجزائر العاصمة وجوهانسبيرج.
نزلنا مدينة المهندسين في قلب المدينة الوسيمة التي تسهر حتى الصبح وتتثاءب في ساعات الصباح الأولى وكداب أبناء السودان يزرعون الفرح في كل قلبا مترع بالحب للآخرين تدافع لاستقبالنا الطاهر ساتي هذا الدنقلاوي الذي تجمعه بالسجين بكرى حسن صالح بياض القلب والطول الفارع والكرم والاحتفاء بالضيوف بتقاليد النوبيين وحضارهم، وكان في الاستقبال حامد ضيفان الصحافي النشط وكان يوم أمس الأول يوما للفرح والحزن معا حينما تجتمع الاضداد الفرح بلقاء من يحبهم القلب والحزن حينما يجتر الناس ذكريات الوطن الجريح وكيف صار؟!، والنور أحمد النور ومحمد عبدالقادر بقلبه المعقم من ادران الحسد والبغض والأخت سمية سيد بدموع امرأة بقلب طفل وداليا الياس شاعرة الشجن والحب وفضل الله رابح بحيوية ابن العشرينات مثل همام محمد الفاتح ولكن رابح بعقل كبير ونظرة ثاقبة للأشياء والقاصة أميمه عبدالله وهي تتكئ على قصة نور قمرها التي طارت بها لفضاءات النجومية وحرمت ظروف قاهرة أخرى من حضور احتفالية كبيرة معنى ومظهرا في أكبر مطاعم حي الدقي وجلس ضيوف القاهرة عبدالله بلال الذي أحدث اختراقا كبيرا في مسار الإعلام الأفريقي ومن غير دعم حكومي ولاانفاق مالي كالذي تحظى به المحظيات من نساء تلك المدنية العابرات والطائفات علي دهاليز السلطة، استطاع بلال أن ينتزع دعما للجيش من الاتحاد الأفريقي للإعلام والي جواره عادل سنادة الصحافي الإنسان ومتكأ أهل الإعلام والفن حينما تدلهم نائبات الزمان العبوس.
تحدث الجميع باشجان واحزان وحب واخاء وكما يقول أهل دارفور العين ترى ماتريد وتبغض والايادي تمدها لمن تحب ومن لاتحب ولكن القدم تسعى لمن تهوى وكانت أقدام زملاء المهنة صادقة وهي تحفنا بكل هذا الوفاء الجميل ولم تمنع المسغبة وضيق ذات اليد ونضوب الموارد وتوقف الصحف عن الصدور (اخوان محمد عبدالقادر) من الاحتفاء بنا وقد سهرنا حتى الثانية صباح أمس بعد أن جمعنا رجل الأعمال الكريم الشهم إبراهيم بشير مالك شركات امونيا للبترول حول مائدة عشاء ثانيه وتحت برد الشتاء القارص ودفئ المشاعر اطعمنا إبراهيم وأبنائه شهي المطبخ المصري وأرشفنا معه قهوة سكبها للأحباب الدكتور عثمان محمد يوسف كبر وماادراك ما الفاشر ومعركة حصاد تمباك الجنجويد في طويلة وسكب قصب كتم وكان الخير الفهيم المكي القيادي المايوي والأنقاذي ورصيف الرقابة الآن قد تحدث بلسان مسيري مبين عن الحرب واستهداف بيته في بابنوسة والخير من دعاة أن يحكم الجيش السودان لفترة انتقالية لاتقل عن عشرة سنوات، غادرنا بين رجل الأعمال إبراهيم البشير وجميع أفراد أسرته قد خرجوا للشارع العام لوداع من يحبون وكانت جلسة بطعم (قنقليس الرهد وكركدي ام روابة وليمون بارا).
خرجنا مع الأخ الصديق عادل سنادة الذي يتابط أكثر من مشروع لصالح الصحفيين في مقبل الايام ستشرق شمسه واسفنا على مشاعر عثمان التي حرمتها ظروف المرض من لقاىنا كما حرمتنا الأيام الثلاثة التي امضيتها في القاهرة من الوصول لأفراد أسرتي الصغيرة عصام حسن والأمين عبدالحميد وأدم مالك مثلما تقاصرت خطي زيارة محمد مركز كوكو الذي يتعافى من عملية جراحية معقده جدا وعند منتصف نهار أمس جاءت سودانير في ميعادها وقد كتبت على خدها الأيسر حنبنيهو البنحلم بيه يومياتي.
شكرا للقاهرة الوسيمة وشكرا لابناء عم مدبولى ولايزال عندهم الكتاب الثقافي أداة تغير وتنوير وشكرا لصافي النور المجروح عميقا بسبب الحرب وشكري لكل من جاء بنا من ام درمان ودخان المعارك إلى قاهرة المعز لدين الله الفاطمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top