أكثر من 209 الف طالب وطالبة يجلسون لأدائها غدا الأحد بالداخل والخارج ..
إمتحانات الشهادة السودانية .. معركة الإرادة الوطنية
اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة وسرية الامتحانات..
إصرار من شباب السودان لمواصلة مسيرتهم التعليمية، رغم التحديات..
مختصون تربويون يحذرون من تكرار مشاكل أرقام الجلوس والمراكز…
الحكومة تشكر الدول الشقيقة والصديقة التي استضافت مراكز الخارج..
تقرير : هبة محمود
تنطلق غدا الاحد امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة للعام الدراسي 2024، بعد إكتمال الترتيبات اللازمة لانعقادها وسط اهتمام وترقب كبيرين.
وفي بيان أمس الجمعة أكد وكيل وزارة التربية والتعليم، الدكتور أحمد خليفة، عقد الامتحانات وفق خطة وطنية متكاملة وضعتها اللجنة العليا لامتحانات السودان، وأشرفت على تنفيذها غرفة الطوارئ المركزية، بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة على المستويين الاتحادي والولائي.
وأعلنت غرفة طوارئ امتحانات الشهادة عن اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة وسرية الامتحانات، وتوفير بيئة ملائمة للطلاب، وتوزيع الكوادر الإدارية والفنية، وتوفير الحماية الكاملة لمراكز الجلوس، إلى جانب جاهزية عمليات الطباعة والتوزيع ومتابعة الأداء الميداني على مدار الساعة.
ويأتي عقد امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة وسط تعقيدات أمنية وفنية كثيرة، دفعت إلى تأجيل موعدها المقرر لها في مارس الماضي لأكثر من مرة.
وفيما تنطلق غدا الاحد إلا أنها تمثل تحدياً كبيراً في معركة الكرامة، على الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي تخوض فيها وزارة التربية معركة قيام الإمتحانات هذه أن صح التعبير منذ إندلاع الحرب في السودان، لكنها تجسد الإرادة الوطنية في التغلب على التحديات.
تأهب و إصرار
و يتأهب للجلوس لأداء إمتحانات الشهادة السودانية غدا حوالي (209,273) طالبا وطالبة موزعين على (2,082) مركزًا داخل البلاد و(20) بالخارج، وهو عدد كبير وفق كثير من المتابعين.
وبحسب وكيل وزارة التربية والتعليم د.أحمد خليفة، في تصريحات امس الأول الخميس، فان هذا العدد يعكس مدى إصرار شباب السودان وتطلعاتهم لمواصلة مسيرتهم التعليمية، رغم التحديات والظروف الراهنة التي تمر بها البلاد.
وشدد على أن جميع الطلاب المسجلين سيتاح لهم الجلوس للامتحانات دون أن يحرم أي طالب أو طالبة، وذلك ايمانا بحق الجميع في التعليم دون تمييز.
وتختلف الإمتحانات هذه المرة عن سابقتها بسماح الحكومة التشادية لطلاب دارفور الموجودين على أراضيها بالجلوس لأدائها، عقب مناشدة أطلقها حاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي للرئيس محمد ديبي.
واعتبر مراقبون استجابة ديبي السريعة خطوة جديدة في مسار العلاقات السودانية التشادية، عقب الأزمة بين البلدين بسبب دعم انجمينا لمليشيا الدعم السريع.
عزيمة ولكن ..
وينتظر أن تمضي الامتحانات للعام 2024على ذات النهج الذي سارت به امتحانات الدفعة المؤجلة 2023 في ديسمبر الماضي، دون أي مشاكل أمنية.
لكن في ذات الوقت يحذر مختصون تربويون من الوقوع في ذات المشاكل المتعلقة بارقام الجلوس والمراكز على غرار ما حدث للبعض من الطلاب المرة الماضية.
ويرى الخبير التربوي عصام عبد اللطيف أن قيام الإمتحانات في موعدها يعتبر انتصار فى معركة قائمة بذاتها ، وذلك لاعتبارات كثيرة وتحديات متعلقة بالعملية التعليمية نفسها.
وشدد في حديثه لـ”الكرامة” على ضرورة الإنتباه في الترتيبات الفنية التي من شأنها أن تحرم الطالب من الجلوس أو تحرمه من نتيجته الحقيقية.
وأشار إلى أن التحدي الأكبر الذي تقف أمامه الإمتحانات هو التنسيق الكامل والكافي لتأمين الطلاب السودانيين في تشاد.
ولفت عبد اللطيف إلى أن الوضع الأمني داخل معسكرات النازحين السودانيين في تشاد يعاني من حالة سيولة ما يتطلب التنسيق الكامل والكافي لاداء الامتحان دون توقع أي احتمالات للتسريب أو الإلغاء في هذه المراكز.
صفعة للمليشيا
وعلى درجة عالية من التأمين حرصت جميع الدول التي تستضيف مراكز امتحانات الشهادة السودانية على ضرورة إحكام العملية التعليمية وتذليل الصعاب أمام الطلاب.
واشاد من جانبه وكيل وزارة التربية بالمواقف التي وصفها بالمشرفة للدول الشقيقة والصديقة التي استضافت مراكز امتحانات الطلاب السودانيين بالخارج.
كما أعرب خلال تصريحات صحفية عن تقدير الحكومة للمنظمات الوطنية والدولية والإقليمية التي قدمت الدعم الإداري واللوجستي، تعزيزا للحق الأصيل في التعليم، وتجسيدا للهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع.
ويرى الخبير السياسي خليفة عبد الله أن امتحان الشهادة السودانية معركة تضاف إلى محاور عمليات القوات المسلحة التي تخوضها.
واعتبر في حديثه لـ”الكرامة” أن واحدة من مخططات المليشيا هي اقعاد العملية التعليمية، لكن قيامهما للمرة الثانية بعد صفعة قوية خاصة أنها تمت دون أي أحداث أو خلافه.
وتابع: نتمنى أن تمضي الامتحانات كما هو مخطط لها دون حدوث أية تطورات يمكن أن تعيق انجازها على الوجه الأكمل..