مشكلة السودان وليست مشكلة الشمال !!
بكرى المدنى
هناك مكونات كثيرة في الشرق والوسط وكردفان وحتى دارفور رافضة لقسمة السلطة التى أقرتها إتفاقية جوبا
مكونات اجتماعية وسياسية وحركات وشخصيات
لا قسمة جوبا ولا مسألة السلطة المركزية كانت قضية مجتمع الشمال
قضية الشمال هي قضية السودان في التراضي على شكل ونوع الحكم الذي يحقق السلام والاستقرار الدائم لكل السودان
صوت الوعي في الشمال يلتقى مع الصوت الثوري في الهامش المنادي بحقوق الأقاليم كاملة في السلطة والثروة مع مشاركة عادلة في حكم المركز السيادي التشريفي
الشمال يؤمن بحق دارفور أن تصبح إقليما حقيقيا على الأرض وليس الورق فقط وكذلك كردفان والوسط والشرق والنيل الأزرق وحقه معها أن يكون إقليما إداريا كاملا من الجيلي حتى حلفا
إن قامت الأقاليم كاملة السلطة والثروة والصلاحيات فلن يكون هناك مركزا يستوجب القتال لأجله أو عليه فالسلطة والثروة ستكون تحت مع الناس والخدمات
عندما دوى صوت المقاومة الشعبية الوطنية كانت استجابة الشمال مدوية /درب الآلاف في معسكرات نهر النيل والشمالية وقدم الاف الشهداء في كل السودان ولا يزال
لكن ذات الشمال لا يمكن تحشييده أو تجميعه في معسكرات في الخارج وتحت أي مظلة أجنبية ـ صعب خم أهل الشمال أو سواقتهم بالخلاء
للشمال قضية -نعم ولكنها قضية السودان وكيف يحكم بالعدل الإقليمي للجزيرة ودارفور والشرق وله وللجميع
ليس للشمال حاجة اليوم في نسبة للسلطة يمثله فيها جكومى أو برطم أو عقلة!!
الشمال الجلابي الواعي تفكيره أكبر من ذلك ونفسه أكبر من ذلك وطموحه اكبر من ذلك
الشمال يسعى الى تنفيذ صيغة الحكم الإقليمي الأنسب للسودان وان يحافظ على وحدة البلد بالمشتركات الأكبر ممثلة في الهوية الوطنية والوجدان المشترك والسودانوية العابرة للحدود الإدارية
الشمال الجلابي الواعي يعلم أن الوحدة تقوم على السودانوية وليس على السلطة المركزية القهرية
السلطة ليست من عوامل الوحدة ويمكن أن تكون من هوادم الوحدة
الشمال -مع ذلك -ليس لديه حق حصري في تقسيم السلطة الإقليمية ولا يحمل شهادة بحث للسودان ولا يريدها- الشمال يريد حقه الإقليمي في السلطة والثروة على أرضه مع ذات الحق لكل الأقاليم السودانية على أن يتجه الجميع من بعد لتشكيل المركز السيادى التشريفي الذي يمثلهم جميعا بنسب عادلة
المهم اليوم وغدا المحافظة على الوحدة الشكلية للبلد مع الصلاحيات الحقيقية للأقاليم