التوترات الأمنية والسياسية جنوب السودان.. مخاطر التصعيد

التوترات الأمنية والسياسية

جنوب السودان.. مخاطر التصعيد

مصادر تنفي حدوث انقلاب.. وتساؤلات عن القوات اليوغندية

الإيغاد تعقد قمة إستثائية بشأن الأزمة في الجنوب

وفد الاتحاد الأوروبي يحذر من انهيار اتفاق السلام

السلطات تسحب أموال البنوك في جوبا لتأمينها

هجمات في عدد من المناطق ونزوح المئات

تقرير :أشرف إبراهيم
تصاعدت التوترات في دولة جنوب السودان، على الصعيد السياسي والأمني، وذلك عقب الأحداث الأخيرة التي جرت في مدينة الناصر ومقتل قائد قوات الجيش بالمنطقة وإعتقال عدد من قادة الحركة الشعبية قيادة رياك مشار.
بالأمس تداولت وسائل التواصل الإجتماعي على نحو واسع حدوث انقلاب في العاصمة جوبا وهو مانفته عدة مصادر رسمية في حكومة جنوب السودان.
وفي ذات الوقت حذر الاتحاد الأوروبي من إنهيار اتفاق السلام بين الحكومة وحركة رياك مشار .
وتعقد منظمة الإيغاد قمة إستثائية اليوم لمناقشة تطورات الأزمة في دولة الجنوب.

نفي الانقلاب
وبينما سرت شائعة بحدوث انقلاب نفى مصدر رسمي حدوث انقلاب وقال المصدر الحكومي لراديو تمازج مايحدث في جوبا آمر طبيعي وبسيط وليس هنالك عملية انقلاب أو تمرد داخل العاصمة.
وأشار إلى أنه تم اعتقال الجنرال أكول كور وحدثت توترات في محيط منزله وحدوث مقاومة من حراسات في المنزل .
قوات أوغندية
وفي الساعات الأولى من صباح أمس “الثلاثاء”، كتب قائد الجيش الأوغندي، الجنرال موهوزي كينيروغابا، على حسابه على موقع X (تويتر سابقا) أن القوات الأوغندية موجودة في جنوب السودان لحماية الرئيس سلفا كير وتأمين العاصمة جوبا.
وقال إن القوات الاوغندية دخلت الى جوبا منذ يومين لتأمين العاصمة، قائلا: سنحمي كامل أراضي جنوب السودان كما لو كانت أراضينا، وهذه هي إرادة القائد الأعلى”.

الاتحاد الأوروبي يحذر
وفي السياق أصدر وفد الاتحاد الأوروبي في جنوب السودان، تحذيراً بشأن تدهور الوضع الأمني في البلاد، وخاصة في أعقاب الاشتباكات الأخيرة في مقاطعة الناصر بولاية أعالي النيل.
ودعا الاتحاد الأوروبي قادة جنوب السودان إلى اتخاذ إجراءات فورية لمنع البلاد من الانزلاق مجددا إلى صراع واسع النطاق.
يأتي هذا النداء مع تصاعد التوترات في جوبا ومناطق أخرى، مما يهدد بانهيار اتفاق السلام الهش لعام 2018 بين الرئيس سلفا كير ونائب الرئيس الأول رياك مشار.
وجاءت تصريحات الدبلوماسي الأوروبي، أمس “الثلاثاء”، خلال ورشة عمل نظمتها آلية المراقبة والتحقق من وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية الانتقالية في العاصمة جوبا.
وأكد تيمو أولكنن، سفير الاتحاد الأوروبي في جنوب السودان في حديثه “الثلاثاء” بجوبا، على الحاجة الملحة إلى آليات السلام لتعزيز الهدوء وتسهيل الحوار بين جميع أطراف اتفاق السلام.
وقال إن الأحداث الأخيرة في أجزاء مختلفة من البلاد، وخاصة في أعالي النيل، تسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى آليات تدعم السلام، وتبقي قنوات الحوار مفتوحة، وتتجنب الإجراءات أو اللغة الأحادية الجانب التي قد تؤدي إلى تصعيد الموقف.
وأقر بوجود تفسيرات مختلفة للأحداث في أعالي النيل، لكنه أكد أن قادة جنوب السودان يجب أن يتحملوا المسؤولية لمنع المزيد من الصراع.
وأضاف “هناك تفسيرات مختلفة لما حدث في الأسابيع الأخيرة، ونأمل أن تقع المسؤولية بشكل واضح على عاتق قادة جنوب السودان لمعالجة هذه القضايا والتأكد أيضا من أنها لا تؤدي إلى المزيد من الصراع”.
ودعا المسؤول الأوروبي، مراقبي السلام، بما في ذلك آلية المراقبة والتحقق من وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية الانتقالية، إلى لعب دور أكثر نشاطا في معالجة انتهاكات وقف إطلاق النار.
وقال “نأمل أيضا أن تُسْتَخْدَم آليات مثل CTSAMVM في معالجة هذه القضايا التي تثير تساؤلات الآن حول أي جزء منها سيحدث”.
وأكد الدبلوماسي الأوروبي على الحاجة إلى قيام قادة جنوب السودان، وخاصة أولئك الذين وقعوا على اتفاق السلام لعام 2018، بحل خلافاتهم ومنع البلاد من الانزلاق مجددا إلى الحرب.
مع استمرار الصراعات في ولايتي أعالي النيل وغرب الاستوائية، وصف أولكون، الوضع في جنوب السودان بأنه معقد بشكل متزايد، وحث جميع شركاء السلام على مضاعفة جهودهم للحفاظ على الاستقرار.
إتهامات متبادلة
وكانت قد حدثت اشتباكات بين الشباب المسلحين “الجيش الأبيض” والقوات الحكومية في مقاطعة الناصر أدت إلى اعتقال حلفاء رئيسيين لرياك مشار في جوبا، بينهم وزير النفط ونائب قائد الجيش، وتم وضع بعضهم تحت الإقامة الجبرية.
وتتهم مجموعة الرئيس سلفاكير، الجيش الأبيض في الناصر، بالارتباط بقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة بقيادة رياك مشار، وهو ادعاء نفاه معسكر مشار.
وعقب الاشتباكات، حاصر الجيش مقر إقامة مشار في جوبا، رغم عدم تقديم أي تفسير رسمي.
وحذر أنصار النائب الأول للرئيس من أن هذه الخطوة قد تعرض اتفاق السلام لعام 2018 للخطر.
الجمعة الماضي تصاعدت التوترات الأمنية، عندما تعرضت مروحية تابعة للأمم المتحدة كانت تجلي جنوداً من القوات الحكومية لعملية إطلاق نار في ناصر، وأسفر عن مقتل قائد الجيش وجنود اخرين، بجانب أحد أفراد طاقم مروحية الأمم المتحدة.

