حاجب الدهشة
علم الدين عمر
أيها المارون علي هوامش جوبا..ءالآن وقد علم الناس معركتهم؟؟!!
..علي هوامش الوزارة القادمة أرغت المنابر والصوالين وجلسات الأُنس وأزبدت الفسحات وبراحات البيوت والأماني السراب وطفقت الدوائر والأضابير والمنصات ..وبلة الهامل..يتقافزون كالفراشات المنتحرة (حماقة) حول النار ..كل يمني النفس في الحد الأدني بموقف (يشوش) علي التشكيل القادم من فرث المؤامرة ودم الحرب ويتطلع في أقصي أمانيه لمقعد بلاستيك (مطرف) في وزارة كامل إدريس..
ومن ذلك بعض الذين طافوا من قبل علي حواف طاولات إتفاق جوبا للسلام بإسم المسارات الجهوية فأضاعوا علي أنفسهم وعلي مناطقهم فرصة تاريخية لكتابة مسار جديد للأزمة السودانية وهم يومئذ بلا عسكر ولا جيوش ولا سلاح ..فقط ظنوا وكل ظنهم إثم أن عواطف الناس ..والزمان ثورة ..مانعتهم من سطوة اليد القوية ..لعب القوم بهم سياسة علي أنغام البندقية وقادوهم لتوقيع ظهر بعد سنوات خمس أنهم لا يعلمون عنه إلا نشوة التوقيع ودهشة الإحتفال ..خرجوا علينا اليوم يملأون الدنيا صراخاً وضجيجاً كمن سكت دهراً ونطق كفراً!!
أين كان هؤلاء الذين أكتشفوا اليوم أن وريقات جوبا لم تمنح العدل والمساواة وزارة المالية والرعاية الإجتماعية وحركة تحرير السودان وزارة المعادن والطاقة وحركات أخري التنمية العمرانية والبئية وصندوق الضمان الإجتماعي..وسلطات..ومساحات وإقليم دارفور والنيل الأزرق خلال الفترة الإنتقالية وإن تطاول زمانها وإن علا صراخهم؟؟!!
أين كانوا حينما تفككت كيانات وتمردت مليشيات وأنكسر قلم حميدتي الذي وقع المخطوطة في جوبا وفي السلام روتانا وبقيت إتفاقية سلام جوبا وحدها مثل واو السودان وسينه وداله والنون؟؟!!
هل داعبتهم أحلام السلطة اليوم وقد تفككت أوصال الدولة وتوحد وجدان الشعب وتوثقت عُري الميدان علي قواعد جديدة للعبة لا تعترف بمساراتهم ولا تكترث لصراخهم الأشتر؟!!
ولماذا الآن وقد تهيأت الساحة لعهد جديد ورئيس جديد للوزارة من أكثر زوايا التاريخ حدة في مسيرة الناس والأحداث؟؟!
إنها الفرصة السانحة لإعادة الفترة الإنتقالية لمسارها الصحيح وتواريخها المنطقية وأستعادة سيادة الدولة وإنهاء الإنتقال وتوفير الإسناد المدني للجيش لدحر التمرد والعودة للموقع الريادي للسودان في المحيط الإقليمي والدولي..
عليهم أن يعودوا لمنصاتهم وجماهيرهم وبرامجهم الإنتخابية إن كانت لهم برامج لمساعدة الدولة ورئيس الوزراء في عمله بالبعد عنه وعنها لحين الفراغ من الحرب والإنتقال فليس في ميدان المعركة مكان للفارغة والمقدودة فكأنما لكم قال (درويش) رضي الله عنه:
أيها المارون بين الكلمات العابرة
كالغبار المر مروا أينما شئتم ولكن..
لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة
لنا في أرضنا ما نعمل..
و لنا قمح نربيه و نسقيه ندى أجسادنا
و لنا ما ليس يرضيكم هنا..
حجر.. أو خجل
فخذوا الماضي إذا شئتم إلى سوق التحف..
و أعيدوا الهيكل العظمي للهدهد إن شئتم على صحن خزف..
لنا ما ليس يرضيكم لنا المستقبل ولنا في أرضنا ما نعمل..