صاحبت إعلانها مشاكل فنية وتقنية
نتائج أمتحانات الشهادة .. “الربكة” تفسد الفرحة
انتقادات لوزارة التعليم بسبب اخطاء لازمت اعلان النتيجة..
الوزارة تعكف على معالجات تتعلق بنتائج مراكز الطوارئ للعام 2023.
تطمينات لجميع الطلاب بأن نتائجهم سيتم استلامها بصورة صحيحة.
قيام امتحان الشهادة السودانية وإعلان نتيجتها يعتبر انتصارا ..
الطالبة إسراء حيدر من الشمالية تتصدر قائمة الناجحين بنسبة 97.1%،
الكرامة: هبة محمود
في ميدلن جديد من معارك حرب الكرامة، تم أمس الأول الخميس الإعلان عن نتيجة امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة للعام 2023م، والتي كانت بمثابة إنتصار للإرادة السودانية.
وشكلت الظروف التي أقيمت فيها الإمتحانات تحديا كبيراً رغم تعالي الكثير من الأصوات بضرورة تأجيلها للسماح لجميع الطلبة بالجلوس سيما في مناطق النزاع، إلا أنه وفق مراقبين فإن تراكم الدفعات كان يشكل هواجس الجميع ومخاوف ضياع المزيد من سنوات الطلاب.
ولكن وفي ظل تلك التحديات صاحب إعلان النتيجة بعض المشاكل التقنية والفنية المتعلقة بأرقام الجلوس والأسماء، وهو شكل وفق متابعين حالة من الاحباط .
وواجهت الوزارة انتقادات واسعة ولاذعة بسبب ما اعتبره البعض ربكة وتعجل، قبل أن تصدر الوزارة تعميم أوضحت عبره أنها تعمل حالياً على معالجات فنية تتعلق بنتائج مراكز الطوارئ للعام 2023.
وأشارت إلى أن المعالجات تتركز على مطابقة أرقام الجلوس في الحاسوب مع أرقام الطوارئ، وفق عمليات فنية دقيقة، الأمر الذي سيضمن حفظ نتيجة كل طالب، وطمأنت الوزارة جميع الطلاب وأولياء الأمور بأن نتائج أبنائهم سيتم استلامها بصورة صحيحة.
جدل ومخاوف
وفي مقابل ذلك تبرز مخاوف كثير من الطلاب وأولياء الأمور بشأن “تلك الربكة”، في وقت لم يتمكن فيه كثيرون من التعرف على نتائجهم، فيما كانت ارقام جلوس بعض الطلاب غير مطابقة.
ورصدت ” الكرامة” حالة واسعة من الاستهجان على “التايم لاين “من قبل طلاب و طالبات بسبب حالات عدم تطابق، وأخرى عجز الطالب من التعرف على نتيجته.
وتعجز إحدى الطالبات عن عدم وصف حالتها بسبب عدم تمكنها حتى الآن من التعرف على نتيجها، مؤكدة أنها جاهدت وكافحت للجلوس للامتحانات على الرغم من فقدانها أحد أفراد أسرتها بعزيمة لم تقهر لكنها تقول انها في كل مرة تحاول ادخال رقم جلوسها يتم إبلاغها بأنه غير مطابق.
ويشكك في المقابل طلاب في نتائج الإمتحانات معتبرين عدم صحتها ويصفون النتيجة بالظالمة وغير العادلة، مناشدين الوزارة والوزير بمراجعة الدرجات للدفعة 2023 .
ودعا طلاب إلى تفعيل هاشتاق #عايزين_حقنا #دي_ما_درجاتنا #نطالب_باعادة_التصحيح
#وزارة_التربية_اعيدو_التصحيح.
تباين
وفي الأثناء يرى مراقبون أن ما حدث يعد أمراً طبيعياً في ظل ما تواجهه البلاد من تعقيدات جمعة، الأمر الذي رفضته لجنة المعلمين السودانيين في بيان لها أمس .
وقالت إن الطريقة التي أُعلنت بها نتائج الشهادة السودانية اتسمت بالعجلة والتخبط ما أدى إلى أخطاء واضحة أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقدته الوزارة.
وبحسب الخبير التربوي محمد صديق لـ ” الكرامة ” فإن قيام امتحان الشهادة السودانية وإعلان نتيجتها في حد ذاته يعد انتصارا، لافتا إلى أن ما حدث يمكن اعتباره طبيعا في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.
لكنه في ذات الوقت يري أن التريث وعدم الاستعجال في الإعلان كان يمكن أن يمنع الوزارة من الحرج ولا يدخل الطلاب في حالة الاحباط.
وقال إنه قبل إندلاع الحرب كانت تحدث المشاكل لكن كان يجب التريث لأن الشهادة السودانية لديها برتكول محدد .
وتابع: يجب الإنتباه لهذه الأخطاء في الامتحانات القادمة وتداركها لأن الإصرار يولد المشاكل.
واضاف: النجاح الأكبر هو نجاح الطلبة لأنهم جلسوا في ظروف بالغة التعقيد.
النجاح في تحقيق الهدف
وتذهب الخبيرة التربوية فاطمة حسن إلى أنه بالرغم من المجهود الكبير لوزارة التربية في إقامة أمتحانات الشهادة السودانية في الموعد المحدد إلا أنه ما حدث تسبب في كسر نفوس بعض الطلاب.
واعتبرت في حديثها لـ”الكرامة” أن الطلاب عانو الأمرين حتى يتمكنوا من الامتحان فمن غير الممكن أن يصابوا بتلك الخالة من الاحباط.
وتمنت أن يتم تصحيح كل الأخطاء ومراجعة النتيجة ومطابقتها من باب الإنصاف والعدالة ورد المظالم للطلاب الذين جاهدوا وساهروا.
و الخميس أعلن دكتور أحمد خليفة، وكيل وزارة التربية والتعليم، عن نتائج الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة لعام 2023، حيث بلغت نسبة النجاح العامة 69%.
وقد تصدرت الطالبة إسراء حيدر محمد أحمد من الولاية الشمالية قائمة الناجحين بنسبة 97.1%، تلتها الطالبة أسماء القاسم إبراهيم من ولاية الخرطوم بنسبة 97%.
وأكد دكتور أحمد خليفة أن إعلان نتائج الشهادة السودانية يمثل فصلاً من فصول “حرب الكرامة”، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز يعد انتصاراً للإرادة السودانية.
وأشار إلى أن الوزارة بدأت التحضير لإجراء الامتحانات في سبتمبر 2024 بعد تأجيل دام قرابة عامين بسبب الأوضاع الأمنية التي تسببت بها مليشيا الدعم السريع. وأكد أن الوزارة كانت مصممة على إجراء الامتحانات قبل نهاية العام 2024، وقد نجحت في تحقيق هذا الهدف.