صحيفة الكرامة الصادرة اليوم الثلاثاء ٢٠٢٥/٦/٣ محمد عبدالقادر رئيس تحرير صحيفة«الكرامة» يكتب : الوليد مادبو..«حَكَّامَةُ الجنجويد»

صحيفة الكرامة الصادرة اليوم الثلاثاء ٢٠٢٥/٦/٣

محمد عبدالقادر رئيس تحرير صحيفة«الكرامة» يكتب :

الوليد مادبو..«حَكَّامَةُ الجنجويد»

قبلَ الحربِ بنحوِ عامين، وعلى أيّامِ تقديمي “برنامجَ حوارِ المستقبلِ” بفضائيةِ النيلِ الأزرق، رشّحتْ لي إحدى الجهاتِ ذاتِ العلاقةِ الملوثةِ بالجنجويد، د. الوليدَ مادبو لحلقةٍ حولَ الوضعِ السياسيِّ آنذاك،ولعلمي بصلةِ “الوسيطِ” لإنجازِ الحلقةِ بالدعمِ السريع، رفضتُ تسجيلَها،كان الغريبُ عرضُهم بعدَ ذلك أن تكونَ الحلقةُ “إعلانيةً” مقابلَ مالٍ كثيرٍ، حتى إنَّ السمسارَ كانَ يستعطفني لإنجازِها “ليقبضَ”.

ولأنَّ “حوارَ المستقبلِ”، الذي أوقفه وكيلُ وزارةِ (القحاتةِ) الرشيدُ سعيدٌ بتدخلٍ مباشرٍ ـ بعدَ حلقةٍ استنكرتُ فيها استقدامَ عبد الله حمدوك لقواتِ الملعونِ فوكلر ـ لم يكن للبيعِ، فقد رفضتُ استضافةَ الوليدِ مادبو، لأنَّ الجهةَ التي قدَّمَته كانت ملوثةً، ولغرابةِ العرضِ الماليِّ “المستفِزِّ” لمهنيةِ المنبرِ المحترم، ولتحفّظي على شخصِ الوليدِ مادبو منذُ دخولِه الساحةَ محمولًا على أكتافِ حميدتي، و”بوقًا رزيقاتيًّا” عنصريّاً مشدوداً على وترِ القبيلةِ أكثرَ من الوطن، ولاستشعاري، وتأكدّي لاحقاً، من أنَّ الدعمَ السريعَ يحاولُ تقديمَ الوليدِ وتجهيزَه لمرحلةٍ قادمةٍ، وقد كانَ بائناً أنَّ مادبو يُجْرَى غسلهُ وتلميعهُ آنذاك للدفعِ به رئيساً للوزراء…

مرتِ الأيّامُ، واكتشفَ السودانيون بعدَها أنَّ د. الوليدَ، الذي يقدِّمُ نفسَه خبيراً في الحوكمةِ وأستاذًا للعلومِ السياسيةِ، ما هو إلا “دميةٌ” تُحرّكُها أصابعُ الجنجويدِ في المشهد، و”كهنةٌ” بلغةِ الجيش، وهي “الدلقانُ المهترئُ” يستخدمونَها لغسلِ نجاساتِهم الميدانيةِ، وتقديمِهم كواجهةٍ سياسيةٍ ومدنيةٍ…

ما زالَ العنصريُّ البغيضُ الوليدُ مادبو يقفُ عاجزاً عن إدانةِ جرائمِ الدعمِ السريعِ في الخرطومِ والجزيرةِ وسنارَ والفاشرِ والأبيضِ والنهودِ، ويرى أنَّها مجرّدُ “ردِّ فعلٍ” لممارساتِ الدولةِ المركزيةِ السودانيةِ، وفي مقدمتِها الشايقيةُ، ويحتفي بقتلِ المدنيينَ واغتصابِ الحرائرِ ودهسِ الجنجويدِ للمواطنينَ تحتَ إطاراتِ “التاتشرات”.

