افياء ايمن كبوش الشرطة السودانية.. مواسم غياب النجوم

افياء
ايمن كبوش
الشرطة السودانية.. مواسم غياب النجوم

# اكتفى العميد شرطة (فتح الرحمن التوم) الناطق الرسمي بإسم الشرطة والقائم بمهام مدير الإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة برئاسة الشرطة، هذه الأيام، لغياب الاخ اللواء (ابراهيم مصطفى) بسبب إجازة مرضية بجمهورية مصر العربية، اكتفى الناطق الرسمي بإصدار تصريح صحفي مختصر عن التنقلات وسط السادة الضباط برتبة اللواء، جاء فيه: (في إطار الترتيبات الإدارية الدورية أصدرت رئاسة قوات الشرطة كشف تنقلات للضباط في رتبة اللواء شمل عدداً من قيادات الإدارات العامة وشرطة الولايات وذلك لتبادل الخبرات وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين، نسال الله التوفيق للمنقولين في مواقعهم الجديدة، الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة)، قرأت هذه التصريح وقلت لنفسي أن هذا التصريح يشبه لحد بعيد المثل السوداني العامي الذي يشرح واقعة (القحة ولا صمة الخشم)، وكذلك فيه تأكيد ضمني بأن الشرطة السودانية فقدت نجومها اللوامع لدرجة أن لا أحد بات يحس أو يهتم بتنقلات السادة الضباط وإحالاتهم التي كانت في زمان مضى، حديث المجالس وتسابق عناوين الصحف السياسية والاجتماعية.
# ولكن مرحلة التجريف التي عاشتها مؤسسات الدولة طوال ست أعوام من عمر الكساح (القحتاوي).. افقدت البلد الكثير من الكفاءات والخبرات.. ولم تكن الشرطة استثناءً على أية حال وجرى عليها ما جرى على القوات المسلحة وجهاز الأمن.. ولكن فيما يبدو أن الشرطة لا بواكي لها.. لذلك لم يبك باكٍ على تلك الكفاءات التي وجدت نفسها فجأة في الشارع ولم تفلح قرارات المحاكم ذات نفسها في إعادة الحق السليب.. !!
# أعود وأقول إن هنالك آلاف الضباط الذين ذهبوا إلى (كراسي القماش) وهم في قمة العطاء والحماس، وحتى عندما انسل من بينهم ألفاً للتقاضي ونجحوا في انتزاع حكم قضائي باعادتهم بالخدمة.. ضربت (جهة التنفيذ) بالقرار عرض الحائط.. لا لشيء سوى أن هذه الكشوفات كانت تحمل أسماء لامعة من نجوم الشرطة السودانية، وبالتأكيد تمثل عودتهم إلى الخدمة من جديد (اشعار خصم) من رصيد الكثيرين الذين وجدوا أنفسهم في المقدمة على حساب اولئك الكفاءات، فمن الطبيعي أن يعضوا على هذه الفرصة بكل ما يملكون حتى وإن كان في ذلك ظلم لآخرين.
# ما يحدث في مؤسسات الدولة، بما فيها الشرطة بطبيعة الحال، يشبه المرحلة التي تلت تغيير نظام البشير.. حيث تم تمكين الكثيرين الذين يمثلون (أضعف العناصر) لتسنم المناصب العليا.. بينما صار الشارع العام هو المكان الفسيح لمجموع البروفيسرات والدكاترة من لدن عمر عبد الماجد بشير وعبد المحسن بدوي وأبو عبيدة العراقي الى ريحان وادريس ليمان وبعض الضباط من الرتب الوسيطة، حيث أصبح الورثة غير الشرعيين لهذه المهنة الصراط أغلبهم على شاكلة (عز الدين الشيخ المنصور).. فيا لبؤس الحال.
# لن يعود من خرجوا من كشوفات الشرطة مرة اخرى، مهما كانت كفاءاتهم، ومهما جاءت قرارات المحاكم لصالحهم، لأن الخانات قد امتلأت بآخرين، حتى وإن كانوا أقل حضورا في المهنة والمجتمع في مواسم غياب النجوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top