هل تستطيع قلب الطاولة ؟!!
المسيرات.. حرب الجبناء
خبراء عسكريون : الرد علي هجوم المسيرات يعتمد علي (……)
الفريق سليمان :التمرد يستخدم المسيرات لتبييض وجهه مع الداعمين
المعارك تحسم على اسنة رماح المشاة والامارات مصدر المسيرات..
العميدالشهيد : المليشيا تسعي لتعويض النقص البشري والتقني ..
تقرير :لينا هاشم
اتسع نطاق استخدام المسيرات لتتعدي الطائرات بدون طيار سماء مناطق ومدن لم تصلها الحرب حيث شنت مليشيا الدعم السريع فجر امس هجوما بالطائرات الانتحارية المسيرة علي مطار عطبرة الاستراتيجي بولاية نهر النيل واكدت مصادر ان الهجوم بدا في الساعة الثانية واستمر حتي الخامسة والنصف صباحا ، واكدت الاخبار الواردة ان الدفاعات الارضية واجهزة التشويش الالكتروني تصدت ببراعة للهجوم واسقطت جميع الطائرات في محيط المطار قبل ان تصل اهدافها ، واكدت مصادر ان الهجوم لم يسفر عن خسائر في الارواح او الممتلكات – فما سر تكثيف الهجمات بالطائرات المسيرة بواسطة مليشيا الدعم السريع – و من الذي يزود المليشيا بهذه الطائرات – وماذا عن فاعلية هذه المسيرات في الحروب – وهل يمكن ان تحسم المسيرات حرب السودان – وهل هي قادرة علي قلب الطاولة بتحقيق انتصارات ـ وما هي التدابير المطلوبة لانهاء حرب المسيرات ؟ ..
نفذت مليشيا الدعم السريع عدة ضربات بطائرات بدون طيار بشندي وكوستي ومروي وربك وعدد من المناطق الامنة واستهدفت الضربات معسكرات عسكرية وقواعد جوية ومطارات وتم التصدي لها ، ويري خبراء ان الهدف من اطلاق هذه المسيرات ليس هدفا عسكريا بل هدفا سياسيا بغرض التاثير علي معنويات الطرف الاخر ، ويؤكدون ان هذه المسيرات المستخدمة في السودان قادرة علي قطع مسافات طويلة بالفعل لكنها بالمقابل تفقد السيطرة علي اصابة الهدف بدقة كلما طالت المسافة اما التي تصيب هدفها فقد اكدوا انها اطلقت من مسافات قريبة.
الأثر النفسي :
الخبير العسكري الفريق محمد بشير سليمان يقول ان مليشيا الدعم السريع تستخدم المسيرات لتخريب الأهداف المستهدفة ، وبما يجعلها غير قابلة للاستخدام ، إلى أن يتم إعادة تشغيلها أو إصلاحها بعد فترة معينة وتدمير وانهاك الأهداف المستهدفة سواء عسكرية أو مدنية ، كالمطارات ومناطق انفتاح وتمركز القوات والمدفعية ومستودعات مواد تموين القتال ، ومراكز القيادة والسيطرة ، والمنشئآت المدنية الخدمية ، وبما يفقد جميع ما تم ذكره وما في شاكلته القدرة على القتال والعمل
واضاف في افادته (للكرامة) ان التمرد يسعي لإدامة الاذعاج لبعض الأهداف بوتيرة خفيفة أو متقطعة وبما يؤثر على نشاطها قليلا ، والمطلوب هنا تحقيق الأثر النفسي على العاملين بالهدف أو المؤسسة المستهدفة ، واستهداف المواطنين خاصة مناطق تجمعاتهم ، وسكنهم لاحداث الأثر النفسي الكبير ، وإضعاف الروح المعنوية ، وتشكيكهم في قدرات القوات المسلحة ، وعجزها عن حمايتهم.
