للحقيقة لسان
رحمة عبدالمنعم
سقوط الأسد.. تاريخ جديد لسوريا
شهدت سوريا حدثًا غير مسبوق بإعلان سقوط نظام بشار الأسد، منهيةً بذلك 13 عامًا من الحرب والمعاناة التي دمرت البلاد وشردت الملايين من شعبها، لقد كان سقوط النظام نتيجة حتمية لمسار طويل من الظلم والاستبداد، إذ قاد بشار الأسد بلاده إلى كارثة شاملة أودت بحياة مئات الآلاف ودمرت البنية التحتية، وحولت سوريا إلى ساحة صراع إقليمي ودولي
بشار الأسد الذي أحكم قبضته على السلطة لعقودٍ بقبضةٍ حديدية، تسبب في تمزيق النسيج الاجتماعي للسوريين، وواجه مطالب الشعب بالحرية والكرامة بالقمع والقتل ،ومع تقدم فصائل المعارضة على الأرض، وتراجع قدرات النظام العسكرية والسياسية، انتهى المشهد بهروب الأسد خارج البلاد، تاركًا وراءه إرثًا ثقيلًا من الدمار
هذا السقوط يُذكّر بأن الطغيان مهما طال لا بد أن ينتهي، وأن مصير كل ظالم هو الانكسار أمام إرادة الشعوب ،لقد أثبتت السنوات الماضية أن التمسك بالسلطة عبر القمع والفساد يؤدي حتمًا إلى الانهيار، وأن من يدمر بلاده لن يجد ملاذًا آمنًا، حتى لو حاول الهروب من حساب التاريخ
المرحلة المقبلة في سوريا تتطلب جهودًا جبارة لإعادة بناء ما دمره النظام، الشعب السوري اليوم أمام فرصة تاريخية لتأسيس دولة جديدة تُبنى على قيم الحرية والعدالة، بعيدًا عن الاستبداد والانقسام ،إعادة الإعمار، عودة اللاجئين، وتحقيق العدالة الانتقالية هي ملفات ملحة تحتاج إلى رؤية شاملة وتكاتف داخلي ودولي
ورغم التحديات الكبيرة التي تواجه السوريين، فإن سقوط النظام يفتح صفحة جديدة مليئة بالأمل ،التاريخ يعيد تأكيد دروسه: الظلم لا يدوم، ومن يخنق تطلعات شعبه للحرية يدفع الثمن عاجلًا أو آجلًا، سوريا الجديدة التي سيبنيها أبناؤها هي الرد الأبلغ على عقودٍ من الاستبداد، وهي الدليل على أن إرادة الشعوب لا تُهزم
سقوط نظام بشار الأسد ليس مجرد نهاية لحقبة استبداد دامت لعقود، بل هو انتصار لإرادة الشعب السوري الذي صمد أمام أهوال الحرب وتمسك بحقه في الحرية والكرامة، لقد دفع السوريون ثمنًا باهظًا لتحقيق هذا التحول التاريخي، لكنهم أثبتوا أن الشعوب قادرة على مواجهة أعتى الأنظمة مهما كانت قسوته ،هروب الأسد من سوريا هو تجسيد لهزيمة كل طاغية ظن أن القوة وحدها كفيلة بحمايته، وهو رسالة للعالم بأن العدالة قد تتأخر لكنها حتمًا تأتي، الآن، يقف السوريون على أعتاب مرحلة جديدة، مليئة بالتحديات، لكنها تحمل في طياتها الأمل ببناء وطن يليق بتضحياتهم ويحقق أحلام الأجيال القادمة