القرار فى ظل الظروف الراهنة يفجر جدلاً واسعاً ويفتح أبواب التساؤلات..
قطع إجازات العاملين بالخرطوم.. التحديات والمخاوف..
والي الخرطوم وقف على تنفيذ قرار مزاولة العمل بعدد من الوزارات …
الاوضاع غير مهيئة، في ظل ضعف الخدمات وانتشار الأمراض..
الناطق باسم الحكومة.. مستمرون فى تحسين بيئة العمل والخدمات..
موظفة : فقدنا منازلنا وممتلكاتنا فكيف العودة؟!!
الكرامة : هبة محمود
بعد نحو أكثر من عامين وتنفيذا لقرار حكومة ولاية الخرطوم القاضي بإنهاء الاجازة المفتوحة للموظفين، باشرت أعداد كبيرة من العاملين في الولاية مهامهم يومي أمس وأمس الأول، وقد اثار القرار جدلا واسعا وفجر تساؤلات عديدة حول التحديات والمخاوف التى يواجهها العاملون لاستئناف العمل بالخرطوم.
ووقف والي الخرطوم أحمد عثمان على عددا من الوزارات بالخرطوم شملت الأمانة العامة لحكومة الولاية ووزارات الصحة والمالية والثقافة والإعلام وزارة التنمية الاجتماعية وهيئة الطرق والجسور ومصارف الأمطار.
وفيما تقف عدد من التحديات عقبة امام تنفيذ القرار بالنسبة للكثيرين، قال الوالي ان قرار قطع الاجازة لازمته مرونة كبيرة راعت ظروف العاملين بسبب الحرب، كما نص على عدة خيارات وفقا لقانون الخدمة المدنية .
ووفق المتابعات فقد باشر العاملون في بقية الوزارات والمجالس العليا والمحليات والهيئات والمؤسسات بالولاية أعمالها لتكون البداية شاملة لدولاب العمل.
لكن وعلى الرغم من تنفيذ الولاية قرار قطع الاجازة المفتوحة، إلا أنه وفق مراقبين فان الأوضاع التي تشهدها الولاية عقب تحريرها من مليشيا الدعم السريع، تعد غير مؤاتية، ما يفتح الباب أمام عدد من التسأولات؟!
حالة تباين
حالة من التباين اثارها قرار قطع الإجازة المفتوحة للعاملين في ولاية الخرطوم مابين مستحسن للفكرة واخر رافض لها، فالاوضاع داخل الولاية بحسب الكثيرين غير مهيئة، سيما في ظل ضعف الخدمات وانتشار الأمراض والاوبئة مقرونا ذلك بغلاء الأسعار، ما يجعل التساؤلات مقرونة بالمخاوف تتسيد المشهد.
ووفق ما رصدته “الكرامة” فإن القرار في حد ذاته يعد بداية الحياة داخل العاصمة، غير أن كثير من التحديات تقف عقبات في طريق تنفيذ الفكرة.
لكن والي الخرطوم يرى في مزاولة العاملين مهامهم وعودة دولاب العمل خطوة مهمة ستشجع بقية القطاعات والتجار ووسائل النقل باستئناف نشاطها من وسط الخرطوم.
واكد خلال وقوفه على تنفيذ القرار أمس الاول أن الولاية ظلت حاضرة لتؤكد عزيمة الدولة في الاستمرار عبر كل وزارتها ومحلياتها طيلة فترة الحرب، لافتاً إلى إعمار الولاية يعتبر تحد كبير لحكومة الولاية ومواطنيها.
سلبي أكثر من إيجابي
واعتبرت إحدى- الموظفات – رفضت ذكر اسمها لـ ” الكرامة” أن تنفيذ القرار في التوقيت الحالي يحمل سلبيات أكثر من كونها إيجابيات وذلك في ظل الأوضاع التي تعيشها الولاية.
ورأت أن قطع الإجازة المفتوحة يحتم على الكثيرين العودة، متسائلة عن إمكانيات ذلك مع فقد المواطنين منازلهم وممتلكاتهم.
وتساءلت ما إذا كانت الأجور تتناسب والأوضاع الاقتصادية التي فرضتها الحرب في الواقع الجديد.
وذهبت إلى أن تنفيذ القرار كان يجب أن يشمل مؤسسات محددة أو فئات بعينها تعمل على تهيئة الأوضاع ومن ثم عودة العاملين.
البداية جيدة
لكن من جانبه أكد المتحدث الرسمي بإسم ولاية الخرطوم الطيب سعد الدين المدير العام بوزارة الثقافة والإعلام الوزير المكلف، إستمرار الجهود لتحسين بيئة العمل وتوصيل الخدمات الرئيسية، مؤكدا في حديثه لـ ” الكرامة ” بدء الولاية في تعبيد الطرق وإزالة الأنقاض، لافتا إلى العاملين انتظموا بنسبة كبيرة إلى أعمالهم خلال اليومين الماضيين.
وقال سعد الدين أن الوالي خلال تطوافه وجد العاملين جميعهم إصرار لاستئناف العمل بروح معنوية عالية.
وأشار إلى وجود بعض العاملين الذين لم يبلغ، لكنهم بدأوا في إجراءات أخذ الإجازة السنوية أو أخذ إجازة ثلاثة أشهر بدون مرتب وفق ما حواه قرار الولاية وذلك مراعاة لظروف العاملين .
وتابع: بشكل عام البداية كانت جيدة و لكن نتوقع أن يزيد عدد العاملين المزاولين لأعمالهم، وكما ذكرت فإن العمل مستمر لتحسين بيئة العمل وتوصيل الخدمات الرئيسية في الولاية.
تحية الاستجابة
وغداة مزاولة العاملين قطع الإجازة المفتوحة حيا الوالي بحسب ما نقلته وكالة السودان للأنباء، المدراء العامين لوزارات الصحة دكتور فتح الرحمن محمد الأمين والمدير العام لوزارة المالية نوال بشير والمدير العام لوزارة الثقافة والإعلام والسياحة الأستاذ الطيب سعد الدين والمدير العام لوزارة التنمية الاجتماعية صديق فريني ومدير هيئة الطرق والجسور المكلف مهندس التجاني يعقوب حيوا العاملين لاستجابتهم لنداء الواجب والعمل لتقديم الخدمات التي تأثرت بالحرب بالاستفادة من السلبيات ومعالجتها ودعم الإيجابيات خاصة مايلي المواطن وتلمس حاجياته الأساسية باعتبار إن الحرب استهدفت كل البني التحتية مشيدين بالعاملين الذين ظلوا في مؤسساتهم منذ بداية الحرب يباشرون اعمالهم.
فيما أبدى العاملون إرادة قوية لقهر الصعاب مؤكدين أن التعافي يبدأ تدريجيا وان عودة العاملين ستشجع الآخرين لاتخاذ خطوة مماثلة.
تحدي وفرصة
ومن جانبه يرى المحلل السياسي محجوب محمد أن القرار في حد ذاته يعد تحديا للعاملين ولحكومة الولاية معا.
وأوضح في حديثه لـ الكرامة أن الحكومة بتنفيذ القرار تحي الامل في إعادة الروح إلى العاصمة من جديد وفي ذات الوقت يتعذر علي الكثيرين من الموظفين المداومة وتنفيذ القرار للكثير من التحديات.
وتابع: الولاية منحت العاملين خيارات في مزاولة أعمالهم وأنا اعتقد ان ذلك أمر جيد لهم يجنب الكثيرين التعقيدات التي تواجههم.