للحقيقة لسان
رحمة عبدالمنعم
- السعودية.. قنصلية الأمل تفتح من جديد
شهدت مدينة بورتسودان يوم أمس السبت حدثًا نوعيًا يضيء دروب السودانيين في خضم محنة الحرب، حيث تم افتتاح المكتب القنصلي لسفارة المملكة العربية السعودية بحضور وزير الخارجية السفير علي الصادق ونائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، هذا الافتتاح الذي طال انتظاره يعكس حرص المملكة العربية السعودية على تجديد التزاماتها الإنسانية والدبلوماسية تجاه السودان في أصعب ظروفه.
السفير علي بن حسن جعفر، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان، أعلن بفخر عن طباعة أول تأشيرة دخول إلى المملكة للمواطن السوداني صلاح الدين فرج الله، في خطوة ترمز إلى بداية عهد جديد من التعاون والخدمة، ومن المتوقع أن تبدأ السفارة في تقديم خدماتها القنصلية بشكل كامل مطلع يناير المقبل، مما سيخفف عبء السفر عن السودانيين الذين اضطروا خلال الأشهر الماضية إلى الذهاب لدول مجاورة كإريتريا وإثيوبيا لإتمام معاملاتهم.
هذا الإنجاز لم يكن مجرد إجراء إداري، بل كان رسالة إنسانية تحمل في طياتها التزام المملكة بدعم السودان وشعبه،السعودية التي لطالما وقفت إلى جانب السودان، أثبتت مرة أخرى أن علاقتها بهذا البلد تتجاوز المصالح لتصبح علاقة قائمة على الأخوة والمسؤولية المشتركة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان أظهرا مواقف مشرفة في دعم السودان خلال هذه الأزمة، سواء عبر المساعدات الإنسانية أو عبر المبادرات التي تُسهم في تخفيف معاناة الشعب.
الدورالذي لعبه السفير علي بن حسن جعفر في تحقيق هذا الإنجاز يحظى بإشادة واسعة، إذ يمثل نموذجًا للدبلوماسية التي تتجسد في العمل الميداني والاستجابة لحاجات الناس ،هذا الافتتاح يمثل نقلة نوعية ستعيد ترتيب حياة كثير من السودانيين الذين كانوا يواجهون صعوبات جمّة في إنهاء إجراءاتهم القنصلية
مدينة بورتسودان، التي أصبحت نافذة أمل في ظل الحرب، تستعيد اليوم بريقها كمحور للخدمات القنصلية والدبلوماسية،افتتاح المكتب القنصلي السعودي ليس مجرد خطوة إجرائية، بل هو بوصلة جديدة تُوجه السودانيين نحو آفاق أرحب، وتجدد الثقة في عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين
السودانيون الذين عانوا ويلات الحرب وجدوا في هذا الحدث بارقة أمل تؤكد أن الأخوة الحقيقية تُثبت في أوقات الشدة ،المملكة العربية السعودية، بخطواتها الثابتة ومبادراتها المدروسة، أثبتت مرة أخرى أنها الحاضنة الأمينة لآمال السودانيين، وأنها الحليف الذي لا يتخلى عن دوره الإنساني والإنمائي حتى في أحلك الظروف.