وبحسب الفريق سليمان فان العامل المهم في استخدام المسيرات من قبل مليشيا الدعم السريع ، خاصة في فترة الهزائم والانسحابات المتلاحقة في هذه الفترة ، يتمثل في الظهور الإعلامي الذي تهدف لتغطية هزائمها المتلاحقة من قبل القوات المسلحة ، لتؤكد به وجودها ، والحفاظ على ما يمكن أن يتم حيال منسوبيها وحواضنها ولو كذبا ، وما يمكن أن تستر به عورتها منزوعة الغطاء حيال مناصريها من التقذميين ، والداعمين من قوى الحلف الأمريكي الصهيو اماراتي ومن هو مع أو من خلف هذا الحلف الذي يستهدف تفكيك السودان ، واستغلال موارده وموقعه .
ووفقا للفريق سليمان فان الذي يزود المليشيا بهذه الطائرات قال – من البديهي وبدون اضاءآت حول هذا الموضوع ، نقول إن المزود الرئيس وليس غيره ، هو دويلة الامارات الشريرة ، وما بات الأمر يحتاج إلى أدلة ، أو براهين لتأكيده.
وعن فاعلية هذه هذه المسيرات قي الحروب وهل يمكن ان تحسم المسيرات حرب السودان – وهل هي قادرة علي قلب الطاولة بتحقيق انتصارات يقول الفريق سليمان – من المعروف أن اي حرب أو معارك أيا كانت نوعها ومدتها ، وانواع الأسلحة التي تستخدم فيها ، ظل وسيظل الأثر الحقيقي والمعروف علميا ، يتمثل في أن تطأ قوات المشاة موقع القتال وتسيطر عليه ، وهذا ما لا يتحقق لأي من الأسلحة الأخرى الساندة للمشاة أو لفروع الجيش الرئيسة غير البرية (الجوية ، والبحرية ، والدفاع الجوي) ، وفي ذلك تأتي المسيرات بكافة أنواعها . وهنا لا مجال للحديث عن قلب الطاولة ، أو تحقيق انتصار عبر المسيرات ، فهي في الاول الآخر لا تخرج عن أنها وسيلة ازعاج وحسب ، فالمشاة هم سادة المعارك ، وهم الذين تحسم على اسنة رماحهم الحروب
التدابير المطلوبة لانهاء حرب المسيرات :
واشار الفريق سليمان لعدد من التدابير المطلوب من القوات المسلحة القيام بها ليس لإنهاء حرب المسيرات ، ولكن للحد من فاعليتها ، وتتمثل في المعلومات الدقيقة عبر كافة الوسائل العسكرية المتاحة ، بما فيها التقنية المتطورة عن العدو ، خاصة في كافة مجالات التسليح وأنواعه وبالضرورة تحقيق المعرفة عن سلاح المسيرات والاستطلاع الالكتروني المستمر عبر دوائر يتم بها التغطية الشاملة حماية للأهداف التي يستهدفها العدو ، واعطاء الانذار المبكر ليتم التعامل معها، بل لتدميرها قبل الاطلاق أو تدمير مستودعاتها وأماكن تخزينها
ومراقبة النظر وبعمق أو بأنساق متتالية وبآلات الرصد الإلكترونية للأجواء من قبل وحدات الدفاع الجوي ، والمشاة ، وبقية كل العناصر المقاتلة في مسارح أو مناطق القتال ، مع التركيز على الأهداف التي قد تستهدفها المسيرات ، وتفعيل كافة أسلحة الدفاع الجوي المتيسرة وبحسب مداها لاصطياد المسيرات ووضع خطة الحماية للأهداف الكبيرة والإستراتيجية ، والحيوية ، كالمطارات والقواعد الجوية ومراكز القيادة والسيطرة ، والمراكز التجارية والصحية والمؤسسات الخدمية ، والمناطق ذات الكثافة السكانية من استهداف المسيرات وضرورة مراعاة أهمية عامل الانتشار للقوات المسلحة ، ( تشكيلات ووحدات ، ومناطق إدارية) وان يراعى ذلك في جانب المواطنين بجانب انشاء الحفر البرميلية في المنازل ومواقع العمل ، ومناطق التجمعات الأخرى للوقاية من تأثير ضربات المسيرات
تطبيق نظرية السد الناري مع اعتبار العمق تكاملا مع خطة الدفاع الجوي بما فيها التغطية الرادارية للأجواء السودانية للوقاية والتقليل من تأثير هجمات المسيرات .
