البرهان يرفض لقاء المتمرد (حميدتي) ويؤكد الحسم العسكري.. التفاوض مع المليشيا..خيار مرفوض

البرهان يرفض لقاء المتمرد (حميدتي) ويؤكد الحسم العسكري..

التفاوض مع المليشيا..خيار مرفوض

المبعوث الأممي يدعو للتفاوض مع الجنجويد

الجيش يغلق باب التفاوض مع مليشيا الدعم السريع

الحكومة ترفض المشاركة في مفاوضات جنيف

الجيش يواصل تقدمه العسكري لاستعادة المناطق المحتلة

الخبراء يؤكدون عدم جدوى التفاوض مع “دقلو اخوان”

القوات المسلحة تشدد على تنفيذ مخرجات منبر جدة

الإمارات تراهن على المرتزقة رغم الفشل

المليشيا تسعى للعودة إلى المشهد السياسي بعد الانتهاكات

الموقف الشعبي يرفض التفاوض مع ٩”ال دقلو”

الكرامة: هبة محمود
تسعى المليشيا المتمردة وجناحها السياسي “تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية” من خلال عدة محاور وجبهات ، لتقديم حلول تهدف لإيجاد معادلة جديدة في المشهد السياسي السوداني من خلال العودة إلى منبر التفاوض.
مساعٍ حثيثة يقودها هذه المرة المبعوث الأممي إلى السودان، رمطان لعمامرة، للترتيب لتوجيه دعوات للجيش والمليشيا، لاستئناف محادثات غير مباشرة في مدينة جنيف السويسرية خلال يناير المقبل، تركز على ملف حماية المدنيين
ونقلت مصادر لـ”الشرق الأوسط” عن المسؤول الأممي أن الدعم السريع وافق على استئناف المحادثات، فيما أبدى الجيش موافقة شبه مبدئية على المشاركة، دون تأكيد رسمي من جانبه حتى الآن، قبل أن تحسم مصادر تحدثت لصحيفة “السوداني” بإغلاق قادة الجيش باب التفاوض نهائيًا.

الإستسلام (أونبيدهم أو يبيدونا)

وبحسب الصحيفة، فقد رفض رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول البرهان مقابلة قائد المليشيا المتمردة محمد حمدان دقلو (حميدتي) عبر وساطة تركية، كون حميدتي ينقض العهود وآخرها اتفاق جدة، ويتخذها ذريعة للمراوغة وكسب الوقت، من أجل الهجوم على المدن والقرى واستباحة دماء وأعراض وأموال الشعب السوداني وتدمير ونهب مؤسسات الدولة السودانية.
وشدّد الفريق أول البرهان على أنه لا يوجد تفاوضٌ أو هدنة مع المليشيا، ولن يكون لها أي دور سياسي في السودان مجددًا، وقال: “إما الاستسلام، أو نبيدهم أو يبيدونا”.

باب التفاوض.. إغلاق نهائي

ويأتي رفض البرهان بالتزامن مع تصريحات سابقة لعضو مجلس السيادة شمس الدين كباشي قبل أسبوعين، خلال تحرير مصنع سكر سنار، أكد من خلالها إغلاق باب التفاوض نهائيًا.
ويرى مراقبون أن الجيش السوداني خلص إلى إغلاق باب التفاوض في ظل معطيات كثيرة، في مقدمتها ممارسة المليشيا الفظائع في الجزيرة ودارفور وغيرها من المناطق، فضلاً عن محاولات العودة إلى المشهد من خلال محاولات عديدة.
وقال كباشي خلال مخاطبته حشدًا عسكريًا أمام مصنع السكر: “نعلن إغلاق الباب أمام التفاوض، ولن يكون هناك وقف لإطلاق النار أو هدنة”، وطالب ما وصفها بمليشيا الدعم السريع بتسليم السلاح والمنهوبات والتجمع في معسكرات.

