على كل محمد عبدالقادر الفريق الغالي فى القصر.. معركة مختلفة..

على كل
محمد عبدالقادر
الفريق الغالي فى القصر.. معركة مختلفة..

حظيت بشرف دخول القصر الجمهوري صباح امس برفقة الفريق الدكتور محمد الغالي الأمين العام لمجلس السيادة، الرجل من الوطنيين الغيورين الذين بعملون فى صمت وينجزون بلاضوضاء ، ويتحركون فى مساحات واسعة من السماحة والاعتدال والتجرد عن كل ما يجعله فى دائرة الضوء، وهو الذى يقف خلف منجزات عديدة ، كان فيها ” يجقلب” مثل الخيل ثم يذهب الشكر لمؤسسات وجهات واشخاص اخرين يمثلون ” حماد” …
يعجبني فى اداء الدكتور الغالي الذى ظللت اراقبه منذ سنوات ، زهده البائن فى ” الشو” ، وانهماكه فى ما ينفع الناس، الرجل يفعل كل شئ فى “أعمال السيادة” ويلتزم مقاعد الجمهور دون ادعاء ، او امتنان بما فعل، سمة اكسبها الله للمتواضعين الوطنيين الذين نحسبه منهم، وهو الابن البار للقوات المسلحة ، والرمانة الحصينة التى تدير العلاقة بين الاعمال السيادية والتنفيذية وترسم خطوط التواصل بين اجهزة الدولة بحنكة واقتدار ووعي واتزان…..
لست ممن يستعجلون تقييم المسؤولين قدحا او مدحا، ولكني أحرص ان اتعرف على الرجال بصنيعهم وافعالهم ، لا بما تنسجه حولهم الحاشية او ينقله الشانئون..
ظل الرجل حاضرا فى مشهد التنفيذ وديناميكيا ” خلف الكواليس” طموحا على المستوى الشخصي وفعالا على الصعيد العام ، وقد نال درجة الدكتوراة من على مقعده بالأمانة العامة لمجلس السيادة فى العلوم السباسية وهو دأب لم نعهده فى كثير من المسؤولين الذين تسنموا المراتب الرفيعة، لم تثنه رتبة الفريق عن اصابة هدفه الاكاديمي، وقد لمست ان الرجل بطموحه الوثاب يراهن على اعتماد المنهج العلمي فى حراكه الواسع لادارة شأن الدولة بمطابخ القرار و”مختبرات” انتاج الخطط والبرامج، فاستحق التقدير.
ظللت اتابع منذ فترة انغماس الفريق الغالي كدأبه فى معركة بناء وتاهيل القصر الجمهوري رمز السيادة المعتمد فى وجدان السودانيين بعد الخراب الذى الحقه به تمرد مليشيا ال دقلو، ووقفت عن قرب على تفاصيل “معركة” مختلفة ارادت ازالة كل ما علق بالقصر ونال من نظافته وجماله ورونقه الوطني، واشفقت على القصر من عدم العودة الى سابق عهده، فقد كان الدمار كبيرا والخراب واسعا والبىئة فى غاية الرداءة، وقد صدمت مثلي وكثير من السودانيين ازاء التخريب والتجريف البائن فى بنية رمز السيادة ، وتاكدت ان ال دقلو فعلوا ذلك حتى يكسروا فى دواخلنا حصنا وطنيا يرتبط بالعزة والكرامة والكبرياء، ولكن هيهات…
قبل شهرين بدأت اعمال تاهيل القصر باشراف مباشر من سعادة الفريق الغالي، وقد خيل للرائين حينها ان هذه المهمة مستحيلة من واقع مستوى الخراب الذى خلفته المليشيا المجرمة، ولكن بعد شهرين وتحديدا امس كان ذات الفريق الغالي يتفقد نهاية اعمال المرحلة الاولى وقد اعادت القصر الى ملامحه التى نعرفها وازالت الانقاض واعملت التنظيف فى كل مساحته الشاسعة حتى يعود للحياة عزيزا ابيا لتبدا المرحلة الثانية والمتمثلة فى وضع الاحتياجات والمطلوبات، وصولا الى المرحلة النهائية اعمال الصيانة والتأهيل باستثناء المبانى القديمة فى القصر والمتحف الحربي والمكتبة باعتبارها مواقعا اثرية لايجوز قانونا الاقتراب منها الا باشراف ” اليونسكو”.
لجنة تاهيل القصر الجمهوري بقيادة الاخ الكريم مؤتمن الياس ابلت بلاءا حسنا وهي تنهي هذه المرحلة فى زمن قياسي ووسط ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، ولك ان تتخيل عزيزي القارئ اخراج 400 قلاب محملة بالانقاض والنفايات من القصر الجمهوري خلال شهرين..
البشرى التى زفها الفريق الغالي تتحدث عن متابعته الشخصية لملف تكفل الصين بصيانة القصر الجديد وقاعة الصداقة بمنحة وقف على تصديقها ومتابعة مكاتباتها الفريق الغالي…
شكرا سعادة الفريق وقد رأينا كيف كنت تتفقد المباني، واماكن الضرر داخل القصر وتتنقل من هنا الى هناك كالنحلة ، توجه بفعل هذا وذاك ، يستحق الغالي التحية مع لجنة تأهيل القصر وهم يطوعون المستحيل ، ويجعلون الصعب ممكنا…