طالب الإدارات الأهلي بتقديم مساهمات عينية لإعاشة الجنجويد.. عبد الرحيم دقلو .. “التسول” وتحسس الولاءات القديمة…

طالب الإدارات الأهلي بتقديم مساهمات عينية لإعاشة الجنجويد..

عبد الرحيم دقلو .. “التسول” وتحسس الولاءات القديمة…

دقلو عقب ما واجهه من هزائم بات يتحسس ولاء الإدارات الأهلية..

المليشيا تسعى الى جانب التمويل جعل المعركة ضمن أجندة القبائل..

التمرد يتحسس ولاء هذه القبائل لسماعه باعتزامها القتال مع الجيش

تقرير : هبة محمود
في وقت تشهد فيه مليشيا الدعم السريع، خسائر متواصلة امام الجيش السوداني، وجه قائد ثاني المليشيا عبد الرحيم دقلو، أمس الأول الإدارات الأهلية بولاية جنوب دارفور بتقديم مساهمات عينية لإعاشة جنوده.
وفي ظل الدعم الكبير الذي تقدمه دولة الإمارات بجانب امتلاك الدعم السريع جبال من الذهب، اثار الطلب علامات إستفهام واسعة، سيما عقب تحديد عبد الرحيم مطلوبات المساهمات العينية لبعض القبائل.
فبحسب معلومات نقلتها مصادر “دارفور الآن”، فقد طالب دقلو قبيلة الفلاتة بتقديم عدد 500 بقرة، على أن تدفع قبيلة الترجم 250 بقرة، كما طلب في الأثناء من قبيلة القِمر تقديم جوال دخن وجركانة زيت لكل شيخ.
وتضم قبيلة القِمر 30 عمدة، كل عمدة لديه 40 شيخًا بالمتوسط.
وطالب دقلو قبائل منطقة كأس بدفع 1000 بقرة و1000 جوال دخن لتوفير احتياجات المليشيا.
وقال خلال مخاطبته القيادات الأهلية: “أكلتوا حلو مؤسسة الدعم السريع، الآن آكلو مُرها”.

هل تخلت الإمارات عن الدعم السريع ؟
ولعل السوال الذي يطرح نفسه فور الإستماع إلى مطالب عبد الرحيم دقلو، الإدارات الأهلية بولاية جنوب دارفور باعاشة جنوده، هو حول تخلي الإمارات عن دعم المليشيا حتى بات عبد الرحيم يتسول إعاشة جنوده!!
تسأولات كثيرة خلفتها مطالب دقلو، فأي الرسائل أرادها أن توصل، وما الذي يبحث عنه من وراء ما طلب؟
وفي ظل حالة التباين في الآراء بشأن الطلب ما بين انتهازية المليشيا وقرصنتها تلك القبائل، وبين محاولة عبد الرحيم التأكد من شئ ما ( تكمن الحقيقة).
وبحسب محللين سياسين تحدثوا لـ “الكرامة” فإن الإمارات لم توقف دعمها المتواصل للمليشيا، كما أنها لم تتخلى عن مشروعها في السودان، و الذي تسعى الى تحقيقه من خلال رافعتها العسكرية وهي الدعم السريع.
وينظرون إلى أن الأمل الوحيد بالنسبة للإمارات، الآن بات في اسقاط الفاشر، وهو ما ستظل المليشيا تستميت في الدفاع عنه والقتال حتى تحقق ما تصبو إليه.
وازاء تلك الفرضية بتمسك الإمارات بالدعم السريع، يصبح الحديث حول (ما الذي يتحسسه دقلو)؟

