للحقيقة لسان رحمة عبدالمنعم “أشغال شقة جداً”.. كوميديا المواقف الذكية

للحقيقة لسان

رحمة عبدالمنعم

“أشغال شقة جداً”.. كوميديا المواقف الذكية

في موسم رمضاني مزدحم بالأعمال الدرامية، استطاع المسلسل المصري الكوميدي “أشغال شقة جدًا” أن يفرض نفسه كأحد أبرز الأعمال الكوميدية، حيث لاقى استحسان الجمهور بفضل كتابته الذكية، وإخراجه المتقن، وأداء نجومه المتوازن، العمل الذي يحمل توقيع المؤلف والمخرج خالد دياب، نجح في تقديم كوميديا مختلفة، تعتمد على الموقف لا على الافتعال، وعلى الشخصيات الحقيقية لا على الاستعراض المبالغ فيه.

في هذا المسلسل، يواصل النجم المصري هشام ماجد تقديم بصمته الخاصة في الكوميديا، حيث أثبت مجدداً أنه ممثل يفهم معنى كوميديا الموقف، بعيداً عن الصراخ والمبالغات المعتادة في بعض الأعمال الكوميدية الحديثة، لم يكن بحاجة إلى بهلوانيات أو تهريج لإضحاك الجمهور، بل اعتمد على أداء طبيعي سلس، يحترم عقل المشاهد ويمنحه جرعة من الضحك النابع من تفاصيل الحياة اليومية والمواقف الذكية.

هشام ليس مجرد ممثل يؤدي دوره فحسب، بل هو أيضاً كاتب ذو حس عالٍ، يؤمن بالكتابة الجيدة، ويعرف كيف يلتقط الورق الجيد، وهو ما انعكس على اختياراته الفنية. كما أنه يبتعد عن الأنانية في الأداء، مؤمناً بأن الكوميديا عمل جماعي، وليست استعراضاً فردياً ،لذلك، منح المساحة الكافية لبقية زملائه في العمل، ليشاركه الجميع في صناعة البهجة، مما جعل المسلسل متوازناً ومتكاملاً، وليس مجرد “وان مان شو”.

ومن المفاجآت اللافتة في “أشغال شقة جداً”, الحضور القوي للفنانة السودانية إسلام مبارك، التي نجحت في خطف الأنظار بدورها كخادمة منزلية أفريقية، حيث استطاعت أن تقدم أداءً بعيداً عن التنميط، معتمدة على العفوية والتلقائية، أداؤها البسيط والمؤثر جعلها محط اهتمام الجمهور ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى الكثيرون أنها أضافت نكهة خاصة للعمل وأثبتت قدرتها على التنقل بسلاسة بين الدراما والكوميديا.

بفضل كتابة وإخراج خالد دياب، وأداء هشام ماجد المتمكن، والمفاجأة السارة المتمثلة في إسلام مبارك، نجح المسلسل في تقديم تجربة كوميدية راقية، تعيد الاعتبار لكوميديا الموقف الذكية ،في زمن طغى فيه الضجيج على الضحك، جاء هذا العمل ليؤكد أن الكوميديا الحقيقية لا تحتاج إلى صراخ، بل إلى نص جيد، وفريق متجانس، وأداء طبيعي قادر على انتزاع الابتسامة دون تكلف.

شكراً لكل من ساهم في هذا العمل، وشكراً هشام ماجد.. لأنك تمنحنا البهجة الحقيقية، وتغسل أرواحنا بهذا الأداء السهل الممتنع.