مشاركة بالصور والوثائق فى معارك الفاشر..وأدلة جديدة تدين الامارات..
مرتزقة كولومبيون وجنسيات اخرى.. التورطع المليشيا
تقرير:لينا هاشم
معدات ومركبات وتسجيلات مرئية ووثائق تؤكد تورط أجانب مع التمرد
عمليات تجنيد عبر شركات مقرها الامارات تنقل المقاتلين عن طريق ليبيا و تشاد ..
القوة المشتركة – المرتزقة الكولمبيون تولوا مهام تشغيل الطائرات المسيرة..
المقاومة : مقاتلون كولمبيون وليبيون وتشاديون وصوماليون ونيجيرييون هاجموا الفاشر
وثقت مقاطع فيديو لمشاركة مرتزقة أجانب، من كولومبيا وليبيا ودول اخرى، في القتال إلى جانب مليشيا الدعم السريع بمعارك مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور التى تشهد تصاعد الاشتباكات العنيفة بين القوات المسلحة والمساندة الاخرى ومليشيا الدعم السريع، التي تحاول السيطرة على المدينة منذ أشهر .
وأظهر الفيديو، الذي نشرته القوات المسلحة عبر قنواتها الرسمية، لقطات لمعدات ومركبات عسكرية تم الاستيلاء عليها، بالإضافة إلى أجهزة إلكترونية تحتوي على تسجيلات مرئية ووثائق تؤكد تورط مقاتلين أجانب في المعارك الاخيرة.
تقرير : لينا هاشم
وبحسب بيان صادر عن الجيش ، لقي عدد من هؤلاء المرتزقة حتفهم خلال المعارك الأخيرة في الفاشر، التي وصفها الجيش بأنها “انتصار بطولي” لقواته و”أبطاله الصامدين”.
وأشار البيان إلى أن الأجهزة والتسجيلات التي تم العثور عليها تكشف عن “حجم المؤامرة” التي تدعمها جهات خارجية، دون أن يحدد الجيش هذه الجهات بشكل مباشر.
وتُعد مشاركة المرتزقة الكولومبيين في الحرب، تطورًا مقلقًا، حيث كشفت تقارير سابقة عن تجنيد مئات من العسكريين المتقاعدين من كولومبيا للقتال إلى جانب مليشيا الدعم السريع.
وبحسب تحقيقات صحفية أجرتها منصات مثل “La Silla Vacía” الكولومبية، تم خداع هؤلاء المقاتلين بعروض عمل وهمية كحراس أمن في مواقع نفطية، ليجدوا أنفسهم في خضم الحرب بدارفور.
وأفادت التقارير أن عمليات التجنيد تتم عبر شبكات مرتبطة بشركات أمنية مقرها في الإمارات، حيث يتم نقل المقاتلين عبر ليبيا أو تشاد إلى السودان.
وتشير المعلومات إلى أن هؤلاء المرتزقة، الذين يُطلق عليهم اسم “Sand Lions”، شاركوا بشكل بارز في هجوم الفاشر، حيث تكبدوا خسائر فادحة، بما في ذلك مقتل ثلاثة منهم في أكتوبر 2024 .
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية الكولومبية في وقت سابق، عن أسفها لتورط مواطنين كولومبيين في النزاع، وتعهّدت بالعمل على ضمان عودتهم الآمنة. وفي الوقت نفسه، أدانت الحكومة السودانية مشاركة المرتزقة القتال الي جانب الدعم السريع.
تنفيذ الهجوم –
واتهمت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح مليشيا الدعم السريع بالاستعانة بمرتزقة أجانب لتنفيذ الهجوم الأخير على مدينة الفاشر، مؤكدة أن المعركة كشفت مشاركة واسعة لعناصر من جنوب السودان، تشاد، كينيا، إثيوبيا، وأكثر من 80 مقاتلًا كولومبيًا.
وقال المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة، العقيد أحمد حسين مصطفى، في بيان صحفي امس، إن “المرتزقة الكولومبيين” تولوا مهام تشغيل الطائرات المسيّرة وتنسيق عمليات القصف المدفعي، مشيرًا إلى أن عددًا منهم تم تحييده خلال التصدي للهجوم.
