إستطاعت تنظيم صفوفها.. واستعادت بيانات السودانيين.. الشرطة.. بطولات وتضحيات..!! تقرير:محمد جمال قندول

إستطاعت تنظيم صفوفها.. واستعادت بيانات السودانيين..

الشرطة.. بطولات وتضحيات..!!
تقرير:محمد جمال قندول
ساهمت فى معركة الكرامة وقدمت أبطالًا وشهداء..

تمكّنت بفضل خبراتها التراكمية، من إعادة تشغيل الخدمات من مواقع بديلة

عادت أكثر قوة في الجزيرة وسنار وانتشرت في ولاية الخرطوم…

أسهمت في صد الهجمات عن العاصمة ومناطق استراتيجية..

تقرير: محمد جمال قندول

برزت أدوار الشرطة بشكل بائن في معركة الكرامة، إذ كان لها سهم وافر من خلال الحرب فى استعادة الامن وهيبة الدولة بقيادة مديرها العام الفريق أول خالد حسان.
وقطعًا لهذه المؤسسة دور مهم في حرب الكرامة لم تتكشف تفاصيله بعد، في انتظار قادم المواعيد للتدوين وكتابة التاريخ.

تضحيات

َوفي ملحمة تاريخية لم تكشف تفاصيلها حتى الآن، استطاعت الشرطة استعادة بيانات السودانيين من جوازات ورقم وطني وشهادة ميلاد، وذلك بإمكانيات زهيدة وعزيمة أقوى أدهشت حتى نظرائها في الإقليم والعالم.

وتمكنت الشرطة من تنظيم صفوفها بوتيرة سريعة، ولعبت دورا مفصليًا في تأمين الولايات التي لم تشهد حربًا واكتظت بالنازحين، واستطاعت أن تعود أكثر قوة في ولايتي الجزيرة وسنار وانتشرت بأعداد كبيرة في ولاية الخرطوم بعد كامل تحريرها، حيث بلغ عدد القوات بالعاصمة 26 ألفًا.

عسكريًا، ساهمت الشرطة فى معركة الكرامة وقدمت أبطالا قدموا دمائهم في سبيل رفعة الوطن، وليس ببعيد المشاركة الفاعلة لقوات الاحتياطي المركزي في معارك بطولية بحرب الكرامة خاصة بالخرطوم.

أثبتت الشرطة بكل مكوناتها، أنها ليست مجرد جهاز أمني، بل مؤسسة وطنية متماسكة، قاومت شلل الدولة في زمن الحرب، وقدّمت تضحيات جسامًا في الجبهات والمكاتب، في سبيل أداء رسالتها. وإن كان حضورها القتالي محل تقدير، فإن دورها الخدمي، وتضحيات رجالها ونسائها، سيظل شاهدًا على قوة مؤسسات الدولة حين تُختبر في أقسى الظروف.

المشاركة الفاعلة

ويقول الخبير والمحلل السياسي د. عمار العركي إن مؤسسة الشرطة السودانية برزت كدعامة أمنية وطنية حقيقية، حيث استطاعت رغم الظروف الاستثنائية أن تحافظ على دورها الوطني، متجاوزة المهام الأمنية التقليدية إلى تقديم خدمات مدنية حيوية للمواطنين.

ويرى العركي أن حضور الشرطة لم يقتصر على ضبط الأمن المجتمعي وحماية المدن التي لم تشهد اقتتالًا مباشرًا، بل تعدى ذلك إلى المشاركة الفاعلة في صد الهجمات عن العاصمة وعدد من المناطق الاستراتيجية، رغم نقص العتاد.

والتحديات الميدانية الكبيرة أثبتت كفاءة قتالية في مواجهة عدو متمرس، وفدمت أرتالًا من الشهداء والجرحى، مؤكدة على التزامها بالواجب الوطني والفدائي.

وأسار إلى أن هذه المؤسسة نجحت في الحفاظ على استمرارية العمل في ملفات شديدة الحساسية مثل الجوازات والسجل المدني، رغم فقدان قواعد البيانات وانهيار البنى التحتية وسرقة أو تدمير مكاتبها.

وتمكّنت بفضل مرونتها التنظيمية وخبراتها التراكمية، من إعادة تشغيل هذه الخدمات من مواقع بديلة، ما وفّر حدًا أدنى من الاستقرار الإداري والهوية القانونية للمواطنين في وقت كانت فيه الدولة شبه مشلولة.
وتابع: هذا الأداء حكرٌ على وحدات الرجال، بل لعب العنصر النسائي الشرطي دورًا نوعيًا وشجاعًا، تجسّد في الميدان كما في غرف القيادة والدعم الإداري، وارتقى في قمّته باستشهاد المقدم شرطة نهاد محجوب، التي قدّمت حياتها فداءً للوطن، لتصبح رمزًا لتفاني المرأة الشرطية السودانية، ومثالًا حيًا على أن معركة الدولة لم تكن حكرًا على فئة أو جنس، بل مسؤولية وطنية شاملة.

واختتم محدّثي وقال إن الأداء المؤسسي للشرطة في ظل ظرف استثنائي يعكس قدرتها على التكيف مع التحديات، وإبقاء دورها الفاعل في حفظ النظام ومنع الانفلات الجنائي، لا سيما في ولايات مثل البحر الأحمر، نهر النيل، والشمالية، حيث ساهمت بشكل مباشر في تأمين المجتمعات والمرافق الحيوية.

الأمن

وتابع السودانيون بشغف بالغ ملحمة استعادة البيانات، حيث استطاعت قيادات الشرطة بقيادة حسان ودينكاوي وآخرين من افتتاح مصانع للجوازات في بورتسودان، وعطبرة، كما نجحوا في استعادة بيانات السجل المدني.

ومؤخرًا، عادت الشرطة لولاية الخرطوم لتزاول مهامها من هنالك ومن مقراتها. ونجحت في افتتاح كل أقسامها وإعادة تأهيلها، وانتشرت في رحلة البحث عن الأمن الذي سيكون قطعًا مدخلًا مهمًا لإعادة إعمار عاصمة أنهكتها معارك ضارية إثر تمرد ميليشيات آل ال دقلو الإرهابية في الخامس عشر من أبريل 2023.

وفي اطار التاهيل المستمر للشرطة دشن المدير العام لقوات الشرطة الفريق اول خالد حسان المركبات الشرطية الجديدة دفعا للجهود الأمنية وذلك بمباني الإدارة العامة للنقل والصيانة المركبات الجديدة في بورتسودان وذلك بحضور الفريق شرطة عبد المنعم محمد عبد القيوم رئيس هيئة الشؤون المالية واللواء شرطة حاتم محمود منصور مدير الإدارة العامة للنقل والصيانة
ومن المنتظر ان يتم الدفع بالمركبات الجديدة الى ولايات الخرطوم وشمال كردفان

وبحسب (المكتب الصحفي للشرطة) أن تدشين المركبات يأتى تاكيدا لحرص رئاسة قوات الشرطة لتحقيق وبسط الامن والإستقرار بالبلاد وولاية الخرطوم على وجه الخصوص ،و أن تدشين المركبات يدعم العملية الأمنية ويسهم فى طمأنينة المواطنين عبر الإنتشار الواسع لقوات الشرطة فى كل المحليات منعا ومكافحة ، للجريمة ، وتنفيذا للأهداف والخطط التي وضعتها رئاسة الشرطة.