الخارجية.. الموقف واضح

في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية السفير د. علي يوسف الشريف، بحسب صحيفة (السوداني)، إن الحكومة السودانية لم تتلقَ أي دعوة من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة، بشأن استئناف مفاوضات جنيف.
ورفضت الحكومة المشاركة في منبر للتفاوض مع الدعم السريع في جنيف برعاية سعودية ـ أمريكية في أغسطس الماضي.
وأضاف الشريف لـ(السوداني): موقفنا لا يزال كما هو بشأن منبر جنيف ولم يتغير لأنه موقف صحيح، وتشدد الحكومة السودانية على ضرورة تنفيذ مخرجات منبر جدة، وخروج المليشيا من منازل المواطنين والمقار الحكومية، والاستسلام وتجميع القوات
وينظر متابعون إلى أن المليشيا وداعميها يسعون إلى إحراز نقاط في معركة الكرامة، سيما عقب توسع العمليات العسكرية للجيش السوداني وتقلص فرص النصر.

المليشيا..لا مكان لها..
ووفقًا للخبير الأمني والعسكري حنفي عبد الله، فإنه ليس ثمة مبرر للعودة إلى التفاوض أو الحديث عنه حاليًا,ورأى خلال إفادته لـ”الكرامة” أن المخطط والسيناريو من خلال العودة لمفاوضات جنيف هو إعادة إنتاج المليشيا والحاضنة السياسية لها، والبحث عن وضع لها لما بعد الحرب.
ونوه إلى أنه لا توجد فرصة الآن لأي خطوة تقود إلى التفاوض مع المليشيا، وأنه لا تفاوض إلا من خلال تنفيذ مخرجات منبر جدة ،واعتبر أن الحديث عن تفاوض في ظل الوضع الحالي يعد محاولة لإجهاض التقدم العسكري، وإحباط الروح المعنوية لدى الجميع، وتنفيس الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها المليشيا الفترة الماضية,وتابع: “هؤلاء لا مكان لهم في العملية السياسية.

الجيش والمليشيا.. المسعى والتأكيد
وتسعى المليشيا جاهدة من خلال عدد من المحاور إيجاد فرصة ومكان في المشهد من جديد عقب الانتهاكات التي قامت بها، بدءًا من محاولات إدخال قوات أممية، ثم مساعٍ لإسقاط الفاشر واستخدامها سقالة في التفاوض مع الجيش عقب إغلاق الجيش باب التفاوض نهائيًا، مرورًا بمحاولات نزع الشرعية وتكوين حكومة منفى.
في غضون ذلك، تمضي القوات المسلحة في مسعاها بثبات لاستئصال التمرد بشكل نهائي وفق تصريحات قادتها، سيما في ظل التقدم الكبير في العمليات العسكرية واستعادة المناطق المحتلة
وأمس، عقد مجلس السيادة الانتقالي اجتماعه الدوري برئاسة السيد البرهان، حيث ناقش الاجتماع مجمل الأوضاع في البلاد، لا سيما الأمنية والاقتصادية، مستعرضًا الموقف العملياتي في مختلف محاور معركة الكرامة. وأكد الاجتماع الاستمرار في تسخير كافة الإمكانيات لتمكين القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى من أجل دحر التمرد والانتصار لإرادة الشعب السوداني.

(خارج المشهد).. بأمر الشعب

وبحسب المحلل السياسي الطيب محمد لـ”الكرامة”، فإن الإمارات لا تريد أن تخرج من هذا المولد بدون حمص، كما عبّر عن ذلك بعد أن تأكد لها أنها راهنت خطأ على المليشيا
وقال إن التفاوض أصبح الحل الوحيد أمامها، دون إدراك غلق الجيش بابه نهائيًا ،ورأى أن المليشيا الآن تستخدم المدنيين ذريعة لضرورة التدخل الأممي، وذلك من خلال القصف على مناطق السكان
ودعا الجيش للإسراع في عملية الحسم العسكري، وغلق الباب أمام أي منفذ يمكن أن تنفذ منه المليشيا مرة أخرى ،وتابع: إن قبلت القوات المسلحة بالتفاوض، فإن الشعب السوداني لن يقبل بوجود الدعم السريع في أي معادلة في المشهد السوداني من جديد، ما يعني أن المليشيا وتقدم فقدوا حظوظهم بشكل نهائي، وأضاف: ما حدث كان أمرًا فظيعًا، فهذه الحرب أقيمت على أجساد السودانيين، فكيف للمليشيا العودة بكل بساطة عبر منبر تفاوض أيًا كان نوعه.