ولم يتوقف البيان عند هذا الحد، إذ كشف عن مشاركة قوات تابعة لعبد العزيز الحلو في الهجوم، بموجب صفقة مدفوعة الأجر، كُلّفت خلالها باستهداف المدنيين الفارين من المدينة، بما في ذلك النساء وكبار السن، واصفًا ذلك بـ”الانتهاك السافر للقوانين الإنسانية”.
ودعت القوة المشتركة حكومات الدول التي ينتمي إليها المرتزقة إلى تحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، مشددة على أن ما يحدث في الفاشر هو محاولة ممنهجة لإسقاط الدولة السودانية عبر حرب مدفوعة وممولة من قوى خارجية، تستهدف موارد البلاد وهويتها .
وأكدت تنسيقية لجان المقاومة بمدينة الفاشر أن المدينة لا تزال صامدة رغم تعدد الهجمات وتنوع القوى التي تسعى لتركيعها، ووصف البيان الفاشر بأنها “جبل عتيق لا ينحني لعاصفة ولا يركع أمام غزو”، في إشارة إلى حصار خانق ومعارك متكررة خاضتها المدينة دون أن تنكسر.
وأوضح البيان أن الهجمات على الفاشر شملت مقاتلين من جنسيات متعددة، بينهم كولومبيون وليبيون، وتشاديون، وصوماليون، ونيجيريون، مؤكداً أن هؤلاء يقاتلون إلى جانب ميليشيا الدعم السريع مقابل المال .
مصادر ميدانية –
وشرعت ميليشيا الدعم السريع، وفقًا لمصادر ميدانية مطلعة، في خطوة جديدة نحو ترسيخ وجودها العسكري، بإنشاء كلية حربية لتدريب وتأهيل قواتها بمدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، وسط تصاعد القتال مع الجيش في مناطق غرب السودان.
خبراء أجانب لتشغيل الطائرات المسيّرة :
وأكدت مصادر ان الميليشيا بدأت بالفعل في استجلاب خبراء أجانب متخصصين في تشغيل الطائرات المسيّرة، ضمن برنامج تدريبي متقدم يهدف لرفع كفاءة مقاتليها، لا سيما في مجال الحرب التقنية والاستخبارات الميدانية .
مخاوف من عسكرة دارفور وخلق واقع انفصالي :
ويثير إنشاء الكلية الحربية في نيالا، إلى جانب الاستقطاب القبلي والتجنيد المكثف، مخاوف حقيقية من عسكرة دارفور وتحويلها إلى مركز مستقل للقيادة العسكرية للدعم السريع، بما قد يكرّس واقعًا انفصاليًا غير معلن في الإقليم.
وتتخوف مصادر سياسية من أن تكون الخطوة مقدمة لتأسيس جيش رديف خاص بالدعم السريع، منفصل فعليًا عن المؤسسة العسكرية الرسمية، بما قد يُعمق الأزمة الوطنية، ويؤدي إلى مزيد من التفكك في بنية الدولة .
وأظهر تحقيق لصحيفة كولومبية “لا سيلا” معلومات جديدة عن تورط مرتزقة كولومبيين في الحرب السودانية تم استجلابهم بواسطة الإمارات ومليشيا الدعم السريع لخوض معارك وتدريب المرتزقة في دارفور .
وأكد مرتزق كولومبي -أطلق على نفسه اسم قيصر تخوفا من الانتقام منه- وهو ضابط سابق في الجيش الكولومبي أنه يقوم بتدريب الأطفال على القتل لصالح مليشيا الدعم السريع ،وأشار إلى أن اعمارهم تتراوح ما بين الـ12 وال11 وال10 أعوام .
تدريب الأطفال:
وقال قيصر لـ(لا سيلا) بأنه أرسل ليكون مدربا في معسكرات للتدريب قرب مدينة نيالا ،واوضح ان عدد المتدربين من الأطفال يتراوح ما بين 1000 طفل إلى 3000 طفل وبينهم أشخاص في العشرينات أو الثلاثينات وغالبيتهم من الأطفال.
وكانت الصحيفة قد كشفت من قبل عن وصول 300 مرتزق كولومبي إلى دارفور ليقاتلوا في صفوف المليشيا. وبعضهم تم خداعه كانوا يطلقون على أنفسهم (ذئاب الصحراء) وقام بتجنيدهم العقيد المتقاعد بالجيش الكولومبي ألفارو كويجانو لصالح شركة أمن إماراتية تسمي ” Global Security Service Group ” مملوكة للإماراتي محمد حمدان الزعابي.