عبد الرحيم في ورطة
ووفق المحلل السياسي و مدير مركز الراصد للدراسات الاستراتيجية د. الفاتح محجوب، فإن عبد الرحيم دقلو عقب ما واجهه من هزائم متكررة بات يتحسس ولاء الإدارات الأهلية لعدد من القبائل بعينها في ولاية جنوب دارفور، خوفا من الغدر.
وقال في إفادته لـ”الكرامة” أن قائد ثان الدعم السريع يرمى لاكثر من عملية التمويل ، ويرمى لأن يجعل المعركة معركة هذه القبائل حتى يتأكد من ولائها، سيما في ظل اصدار والي جنوب دارفور المكلف إلغاء تعيين كل النظار والعمد واختيار آخرين بدلا عنهم.
ورأى الفاتح ان خطوة دقلو تأتي في إطار حدوث الكثير من المتغيرات على الأرض، وهو تقدم الجيش الكبير في كل المحاور.
وذهب إلى أن الدعم السريع الان يخوض معركة مصيرية لا تتحمل اى نوع من تراخي الحواضن التى يعول عليها .
وتابع: دقلو أراد أن يتحسس من ولاء المكون الثاني الدعم السريع وهي هذه القبائل خاصة قبائل (فلاتة تلس) و(البني هلبة) لسماعه باعدادها قوات للقتال مع الجيش، فهو بعد تخلي المسيرية عنه يريد أن يتأكد، لا نه لا يتحمل أي محاولة للطعن من الخلف .
وأشار إلى أن الهزائم المتتالية والموت الكثير أضعف حافز القبائل في القتال مع الدعم السريع.
وزاد: قبائل الرزيقات الابالة في جنوب دارفور يريد دقلو التأكد من ولائها لأن الشكوك الان تحوم حولها، لذلك فإن مطالبه في ظاهرها تشوين لكن باطنها يعني غير ذلك.
وأتم: هذه القبائل لو تخلت عنه فستكون نهايته وان هاجمته من الخلف فهي أيضا النهاية.

 

تمدد الجيش وهواجس الغدر

 

وغداة إندلاع الحرب في السودان قد أعلن زعماء اكبر 7 قبائل في جنوب دارفور خلال مقطع فيديو متداول وهم (التعايشة -الترجم- الفلاتة بني هلبة- الهبانية -الرزيقات – المسيرية) الانحياز لقوات المليشيا إستجابة لنداء الوطن، داعين أبناءهم الإنضمام للدعم السريع والتخلي عن الجيش السوداني.
وفيما رحب تمرد الدعم السريع وقتها بالخطوة، تخوف في المقابل كثيرون من أن تحدث تطور في سير المعارك، وانقسام داخل المكونات.
لكن الان وعقب مرور أكثر من عامين من الحرب استطاع الجيش تغيير موازين المعادلة، فيما بات الدعم السريع يعيش حالة من المخاوف بعد فقده جميع أماكن سيطرته إلا من بعض المناطق في إقليم كردفان، وولايات دارفور الخمسة عدا مدينة الفاشر.
ومؤخرا أعلنت كثير من القبائل ولاءها للجيش داعية أبناءها للتخلي عن القتال مع الدعم السريع، وقد كان آخر هذه القبائل هي قبيلة الترجم.
وبتلك المخاوف ودعوات الاعاشة يجد عبد الرحيم نفسه في ورطة بحسب متابعين، في ظل تمدد الجيش وهواجس الغدر ، سيما بعد خسارة قواته قاعدة وادي العطرون على الحدود الليبية.

رسالة مزدوجة

من جانبه يرى المحلل السياسي خليفة عبد الله في حديثه لـ”الكرامة” أن عبد الرحيم من خلال مطالبته الإدارات الأهلية في ولاية جنوب دارفور، سعى لإرسال رسالة مزدوجة المعايير، منها إيصال رسالة للجيش ، واخرى تختبر ولاء نظار هذه القبائل.
وأكد أن الإمارات لن تقبل الهزيمة بالتخلي عن مشروعها في السودان وستظل تدعم المليشيا بالمال والسلاح حتى تنفذ ما تسعى إليه سواء عبر الأرض ميدانياً، أو عن طريق طاولة التفاوض.
ونوه إلى أن عبد الرحيم يريد لهذه القبائل أن تقدم للمليشيا مثلما قدم الدعم السريع لها، وذلك من خلال عبارته “أكلتوا حلو مؤسسة الدعم السريع، الآن آكلو مُرها”.
وتابع: عبد الرحيم أراد أن يتأكد من ان الإدارات الأهلية هذه مازالت مسموعة الكلمة عقب اعفاءها ام أن ما تبقى منها سينحاز للجيش.
واضاف: المليشيا الان في محك وهي تعلم أن تخلي هذه القبائل يعني نهايتها في السودان ، فهي ما زالت تأمل فى إسقاط الفاشر واحتلال الإقليم بأكمله، الأمر الذى بات مستبعدا فى ظل انتشار الجيش والتراجع المستمر للمليشيا.