المليشيا تقصف سجن الأبيض بطائرة مسيرة ومعسكرا للنازحين..
الجنجويد.. مجازر فى “الابيض وابوشوك”..
مقتل و إصابة 68 نزيلا بحسب شبكة أطباء السودان..
قصف يستهدف معسكر أبوشوك في الفاشر وسقوط عشرات الضحايا
حكومة شمال كردفات تصل موقع القصف وتُشرف على إسعاف المصابين..
السجن يضم نحو خمسة آلاف نزيل وسط تحذيرات من تكرار الاستهداف
14 قتيلاً في قصف معسكر النزوح بينهم أطفال ونساء
أسرة عبدالله سالم بخت تفقد عشرة من أفرادها في “معسكر أبوشوك”.
تقرير:رحمة عبدالمنعم
في واحدة من أكثر الهجمات دموية، استهدفت مليشيا الدعم السريع بطائرة مسيّرة، صباح أمس السبت، السجن المركزي بمدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، ما أسفر عن مقتل 21 نزيلاً وإصابة 47 آخرين، وفق ما أكدته شبكة أطباء السودان. ويأتي هذا القصف في سياق تصاعد الهجمات على المنشآت المدنية، وسط إدانات محلية ورسمية واسعة، وتحذيرات من تحول تلك الانتهاكات إلى نمط ممنهج يستهدف المدنيين في مواقع الاحتجاز والنزوح على حد سواء.
سجن الأبيض
وفي تصعيد خطير للانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين، قُتل 21 شخصاً وأُصيب 47 آخرون، صباح أمس السبت، إثر استهداف طائرة مسيرة تتبع للمليشيا سجن مدينة الأبيض المركزي بولاية شمال كردفان، في جريمة وُصفت بأنها “مكتملة الأركان” وفق الحكومة السودانية.
وأفادت مصادر رسمية لـ”الكرامة” أن القصف وقع صباح أمس السبت، حين أطلقت المليشيا طائرة مسيرة قصفت سجن الأبيض الواقع شرقي مقر قيادة الجيش بالمدينة. وقد هرع مسؤولو الشرطة وحكومة ولاية شمال كردفان إلى موقع الحادث، حيث جرى نقل عشرات المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وأدانت الحكومة المحلية الهجوم بشدة، مؤكدة أن المليشيا استهدفت مرفقاً مدنياً حيوياً يضم الآلاف من النزلاء، في خرق سافر للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر الهجوم على المنشآت غير العسكرية.
أطباء السودان
من جانبها، أدانت شبكة أطباء السودان ما وصفته بـ”الاستهداف الممنهج للمرافق المدنية” من قبل قوات الدعم السريع ،وقالت في بيان تلقته “الكرامة”:تدين شبكة أطباء السودان بأشد العبارات استمرار قوات الدعم السريع في استهداف المرافق المدنية بمدينة الأبيض، ما أدى إلى مقتل 21 شخصًا وإصابة 47 آخرين من النزلاء.
وأضافت الشبكة:إن سجن مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان يضم ما يقارب خمسة آلاف نزيل يقضون عقوبات قانونية داخل مؤسسة مدنية معترف بها، ويُعدّ استهدافه بالطائرات المسيّرة جريمة لا يمكن تبريرها تحت أي ذريعة.
وطالبت الشبكة في ختام بيانها المنظمات الأممية والدولية بـ”ممارسة الضغط على قيادات الدعم السريع لوقف اتساع رقعة الانتهاكات بحق المدنيين العزّل، واستهداف المدن ذات الكثافة السكانية العالية، في تحدٍ واضح لكل القرارات الدولية الرامية إلى حماية السكان أثناء الحروب.
جريمة حرب
وفي أول تعليق رسمي من الحكومة، قال وزير الثقافة والإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة، الأستاذ خالد الإعيسر، في تصريح صحفي:استهدفت ميليشيا أسرة دقلو الإجرامية، المدعومة من حكومة أبوظبي، سجن الأبيض ومستشفى المدينة صباح اليوم باستخدام الطائرات المسيّرة، ما أسفر عن استشهاد 21 نزيلاً وإصابة 47 آخرين، جميعهم من المدنيين.
وأضاف:ويعد ما جرى في سجن مدينة الأبيض جريمة حرب مكتملة الأركان، تضاف إلى سجل الميليشيا وداعميها الحافل بالانتهاكات ضد المدنيين السودانيين ،ندين هذا العمل الإرهابي بأشد العبارات، ونسأل الله أن يتقبل الشهداء بواسع رحمته، ويمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل
مجزرة جديدة
وفي حادثة منفصلة، أعلنت غرفة طوارئ معسكر أبوشوك في مدينة الفاشر، شمال دارفور، مقتل 14 شخصًا وإصابة آخرين إثر قصف مدفعي عنيف استهدف المعسكر أول أمس الجمعة.
وأفادت الغرفة في تعميم رسمي اطّلعت عليه “الكرامة”، أن من بين الضحايا عشرة أفراد من أسرة واحدة، هي أسرة المواطن عبدالله سالم بخت، حيث شمل القصف زوجته، والدته، وثمانية من أطفاله، إلى جانب ضحايا آخرين من سكان المعسكر.
وأوضحت الغرفة أن هذا القصف يندرج في إطار الاستهداف العشوائي والمتكرر للمدنيين في دارفور من قبل قوات الدعم السريع، التي تواصل عملياتها دون أي اعتبار للوجود المدني الكثيف داخل هذه المعسكرات.
ضد الإنسانية
و قال الناشط الحقوقي الطيب عبدون لـ”الكرامة”، إن ما جرى في سجن الأبيض ومعسكر أبوشوك “يمثل دليلاً إضافياً على تحول مليشيا الدعم السريع إلى أداة قمع شاملة تستهدف الوجود المدني بكل أشكاله.
وأضاف:قصف سجن يضم آلاف النزلاء، ثم قصف معسكر نزوح يقطنه المدنيون الفارون من الحرب، يثبت أن هذه القوات لا تميز بين هدف عسكري وآخر مدني، نحن أمام جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية موثقة بالصوت والصورة، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل عاجل لإحالة هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وختم عبدون حديثه بالقول:إن التراخي الدولي يشجع المليشيا على مواصلة جرائمها، وعلى المجتمع المدني السوداني أن يوثق كل الانتهاكات بالصوت والصورة، لإقامة الحجة على الجناة في قادم الأيام..حد قوله..