خارج النص يوسف عبدالمنان المشتركة والجبهة (٢)

خارج النص

يوسف عبدالمنان

المشتركة والجبهة (٢)

قال مصدر رفيع المستوى في حركات الكفاح المسلح بدارفور وقائد ميداني كبير إن عمليات “درع الصحراء”، التي بدأت بدخول القوات منطقة الزرق والاستيلاء على الأسلحة والذخائر والسيارات المصفحة والإمداد الدوائي والغذائي، ستتجه إلى مناطق أخرى من غير اكتراث بالتمسك بالأرض والدفاع عنها وتبديد طاقة الجيش، وأوضح المصدر أن القوات المشتركة تنتهج إستراتيجية قتال مختلفة عن عقيدة الميليشيات، بالتركيز على تدمير العدو وكسر عظامه وإرهاقه بحرب طويلة الأمد تمتد لمسافات واسعة، من أقاصي شمال دارفور إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، لضرب تمركزات الميليشيا أينما كانت، عبر عمليات خاصة بمجموعات صغيرة. ثم، بعد كسر عظم الميليشيا، تبدأ مرحلة السيطرة على المدن للقضاء على الجنجويد تماماً

وكشف المصدر عن توافد آلاف المقاتلين من أبناء دارفور في دول المهجر، خاصة ليبيا وفرنسا وألمانيا، للدفاع عن السودان أولاً وعن دارفور ثانياً وقبائلهم وجودهم ،فالفور يدافعون عن جبل مرة وزالنجي ونيالا وكأس، كما يدافع المساليت عن الجنينة وكرينك ومارلي، ويدافع الزغاوة عن وجودهم في مزبد وكارنوي وكتم وعين سيرو وعين فرح والزرق والفاشر، ويدافع المحاميد عن مستريحة وكبكابية والفردوس، والمسيرية عن نتيقا وجبل مون، وكل السودانيين في دارفور ينافحون عن وجودهم

وطبقاً لمصادر أمنية في القوات المشتركة، فإن فصل الشتاء الذي بدأ منذ أسبوعين ستجعله القوات المشتركة “صيفاً زمهريراً” على الميليشيا، مهما حصلت على الدعم العسكري من دولة الإمارات، فإن إرادة الإنسان غالبة، كلما جمعت الميليشيا من اللصوص والنهابين ودفعت بهم إلى محرقة الفاشر، فإنها تكتب في كل يوم تاريخاً وتضحيات لم تشهدها أرض السودان، لا في حرب الجنوب ولا في حروب المهدية ولا في حروب الشرق الأوسط ولا إفريقيا ،وقد واجه الرجال والنساء من أهل دارفور الموت بالصبر والثبات، مما أدخل الرعب في قلوب الميليشيا، ولأول مرة في التاريخ يخاف القاتل من المقتول

أخلت القوات المشتركة، بعد تنفيذ مهمتها في قاعدة الزرق، واتجهت إلى منطقة أخرى ربما تدخلها في الساعات الأولى من صباح غدٍ الأربعاء، وربما الخميس أو الجمعة، وحينها سيزلزل خبر دخول المشتركة لتلك المنطقة أرض السودان، وربما تنهار بعدها ميليشيا الدعم السريع في دارفور وتزول من الوجود فجأة، بعد أن فقدت الميليشيا كل قادتها في الميدان. هرب من هرب، وجرح من جرح، ومات المئات من القادة في معارك الفاشر وبحري يوم أمس الاثنين، التي جعلت الخرطوم بحري شبه خالية من الجنجويد. وهكذا تخوض القوات المسلحة وتحالفاتها المعركة الأخيرة في الخرطوم وغرب أم درمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top