مع التقدم الكبير للجيش في كل المحاور .. الحكومة الموازية.. حلم يتبخر..

مع التقدم الكبير للجيش في كل المحاور ..

الحكومة الموازية.. حلم يتبخر..

الحديث عن تشكيل الحكومة الموازية فكرة ساذجة مع تقدم الجيش..

الإصرار على تشكيل حكومة موازية، محاولة لإثبات الوجود السياسي..

القوة الداعمة للتشكيل داخل “تقدم” تسعى للبحث عن وضع سياسي

هل مازال فبراير موعداً لتشكيل الحكومة الموازية؟!

الكرامة: هبة محمود
بالمقارنة مع تقدم الجيش في مختلف المحاور، واستعادته كافة المناطق من تحت سيطرة المليشيا، لم يزل خيار تكوين حكومة موازية للحكومة الحالية يسيطر على مكونات داخل تنسيقية تقدم، على الرغم من ما طرأ.
فبراير الحالي هو الموعد المحدد لتكوين الحكومة في مناطق سيطرة المليشيا، فأي المناطق التي لم تزل تحت سيطرتها حيال التقدم المهيب للجيش؟ وفي ظل إعلان التنسيقية فك إرتباطها مع مكونات داعمة للفكرة هل ما زال التشكيل الحكومي حلم البعض؟ ..
فإزاء تلك التطورات الميدانية العسكرية والسياسية، يرى مراقبون ان مواصلة الحديث عن تكوين حكومة توازي الحكومة القائمة الان هو من باب البحث عن طوق نجاة، إذ ان كل المناطق تتساقط من يد مليشيا الجنجويد.

تناسب طردي

ترتيبات و مشاورات تعكف عليها قيادات بتنسيقية تقدم لتشكيل الحكومة، في تناسب طردي مع حركة سير الجيش، فكلما توسعت رقعة إنتصارات القوات المسلحة، أصبح التشكيل ضرورة ملحة وعاجلة.
ويصف متابعون إصرار مكونات بعينها تشكيل حكومة موازية، محاولة لإثبات الوجود السياسي، والبقاء في ذهنية المجتمع الدولي، مع تسارع الجيش في إحكام القبضة على البلاد بعد فشل مخطط المليشيا.
وتشهد فكرة تشكيل الحكومة حالة من الإنقسام الشديد، والجدل الواسع حول إنشائها في مناطق “الدعم السريع”.
فوفق خبراء سياسيين فإن الفكرة تعتبر متأخرة جدآ، قياسا مع الوضع الحالي فكل تقدم يحرزه الجيش يقلل من فرصها، فكيف الوضع الآن والجيش يعلن الاقتراب من السيطرة الكاملة على الخرطوم، وتنظيف ما تبقى من جيوب في عدد من المناطق؟!

من داخل الخرطوم

وفي تصريح صحفي سابق أوضح مستشار قائد قوات التمرد  إبراهيم مخير، أن الحكومة القادمة يجب أن تمثل السلطة الوطنية في ممارسة سلطاتها على جميع أنحاء السودان، سواء كانت تحت السيطرة أو غيرها، بما في ذلك بورتسودان. وأكد أن دور قوات الدعم السريع يتمثل في حماية تلك الحكومة ورعايتها.
ومن جانبه اعلن القيادي بالجبهة الثورية أسامة سعيد الاسبوع الماضي، إن تشكيل الحكومة الموازية التي تشارك فيها قوى سياسية وحركات كفاح مسلح قوات الدعم السريع من سيكون داخل الخرطوم في فبراير الجاري.
وقال في مقابلة صحفية أنهم إستكملوا كل مطلوبات تشكيل الحكومة وأنها ستكون مسؤولة من كافة المناطق حتى التي بها اشتباكات.

ظهرهم مكشوف

و يرجح مراقبون إعتماد القوى الداعمة لتشكيل حكومة على عدم الحسم العسكري في عدد من المناطق في وقت سابق، غيره انه ومع تقدم الجيش السوداني والانتصارات الساحقة التي يحققها، يصبح الحديث عن تشكيل الحكومة فكرة ساذجة في الوقت الحالي.

ووفق المحلل السياسي عمار العركي ل “الكرامة” فإن القوة الداعمة لتشكيل حكومة داخل تنسيقية تقدم تسعى للبحث عن وضع سياسي عقب خسارتهم عسكريا و سياسيا.
ونوه إلى أن هذه القوى لاتملك الان اي وضع عسكري أو سياسي، وأن الغرض من تشكيل حكومة هو البقاء في ذهنية المجتمع الدولي وليس الداخل السوداني.
وقال إن القوى السياسة الرافضة لتشكيل حكومة هي قوى تمتلك قواعد وأعضاء وتعتبر محمية سياسيا، غير ان هذه القوى الماضية في تشكيل الحكومة (ظهرهم مكشوف) بحد تعبيره
وتابع: هذه الحكومة المزمع تشكيلها ليس لديها معنى ولا دعم خارجي أو داخلي، ومحاصرة الجيش لها سياسيا وعسكريا جعل القائمين على أمرها يسارعون إلى تشكيلها.

لا قيمة ولا وجود

وتثير فكرية تشكيل الحكومة سخرية مجموعات واسعة في الاوساط السودانية، ويعتبرونها محاولة من المليشيا وداعميها لتنفيذ ما تمنوه منذ اندلاع الحرب.
وبحسب المحلل السياسي خليفة عبد الله فإن الفكرة في مجملها تعد ساذجة، ولا تغير كثيرا في الواقع الحالي.
ولفت في حديثه ل “الكرامة” إلى أن الغرض من الحكومة ليس الداخل السوداني، انما المجتمع الدولي.
وأشار إلى أنها أي _ فكرة الحكومة الموازية _ هي مسعى المليشيا لتنفيذ السيناريو الليبي منذ تقينها من فشل مخططها في السيطرة على البلاد.
وقلل في ذات الوقت من فرصها حال تكوينها مع التوسع الكبير للجيش، خاصة انها مرفوضة من المجتمع الدولي.
وأضاف: الحكومة المزمع تشكيلها لا قيمة ولا جدوى لها سواء قامت أو لا، فالمشهد القادم لا وجود فيه للمليشيا أو داعميها.