أحدثت تغييراً ديموغرافياً في مناطق واسعة من الإقليم المليشيا في دارفور … (تفاصيل المؤامرة)

أحدثت تغييراً ديموغرافياً في مناطق واسعة من الإقليم

المليشيا في دارفور … (تفاصيل المؤامرة)

مشروع التمرد حمل نهجاً إستيطانياً لعقد تحالف يؤسس “دولة العطاوة”

المليشيا مارست تهجيرا قسرىا للسكان بهدف واستبدالهم بجماعات موالية ..

عزل عدد من العمد وتعييو آخرين ينتمون لعِرقية “الزريقات الماهرية”

حالة تذمر اعقبت عزل “عمدة زالنجي” وتعيين الماهري خليل الشريف.

حملات للتمرد استهدفت بعض القبائل ذات الأصول الأفريقية في دارفور..

*تقرير : ضياءالدين سليمان*

لم يك مشروع مليشيا الدعم السريع حينما أعلنت تمردها على الدولة قائماً على الاستيلاء على السلطة فقط بل كان مشروعاً يحمل في طياته نهجاً إستيطانياً بعقد تحالف اجتماعي لبعض القبائل العربية في الدول المجاورة للسودان من أجل تأسيس دولة “العطاوة”.

وفي خصم ذلك بدأت المليشيا في تنفيذ مخططها الإجرامي لتغيير الهوية السكانية للسودان، عبر تهجير قسرى للسكان الأصليين واستبدالهم بجماعات موالية لها، أغلبها من المرتزقة والأجانب.

وأدى هذا المخطط الذي بدأ بالتهجير القسرى للسكان إلى تداعيات إنسانية كارثية، واجه من خلالها ملايين السودانيين فقدان منازلهم وممتلكاتهم، إضافة إلى الانهيار الكامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية.

*وسط دارفور*

وأفادت مصادر بحسب ما اورت “العنوان 24” بأن الميليشيا عزلت عددا من العمد وعيّنت آخرين ينتمون إلى عِرقيات عربية، يتبعون لعِرقية الزريقات الماهرية، بعضهم من زريقات دولة تشاد، مؤكدة وجود حالة من التذمر الشديد وسط السكان الأصليين، بعد عزل عمدة مدينة زالنجي وتعيين الماهري خليل الشريف.

وأضافت المصادر الخاصة أن ما يحدث هو تمكين لعرب الشتات، من أبناء القبائل العربية بدارفور وتشاد، من مدن ومناطق وسط دارفور ذات الامتداد السوداني الإفريقي من قبائل الفور وقبائل أخرى.

يذكر أن تلك التغييرات تتم وسط حملة اعتقالات واسعة وإجبار السكان على تسجيل اعترافات بالموافقة على الواقع الجديد واعتباره أمراً طبيعياً.

وعبّر عدد من المواطنين عن غضبهم من الخطوة التي اتخذها الدعم السريع في ولاية وسط دارفور باحداث تغييراً ديموغرافياً خطيراً يستهدف سكان المنطقة الأصليين.

وأوضح المواطنون بأن مليشيا الدعم السريع قامت وبتوجيهات مباشرة من قائد ثاني المليشيا عبدالرحيم دقلو بإجراء تغييرات في الإدارات الأهلية التاريخية، وهي الجهة الحاكمة شعبياً في دارفور مشيرين إلى أن هذا المخطط يستهدف كل مناطق دارفور.

*أمارات جديدة*

وقالت مصادر إن مليشيا الدعم السريع عمدت من خلال سيطرتها على مناطق واسعة من دارفور على إنشاء “إمارات” جديدة لمجموعات عربية وافدة من دولة أفريقيا الوسطى، والنيجر وتشاد بهدف إحداث تغيير ديموغرافي وتمكين مجموعات بديلة على حساب السكان الأصليين.
وبحسب المصادر فإن المليشيا قامت بإنشاء امارات لمجموعة “أولاد بركة ومبارك” في عدد من مناطق دارفور
وأوضحت المصادر أن مجموعة “أولاد بركة ومبارك” فرع من قبيلة السلامات العربية قدموا من دولة أفريقيا الوسطى المجاورة في الآونة الأخيرة، وليس لهم حواكير أو أراضٍ.
وأشارت إلى أن مجموعات صغيرة من هذا الفرع كانت تتمركز قبل الحرب في مناطق “تريج” جنوب مدينة زالنجي، وتزايدت أعدادها بشكل كبير عقب اندلاع الحرب، حيث قامت قوات الدعم السريع بالاستعانة بالمرتزقة القادمين من أفريقيا الوسطى وتشاد.

وأثارت الخطوة ردود فعل غاضبة ومطالبات بضرورة التدخل لوقف ما وصفوه بـ “احتلال” أراضي القبائل الأصلية في المنطقة التي تسيطر المليشيا المتمردة.

*إستهداف القبائل*

وخلال العامين الماضيين من عمر الحرب نفذت المليشيا عدة حملات استهدفت من خلالها بعض القبائل ذات الأصول الأفريقية في دارفور مما أدى إلى موجات نزوح غير مسبوقة لتلك القبائل من مناطقها التي تقطن فيها منذ آلاف السنين هذا الإمر بدأ ذلك شاخصاً في الجرائم والانتهاكات التي حدثت لقبيلة المساليت في ولاية غرب دارفور حيث إرتكبت المليشيا مجازر عدة في الجنينة واردمتا بلغت حصيلتها أكثر من 15الف قتيل بينهم 5الف تم قتلهم في يوم واحد فقط.
اما قبيلة الزغاوة والتي تعتبر ولاية شمال دارفور مناطق تواجدهم حيث تتواجد ادارتهم الأهلية فارتكتبت المليشيا في حقهم ابشع الجرائم والانتهاكات بحرق اكثر من 80 قرية في المناطق المحيطة بمدينة الفاشر حاضرة الولاية تحت ذريعة انتمائهم للقوات المشتركة التي تقاتل مع الجيش.
ووفقاً لمصادر مؤكدة فإن المناطق حول الفاشر التي تقطنها قبيلة الزغاوة اجبروا المواطنين فيها على الفرار من مناطقهم مشيرة الي إن نحو 70 ٪ من سكان تلك المناطق اجبروا على النزوح.

*المنشآت الخدمية*

واستخدمت مليشيا الدعم السريع استراتيجية الهجوم على المنشآت الصحية والخدمية،بصورة ممنهجة بهدف التهجير القسرى للسكان الأصليين،
وتشير التقارير الي استهداف الدعم السريع للمستشفيات والصيدليات والمرافق الحيوية، ما أدى إلى انهيار الخدمات الأساسية فى عدد من المناطق علاوة على تنفيذ عمليات انتقامية ضد المدنيين عقب كل هزيمة عسكرية، والتقارير تؤكد ارتكاب مجازر وجرائم حرب شملت القتل والنهب، وإجبار الأهالى على الفرار من مناطقهم

وشهدت مناطق عدة في الخرطوم والجزيرة ودارفور ان المليشيا جلبت اسرها من دارفور وكردفان وبعض دول الجوار وعمدت على توطينهم في منازل المواطنين الذين فروا من انتهاكاتها.