سحب الأموال من البنوك
وبدأت قوات الأمن في العاصمة جوبا بسحب كميات كبيرة من الأموال من خزائن البنوك، معللة ذلك بضرورة “تأمينها” في ظل التوترات السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد مؤخراً.
مصادر مصرفية تكشف التفاصيل
أفادت مصادر مصرفية في جوبا بأن عمليات السحب بدأت فجأة، وسط إجراءات مشددة من قبل القوات الأمنية، حيث تم إخراج الأموال من عدة بنوك رئيسية ونقلها إلى مواقع لم يتم الإفصاح عنها.
وأكدت بعض المصادر أن هذه التحركات تمت دون سابق إنذار، ما أثار حالة من القلق في الأوساط المالية والتجارية.
وأثارت هذه الخطوة مخاوف واسعة بين المواطنين ورجال الأعمال، الذين يخشون أن تؤثر هذه العمليات على استقرار النظام المصرفي، أو تكون مقدمة لاضطرابات مالية أوسع.
كما أعرب بعض المصرفيين عن قلقهم بشأن عدم وجود ضمانات واضحة لاسترداد هذه الأموال أو معرفة الوجهة الحقيقية لها.
حتى الآن، لم تصدر الحكومة أو البنك المركزي في جنوب السودان أي بيان رسمي يوضح الأسباب الدقيقة لهذه الإجراءات، إلا أن بعض المصادر الأمنية بررت الخطوة بأنها إجراء احترازي لحماية الأموال العامة من أي تهديدات أمنية محتملة.

الإيغاد قمة إستثائية
ويبحث قادة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “إيغاد”، في قمة استثنائية اليوم (الأربعاء)، التوترات السياسية والأمنية المتصاعدة في جنوب السودان.
وقال بيان صدر عن المنظمة، إن القمة الاستثنائية الثالثة والأربعون لرؤساء الدول والحكومات ستعقد افتراضياً في 12 مارس 2025، وسط تجدد العنف في البلاد.
ومنظمة “إيعاد”، التي تضم إثيوبيا وجيبوتي والصومال والسودان وإريتريا وجنوب السودان وكينيا وأوغندا، هي أحد الضامنين لاتفاقية تسوية النزاع المنشطة في جنوب السودان.
وبحسب البيان “فإن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية تظل ثابتة في التزامها بتعزيز الحوار وتهدئة التوترات وتأمين مستقبل سلمي لشعب جنوب السودان.
هجوم بميوم
وأكد مسؤول حكومي محلي أن مجموعة من ثلاثة شباب مسلحين هاجمت القوات المشتركة التابعة لقوات دفاع شعب جنوب السودان في منطقة وانكي بمقاطعة ميوم في ولاية الوحدة صباح امس، وأخذوا معهم اثنين أسلحة.
وقال جيمس ليلي كوال، محافظ مقاطعة ميوم لراديو تمازج، إن شخصين، “ضابط ومدني”، أصيبا بجروح، عندما هاجم المجرمون الثكنة العسكرية، مبينا أن المهاجمين أخذوا معهم سلاح مدفع الرشاش من طراز بي كي إم وبندقية هجومية من طراز AK-47 تابعة للجيش.
وقال إن الجيش صدت للهجوم. وأن الضابط المجروح في حالة حرجة، ويتلقون العلاج في مركز صحي بالمنطقة.
نزوح
الى ذلك قالت السلطات المحلية في مقاطعة موروبو بولاية الاستوائية الوسطى ، إن ما لا يقل عن 150 شخصا نزحوا إلى قرية لوقولي في الأيام الثلاثة الماضية، بسبب مجموعة مسلحة يشتبه أنهم من جبهة الخلاص الوطني المعارض للحكومة.
وفرت الأسر من منطقتي يونغوفي وأريمبي، وغالبيتهم من النساء والأطفال.