أصبحَ خبيرُ الحوكمةِ “حَكَّامَةً” تخلعُ كلَّ شيءٍ وتضعُه على “تاتشر” الدعمِ السريعِ، حتى الحياء، وتنتظرُ أنْ يؤوبَ القتلةُ والمجرمونَ بما يُشفي غليلَه، والوليدُ ـ للعلمِ ـ أوّلُ من فتحَ شهيةَ الدعمِ السريعِ لتجريدِ خطابِ الكراهيةِ تجاهَ الشايقيةِ وأبناءِ القبائلِ النيلية، وهو المنظِّرُ الفعليُّ لاستهدافِ دولةِ 56، التي منحتهُ درجةَ الدكتوراةِ وعلّمتْه، لكنها لم تُحسنْ تربيتَه وتأديبَه، وقدّمتْ والدَه كـ”وزيرٍ مرتين”؛ واحدةً للدفاعِ في 1967، وثانيةً للطاقةِ والتعدينِ 1986، وجعلتْ أهلَه في مواقعَ متقدمةٍ حكّاماً وبرلمانيين، وما نالهُ الوليدُ من دولةِ 56 لم يحظَ به جلُّ أبناءِ السودانيين، وقد كانَ أولى بالحربِ ـ إنْ كانت استهدافاً لأبنائها ـ ولا أعتقدُ أنَّ لديه غُبْنَةً تدفعهُ لكلِّ هذه العمالةِ والغدرِ، لكنه فقط “مُستأجَرٌ بغيضٌ” يحبُّ مالَ الجنجويدِ، ويفعلُ ما يُؤمَرُ به من قبلِ منظومةِ( آل دقلو)المجرمة…

فـ”الوليدُ البغيضُ” آخرُ من يتحدثُ عن دولةِ 56، لأنَّ والدَ د. الوليد، السيّدَ المحترمَ آدم محمود موسى مادبو ابنَ ناظرِ الرزيقات، الذي كان أحدَ مصادري الصحفيةِ، وكنتُ أزورُه في مكتبِه والمنزل، نالَ من دولةِ 56 حقيبتين وزاريتين، وقد كانَ آلُ مادبو زبائنَ معتمدينَ في عضويةِ البرلمان، من لدن جدِّ الوليد (عمِّ والدِه)، السيّدِ إبراهيم موسى مادبو، الذي كان عضواً بالمجلسِ الاستشاريِّ لشمالِ السودان(1944/1947)، بينما عملَ عبدُ الحميدِ موسى مادبو (عمُّ والدِ الوليد) عضواً في مجلسِ النوابِ الأولِ (الجابَ دولةَ 56) (1954-1958).

سمعتُ الوليدَ في “الجزيرة” أمس يتطاولُ على العصاميِّ المهنيِّ الصديقِ الدكتور مزمل أبو القاسم، سليلِ المجدِ والنجاحاتِ المهنيةِ المستمرة، الوليدُ مادبو هبطَ إلى قاعِ المدينةِ واستلَفَ من هتافِ الحضيضِ ما جعلهُ يُفلِسُ ويقفُ عارياً أمامَ المشاهدينَ، ويقولُ إنَّ دكتوراةَ د. مزمل التي كنتُ أحدَ حضورِ مناقشتِها، قد اشتراها من السوقِ العربيِّ.. و”لا تعليقَ” في مثلِ هكذا هبوطٍ، لأنَّ نباهةَ مزملٍ وكسبَهُ معروفٌ، وليس محلَّ اختلاقٍ، إذ كنا شهوداً على إجازةِ أطروحتِه لنيلِ درجةِ الدكتوراة في 16/ أغسطس /2017، بعنوان (الوسائط الحديثة ودورها في تطوير الصحافة السودانية)، حيث منحته اللجنةُ حينها درجةَ الدكتوراة بتقدير “ممتاز”، قبلَ أن تُشيدَ بأطروحتِه الثّرةِ والمواكبة.

ادّعاءُ العنصريِّ الوليدِ مادبو الحيادَ كذبةٌ، وحرصُه على إيقافِ الحربِ نفاقٌ، فهو جنجويديٌّ كاملُ الوحشيةِ، وقبليٌّ حتى النخاع، وإقصائيٌّ صاحبُ مواجدَ على الشمالِ لعقدةٍ نفسيةٍ جعلتهُ معتوهاً ومتطرفاً، ومؤكِّدًا للمثلِ القائلِ: “القلمُ ما بِزيلْ بَلَمْ”، يفعلُ “الوليدُ البغيضُ” كلَّ ما يفعلُ لا لضيمٍ حاقَ به، وهو ابنُ دولةِ 56 (ولحمُ أكتافِه من خيرِها).. ولكنه مأجورٌ يحبُّ مالَ الجنجويد.

*📰#صحيفة_الكرامة*