حسم الحرب :
ويؤكد خبراء عسكريون ان استخدام المسيرات لن يحسم الحرب وهي غير قادرة علي قلب الطاولة ولا تحقق انتصارات علي الطرف الاخر وانها وسيلة جبانة لاتحسم المعارك ، واعتبرها البعض عاملا استراتيجيا مؤثرا لكنه ليس حاسما للحرب لان هناك تكتيكات عسكرية اخري تقوم بادوار مغايرو مهمة في اي معركة.
مرحلة المواجهات :
من جانبه يري الخبير العسكري العميد جمال الشهيد ان الهجمات المتكررة على مطار عطبرة وأهداف مماثلة تشير إلى أن النزاع تجاوز مرحلة المواجهات التقليدية إلى استخدام أسلحة حديثة مثل الطائرات المسيرة هذا من ناحية ومن ناحية أخري يمكن تفسر ذلك في توجه المليشيا الي إنفاذ هذه الضربات لاستعواض الفارق الكبير في التفوق بينها وبين القوات المسلحة علاوة علي رفع الروح المعنوية لمنسوبيها ، وعلي ذات السياق إستخدامها للمسيرات بهذه الكثافه يؤكد على الدعم الخارجي الذي تتلقاه قوات الدعم السريع من داعميها الإقليمين والدوليين وذلك بغرض تعزيز قدرتهم على تنفيذ ضربات استراتيجية بغرض إطالة أمد الحرب مما يُعرّض وحدة البلاد واستقرارها للخطر.
ووفقا للشهيد فأن هذه الهجمات تثير تساؤلات حول قدرة الجيش السوداني والقوات النظامية على تأمين المنشآت الحيوية والتصدي لمثل هذه التهديدات المتطورة ، مع العلم أن ضعف الاستعداد الدفاعي قد يعطي انطباعاً للقوى الإقليمية والدولية بأن الوضع في السودان أصبح أكثر تعقيداً مما يمكن حله بوسائل عسكرية فقط.
جهود سياسية ودبلوماسية :
وبحسب الشهيد فأن هذه الهجمات على المستوى الإنساني تزيد من معاناة المواطنين الذين يعتمدون على هذه المنشآت في حياتهم اليومية ، تعطيل مطار عطبرة على سبيل المثال يؤثر على حركة الإمدادات الطبية والغذائية، خاصة في ظل الظروف الحالية
وفي افادته للكرامة يقول الشهيد أن هذا التصعيد يستدعي جهوداً سياسية ودبلوماسية أكثر فاعلية من الداخل والخارج
واردف – ان الهجمات المُسيّرة التي تنفذها مليشيا الدعم السريع المتمردة على المدن تأتي ضمن استراتيجيات الحرب غير التقليدية التي تستخدمها المليشيا لتعويض نقصها في القدرات العسكرية التقليدية، ومحاولة فرض ضغط نفسي وسياسي على الحكومة الشرعية والمجتمع المدني
استعواض النقص :
ويوضح الشهيد ان المليشيا تسعي لإستعواض نقص الموارد البشرية والتقنية حيث تستخدم الطائرات المُسيّرة لأنها أقل تكلفة وتتطلب عدداً أقل من الأفراد مقارنة بالأسلحة التقليدية بجانب محاولة زعزعة الأمن والاستقرار ولاحظنا سعي المليشيا من خلال هذه الهجمات إلى نشر الفوضى والخوف داخل المدن، خاصةً في المناطق التي لا تتواجد فيها مباشرة وارسال رسالة سياسية وعسكرية لإظهار أنها ما زالت قادرة على ضرب أهداف استراتيجية رغم تراجعها عسكرياً في الميدان بجانب استهداف الرموز والسيادة خاصه انها تستهدف البنية التحتية والمرافق الحيوية لإضعاف الحكومة وإظهار عجزها عن حماية المدن
تعزيز الدفوعات الجوية :
الخلاصة كما قدمها الخبير العسكري العميد جمال الشهيد هي أن الدعم اللوجستي أو التقني الذي يأتي من أطراف إقليمية أو دولية قصد منه استمرار الأزمة لخدمة مصالها إذا استمر هذا النوع من الهجمات، فإن الرد يعتمد على تعزيز الدفاعات الجوية، زيادة التنسيق الاستخباراتي ، والعمل الدبلوماسي لتقييد مصادر تمويل وتسلح المليشيا..