القنصلية السعودية ببورتسودان تفتتح أعمالها بإصدار أول تأشيرة
السودان والمملكة.. مرحلة دبلوماسية جديدة
السعودية تستأنف العمل القنصلي من بورتسودان
محللون : المملكة تدعم شرعية الحكومة السودانية بخطوة جديدة..
بلاد الحرمين تصدر أول تأشيرة للمواطن الدكتور صلاح فرج الله ..
بلاد الحرمين تعزز العلاقات السودانية بمرحلة جديدة
وكيل التاشيرة (للكرامة):
المركز سيبدأ أعماله رسمياً فى المقبل
الكرامة: هبة محمود
بعد توقف العمل القنصلي للسفارة السعودية بالسودان لمدة قاربت العامين جراء الحرب الدائرة في البلاد منذ منتصف أبريل من العام الماضي، افتتح أمس المكتب القنصلي للسفارة في مدينة بورتسودان، بالتزامن مع زيارة نائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي.
ورغم تحديد يوم 6 يناير المقبل موعداً رسمياً لبدء عمل السفارة، إلا أن أعمال المكتب القنصلي افتُتحت بالفعل بحضور وزير الخارجية الدكتور على يوسف ونائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، حيث تم إصدار أول تأشيرة دخول إلى المملكة للمواطن السوداني، البروفيسور صلاح الدين فرج الله.
وبينما تبدو الخطوة دبلوماسية في المقام الأول وفي إطار العلاقات بين البلدين، فإنها تحمل دلالات مهمة، خصوصاً في ظل التطورات الأخيرة على الساحة السودانية، مع تقدم الجيش عسكرياً على الأرض.
شرعية الحكومة
ويرى متابعون أن افتتاح المكتب القنصلي للسفارة السعودية في السودان يأتي ضمن التحولات الدولية، ويعكس موقف المملكة الداعم للحكومة السودانية وسعيها لإفشال المخططات المعادية ،كما يُعد إقراراً بشرعية الحكومة القائمة في السودان.
واستقبل مركز التأشيرات التابع للسفارة السعودية في بورتسودان أمس وزير الخارجية السوداني ونائب وزير الخارجية السعودي، اللذان قاما بجولة تفقدية للاطلاع على تجهيزات المركز، وأشادا بمستوى التجهيزات والكفاءة العالية، مؤكدَين أن هذه الخطوة تمثل تعزيزاً للتعاون الثنائي بين المملكة والسودان.
وسيقدم المركز خدمات تأشيرات متعددة، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين وتسهيل التنقل بما يخدم مصالح الشعبين.
تهديد للمليشيا
تُعد هذه الخطوة الأولى دبلوماسياً التي تطلقها السفارة السعودية تجاه السودان منذ اندلاع الحرب وتمرد مليشيا الدعم السريع، وينتظر السودانيون بفارغ الصبر بدء أعمال السفارة، خاصة بعد معاناة طويلة للحصول على التأشيرات التي كانت مقتصرة على الزيارات العائلية، بالإضافة إلى صعوبات السفر عبر دول الجوار،
ويعتبر المحلل السياسي، عمار العركي، الخطوة إيجابية جداً، كونها أول تحرك دبلوماسي من المملكة بعد استشعارها لتحسن الوضع في السودان، وأوضح أن هذه الخطوة تُعد نقطة فارقة في مسار العلاقات السودانية السعودية، وترجمة للتقارب بين البلدين.
وأشار إلى أن الخطوة تحمل انعكاسات سلبية على مليشيا الدعم السريع ومصالحها، خاصة أن لها عناصر في السعودية، مما يجعل التقارب السوداني السعودي يمثل تهديداً لمصالحها.
خدمات مميزة وسريعة
وأكد كابتن عادل المفتي، المدير التنفيذي لشركة “في إف إس” العالمية ووكيل مركز التأشيرات بالسودان، لصحيفة “الكرامة”، أن المركز سيبدأ أعماله رسمياً يوم 6 يناير 2025. وأشار إلى أن المركز سيسهم في تخفيف معاناة السودانيين وتكاليف السفر الباهظة للحصول على التأشيرات من دول الجوار.
وأوضح أن المركز سيقدم خدمات تأشيرات مميزة وسريعة لتلبية احتياجات المواطنين السودانيين، سواء لأغراض العمل أو الزيارة أو العمرة ،وقدم المفتي خلال زيارة المسؤولَين السعوديين والسودانيين شرحاً تفصيلياً عن التجهيزات التقنية والإدارية، مؤكداً جاهزية المركز لبدء العمل اعتباراً من الأسبوع الأول من يناير المقبل.
رسالة للمليشيا وداعميها
وفي السياق ذاته، أكد المحلل السياسي الطيب محمد، في حديثه لـ”الكرامة”، أن افتتاح المكتب القنصلي للسفارة السعودية في بورتسودان بالتزامن مع زيارة نائب وزير الخارجية السعودي يحمل دلالة واضحة على عمق العلاقات بين السودان والمملكة
وأشار إلى أن إصدار أول تأشيرة دخول بصورة رمزية قبل الموعد المحدد يمثل إشارة إلى مرحلة جديدة في العلاقات السودانية السعودية بعد الحرب.،واعتبر أن افتتاح المكتب القنصلي سيكون بداية لخطوات دبلوماسية أخرى، مشدداً على أن توقيت الخطوة يمثل رسالة واضحة للدول والقوى السياسية الداعمة للمليشيا بأن الحرب في السودان قد انتهت، وأن الشرعية للحكومة القائمة.