تجنيد مستمر للمرتزقة –
وأكدت (لا سيلا) انه على الرغم من التصريحات التي صدرت من الرئيس الكولومبي برفض لعلميات الارتزاق ،الا ان عمليات التجنيد لا تزال مستمرة ، وزادت الصحيفة ان الكولومبيين تورطوا الآن في جريمة حرب جديدة بتجنيد الأطفال وتدريبهم للحرب.
وكشف قيصر عن وصوله في وقت سابق هذا العام إلى دارفور وغادر قبل بضعة أسابيع ،وأقر قيصر بأنه لم يذهب مخدوعا للسودان وكانت لديه معلومات كافية عن المهمة التي سيؤديها لصالح مليشيا الدعم السريع ، وابان ان تدريب الأطفال شيئ قبيح ،الا انه فعل ذلك مقابل المال على حد قوله.
الحرب الأوكرانية :
وأكد قيصر وجود العديد من العسكريين الكولومبيين الذين تركوا الحرب في أوكرانيا وذهبوا للسودان بحثا عن المال وعن جبهة أقل صعوبة .
بالمقابل أكد قيصر جزئية النقص العددي الكبير في صفوف المليشيا والذي ارتفع بشكل حاد في الأشهر الأخيرة ،واقر ان المليشيا تدفع للميدان بعناصر غير مدربة تعرف فقط كيف تطلق الرصاص ويفتقرون للتدريب.
قيادة الطائرات –
وكشف قيصر عن نقله للإمارات قبل دخول السودان للتدريب على كيفية قيادة الطائرات بدون طيار .وكشف عن تشدد الإماراتيين في الإجراءات الأمنية في الإمارات وفي بوساسو ويتم منعهم من التقاط الصور او استخدام هواتفهم المحمولة ويتم فحصها بشكل دوري لتجنب تسرب الصور .
وعن أسباب مغادرته للسودان يشير قيصر إلى انهم لا يتقاضون مرتباتهم في بعض الاحيان لمدة شهر أو يخصمون رواتبهم والتي تبلغ 2600 دولا في الشهر ،ويبين بانهم يقومون بانهاء تعاقداتهم اذا ما اشتكوا من تأخر الرواتب او الخصومات كما يقومون بخصم تكاليف الرحلات الجوية منهم.
وفي ذات الاتجاه كشفت الصحيفة الكولومبية عن قيام الشركة الإمارتية بالدفع بالمزيد من المرتزقة إلى دارفور للقتال او لتدريب الأطفال على القتال .
مالك الشركة الاماراتية –
وتكشف الصحيفة معلومات اكثر عن مالك الشركة الإماراتية التي تقوم بتجنيد المرتزقة لمليشيا حميدتي ،ويترأس الشركة الإماراتي محمد حمدان الزعابي والذي يظهر اسمه في وثائق الأعمال وشهادات الدولة ، ويعتبر حمدان الإماراتي شخصا غير بارز وورد اسمه في مقال نشرته “نيويورك تايمز” في 2019 باعتباره مالك ساهم بالدعاية للمليشيا ضد ثورة ديسمبر في السودان وتعمل شركته للدعاية والاعلان في مدينة الانتاج الاعلامي في دبي المملوكة للحكومة الاماراتية،ومن الآثار الأخرى التي ضبطت لحمدان منشور وصور صادرة عن قوات الدفاع الشعبية الأوغندية “الجيش اليوغندي” ويظهر في الصورة مع قائد الجيش اليوغندي اللواء باكاسومبا في يونيو 2024 ،وتم شكره وشكر الإمارات على تدريب الجيش اليوغندي.
وكشفت (لا سيلا) ان الكولونيل الكولومبي المسؤول من تجنيد المرتزقة الكولومبيين يعيش في الإمارات. وقام بتغيير اسم الشركة السابقة المسجلة في كولومبيا “فينكس” وتم تغييرها بشركة أخرى تم تسجيلها في بنما باسم “قلوبال ستافينق اس ايه ” وتحتوى صفحاتها بالانترنت على عروض عمل أمنية في افريقيا “وسيلة التجنيد للارتزاق .