.هناك فرق
منى أبوزيد
عقل جديد كامل..!
لقد انتهى العصر الذي يسيطر عليه الجانب الأيسر من المخ”.. دانيال بينك!
اللحى والشوارب ما عادت – بفضل الله – علامات فارقة في تقييم أثاث العقول، بعد أن تمكنت بنات جنسي من إرساء ثوابت الندية الأكاديمية، وتذليل وعورة الشراكات المهنية، والوقوف على أعتاب المجد ومتاخمة الغلَبة في كل شأن ..!
رموز ناجحة في إدارة شؤون المؤسسات الحكومية، وسواعد لا تنوء – على رقَّتها – بحمل الحقائب الوزارية، وعقول واعدة تزاحم على الصدارة العلمية، ولا ضير – أبداً – على سودان ما بعد الحرب إذا ما جاء عليه يوم، أصدرت فيه هيئة علماء السودان فتوى تُجوِّز تنصيب امرأة رئيسة للبلاد ..!
ولكن إذا سألتم عن فتوحاتهن الأسرية ونجاحاتهن الاجتماعية في ذات المضمار – من الندية الإنسانية إلى الموقع العائلية، ومن إيقاع خطواتهنّ في مسارات الرأي والمشورة إلى أثمان خياراتهنَّ وممتلكاتهنَّ الفكرية في سوق الزواج – فإنكم تسألون عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم ..!
ذات الرجل الذي يتقبل رأي الكاتبة ويثمن مواقف وقرارات سعادة الوزيرة ويقدر ويحترم خبرات السيدة المديرة.. إلخ.. يقلل من شأن ذات المرأة إذا ما تصادف يوماً أنها كانت نصفه الآخر ..!
وهكذا تقف نفس المرأة الفاعلة المؤثرة أمام موقفين متناقضين بطلهما رجل واحد يقر بأهمية ومقدرات وجدارة أنصاف الدوائر المكملة لرجال الآخرين، بينما يغمط نصف دائرته دوماً حقها ويتفنن في التقليل من شأن منجزاتها التي يقدرها – بدورهم – رجال آخرون، وهكذا دواليك .. تلك هي معضلة الرجل العصري الذي تأبى نفسه أن يسلم بأن لكل مهرة مزاياها ولكل جواد كبواته ..!
على أن هنالك دراسات جادة تورطت في إثبات بعض الفروقات، كيف أن المرأة تتفوق عادة في الطبيعة اللغوية والعلاقات الشخصية والذكاء الاجتماعي، بينما يتفوق الرجل بالمجالات الآلية والإلكترونية والحرية، وكيف أن اللغة أكثر نمواً عند المرأة بينما إدراك الصور والأشكال والحركة في المكان الأكثر نمواً عند الرجل.. وهكذا ..!
هي على كل حال أبحاث علمية جديرة بالاحترام لكن يبقى التشدق – غير المسئول – ببعض المعلومات العلمية المبتورة، حاضراً في نقاشات الكثير من المثقفين قبل العامة ..!
فتوحات المرأة المهنية تبقى دوماً ناقصة في غياب النجاحات الاجتماعية الموازية، فمتى يكف هذا المجتمع – المطفف في موازين أحكامه – عن إنتاج نساء ناجحات مهنياً وتعيسات أسرياً ..!
أعتقد أنه سوف يفعل عندما يدرك نصفه الخشن أن العقل الذكوري الصرف لا ينتج شيئاً أكثر من منتجات العقل الأنثوي الصرف، وأن المرأة ليست فأساً – وكذلك الرجل – وليس مطلوباً من أي واحدٍ منهما أن يقطع رأساً ..!
munaabuzaid2@gmail.com